مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، مرض مرعب غامض تقشعر الأبدان عند سماع اسمه، وتصيب متلازمة نقص المناعة المكتسبة الجهاز المناعي للإنسان، وتتسبب في تدمير وظائفه وتعطيله، مؤدية إلى التقليل من فاعلية الجهاز بشكل تدريجي، ليصبح المريض عرضة للإصابة بمختلف أنواع العدوى والأورام، ما يؤدي إلى الإصابة بـ «العوز المناعي»، وهي أشد مراحل العدوى تقدماً، وتعرف تلك المراحل بظهور أي نوع من أنواع العدوى الانتهازية التي يتجاوز عددها 20 عدوى أو أنواع السرطان الناجم عن الإصابة بالفيروس.
ومنذ اكتشاف المرض لأول مرة قبل 42 عاماً، والمؤسسات الصحية والطبية العالمية الحكومية والخاصة تحاول إيجاد علاج لذلك المرض المرعب، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتم التوصل إلى إجابات شافية حول طريقة علاج المرض أو الوقاية منه.
واكتشف الإيدز لأول مرة في 5 يونيو 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اكتشاف وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عدد من حالات الإصابة بالتهاب رئوي من نوع «التهاب متكيسة الرئة» في 5 رجال من «الشواذ جنسياً» في لوس انجليس، من دون أن يطلق على المرض أي مسمى، إذ كانت الإشارة إليه عادة ما تكون من خلال الأمراض المرتبطة به، أو مسمى «سرطان كابوزي والعدوى الانتهازية».
واجتمعت وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في 1982، واستخدم مصطلح «الإيدز» للمرة الأولى.
وفي عام 1988 اختارت منظمة الصحة العالمية الأول من ديسمبر يوماً عالمياً لـ «الإيدز»، يتم فيه التوعية من مخاطر المرض، ومسببات انتقاله بين البشر، إضافة إلى الطرق السليمة للتعامل مع المصابين به.
وينتقل الفيروس عبر عدة وسائل أبرزها، الاتصال الجنسي «غير المحمي» بكافة أنواعه، أو الاتصال الجنسي «الفموي» مع شخص حامل للفيروس، وكذلك من خلال عمليات نقل الدم الملوّث به، وتبادل المحاقن، والأدوات الحادة الملوثة، إضافة لإمكانية انتقاله من الأم المصابة لطفلها أثناء فترة الحمل، والولادة، والرضاعة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أعراض المرض تختلف في فترة الإصابة من شخص لآخر، وتظهر أعراضه في فترة تتراوح بين 5 إلى 10 أعوام، فيما تستغرق الفترة الفاصلة بين اكتساب الفيروس وتشخصيه 10 إلى 15 عاماً.
ونفت منظمة الصحة العالمية وجود أي علاج يكفل الشفاء من الفيروس كلياً، إلا أنها أوضحت أنه من الممكن الاستمرار في إبطاء تطور الفيروس داخل الجسم عبر التقيد بالعلاج القائم على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، والاستمرار عليها، على نحو يوحي بتوقف نشاطه تقريباً، وتمكّن من عرقلة تكاثره داخل الجسم.