أعلن (مُحتَرف: كيف تكتب رواية؟) بإشراف الرّوائيّة نجوى بركات، عن فوز رواية «مقهى سيليني» للكاتبة المصريّة أسماء الشّيخ، خلال حفل أقيم أمس ضمن معرض البحرين الدّوليّ السّادس عشر للكتاب.
وقالت وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة: اعتدنا في وزارة الثّقافة على تنظيم ورش للفنّ والنّحت على مدى الأعوام السّابقة، وهذه المرّة الأولى التي نتّجه فيها إلى ورش للكتاب من خلال هذا المُحتَرَف.
وعبرت الوزيرة عن سعادتها بمشاركة الشّباب البحرينيّ في هذه المحاولة الجميلة، مشيرةً إلى جهود الرّوائيّة نجوى بركات التي اعتنت بالمشاركات الشّبابيّة وأحاطتها بالاهتمام لإنتاج رواياتهم.
بدورها شكرت الرّوائيّة نجوى بركات، وزيرة الثّقافة وقالت «لقد سبقتِني إلى حلمي الذي لم يتحقّق منه إلّا الجزء القليل»، مضيفة «سعيدة أنّهم وضعوا ثقتهم فيّ».
وأوضحت أن الجائزة في الأصل هي نشر الرواية الفائزة، لكن لجنة التحكيم المؤلفة من الروائي والشاعر والصحافي عباس بيضون والشاعر قاسم حداد ومديرة دار الآداب رنا إدريس ارتأت نشر الروايات السبعة نظراً لجدّيتها وحرفيّتها الأدبيّة والفنيّة.
بدورها قالت مديرة دار الآداب رنا إدريس إن (مُحتَرف نجوى بركات) هو مشروع يمنح القارئ العربي فرصة الاطّلاع على هذه التّجارب الشّابة التي تقوم بركات بجهد مميّز لرعايتها، مردفة: وهي محاولات ممتعة لاكتشاف مواهب ما كانت لتبصر النور لولا مشروع المحترف، وتطرح قضايا مهمة تشغل روائيّي الجيل الجديد، بدءاً من العنصرية اللّونية والتميّز ضد العمالة، مروراً بالمسألة الفلسطينية بتاريخها الإشكالي ورؤى الأجيال لحقّ العودة، وصولاً إلى البحث عن الوالد والهويّة في ظل ربيع عربي ليس بربيع، والنّزاع الدّاخلي الدائم بين ما تتمناه الشّابات والشّباب، وما تفرضه القيود العائليّة.
وأكدت إدريس أن هذه التجارب السبع تستحق فعلاً أن تتبناها دار الآداب وأن تسعى إلى توزيعها في الأقطار العربية جميعها، علّنا ننجح في إيصال الأصوات الشابة الطازجة، موضّحة أن لجنة التحكيم اعتبرت الروايات السبع جميعها تتحلى بصفات الرواية الناجحة، لغة وحبكة وبنية.
أما عباس بيضون وقاسم حداد اللذان لم يتمكّنا من حضور الاحتفال، فأكّدا في كلمتيهما اللّتين ألقتهما نجوى بركات بالنيابة عنهما، أن الأعمال السبعة تستحق القراءة وهي أدبية بحق ومكتوبة بدراية وحرفة ومقدرة على الرصف والبناء والنسج وحنكة فعلية.
وقال بيضون «لا يمكن اعتبار الروايات السّبع التي قرأتها واستمتعت بقراءتها بأنها ساقطة أو رثة أو ركيكة، ولا أبالغ إذا قارنتها بالروايات الناجحة التي تصدر في لغتنا. هي أمثلة جيّدة على الفن الروائي... لقد كنت متفاجئاً ومدهوشاً وبالتالي مغتبطاً لأن هذه الأعمال ناضجة ومثمرة وواعدة».
واعتبر قاسم حداد أن مشاركته في لجنة التحكيم من أجمل ما حدث له في السنوات الأخيرة، مبيّنًا «رّغم ترددي الكبير في عضوية لجان التحكيم، فلست ممن يعتقدون بامتلاك الاستعداد لهذه المهمات، غير أن هذه التجربة منحتني متعة جديدة وأضافت لي خبرة نوعية خصوصاً فيما يتعلق برؤيتي الفنية لجوهرية الشعر في عموم أشكال التعبير الأدبي، أما عن نصوص الروايات السبع فاشتملت على شعرية في السرد بدرجات مختلفة، وشعرنا بأن روحاً جديدة ترافق هذه الأصوات راغبة بولع جارف في التعبير عن ذاتها بحرية كاملة تقريباً.
من جهتهم، وقّع الكتاب السبعة رواياتهم وهي إضافة إلى «مقهى سيليني»، «جارية» للبحرينية منيرة سوار، و»مداد الروح» للبحرينيّ أيمن جعفر، و»الزيارة» للبحرينية رنوة العمصي، و»بردقانة» للفلسطيني من عكا إياد البرغوثي، و»فندق بارون» للسوري عبدو خليل، و»التي تعدّ السلالم» للعُمانية هدى حمد.
يشار إلى أن أحداث (مقهى سيليني) تقع في الإسكندرية، مدينة الشوارع المتوازية والمصائر المتقاطعة ما بين عالمي بيتا ورقية. وبيتا الفتاة الإيطالية التي تطارد شبح أمها في رسائلها القديمة، ورقيّة التي تطارد أشباح نجومها المفضّلين في صالات سينما الأربعينيات. الجميع في هذه الرّواية يطارد أشباحه الخاصّة وأحلامه، ويجد في المدينة متنفّسًا وبراحًا.
الفائزة بجائزة محترف نجوى بركات، الرّوائيّة أسماء الشّيخ، من مواليد الإسكندريّة العام 1988، تخرّجت من كلّيّة الطّب. ومقهى سيليني هو عملها الرّوائيّ الأوّل، وقد أُنجِزَ في إطار المُحتَرف الذي أقيم بالتّعاون مع وزارة الثّقافة في مملكة البحرين.
من جانب آخر تم خلال برنامج تدشين الإصدارات الأدبيّة والعلميّة في معرض الكتاب، تدشين كتاب د.أنيسه السعدون حول الروّاية البحرينية والأيديولوجيا. حيث تتّسع المكتبة العربيّة والأجنبيّة الحاضرة بنتاجاتها في معرض البحرين الدّوليّ للكتاب 16، بجديد الإصدارات الأدبيّة والعلميّة التي نُشِرَت مؤخّرًا، وكان الجمهور على موعد مع د.أنيسة السّعدون التي دشّنت أطروحتها الأخيرة حول «الرّواية والأيديولوجيا في البحرين»، وذلك مساء أمس، في جناح وزارة الثّقافة بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات. وقد كان هذا الكتاب افتتاحيّة برنامج تدشين الكتب في المعرض.