(د ب أ): بينما تنصب معظم الترشيحات في خانة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو لخطف الأضواء من جميع اللاعبين خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، يرى المهاجم البرازيلي الشاب نيمار دا سيلفا -22 عاماً- في المساندة الجماهيرية المتوقعة له بهذا المونديال سبباً كافياً ليراها بطولته الخاصة.
ويرى كثيرون في نيمار النجم الأبرز بل والأوحد في صفوف المنتخب البرازيلي (راقصو السامبا) حالياً، حيث يحمل نيمار على عاتقه الجزء الأكبر من طموحات 200 مليون مشجع في البرازيل «أرض كرة القدم» في الفوز باللقب العالمي السادس.
ويطمح نيمار إلى قيادة المنتخب البرازيلي إلى لقبه العالمي السادس من خلال مونديال 2014 بعدما أخفقت المحاولتان السابقتان للفريق في نسختي 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا.
وإذا حقق نيمار طموحات مواطنيه وأحرز اللقب مع الفريق في بلاد السامبا، سيكتب هذا النجم الشاب اسمه بحروف من ذهب بين أبرز النجوم في تاريخ اللعبة كما سيخطف الأنظار بعيداً عن ميسي زميله في فريق برشلونة الإسباني ورونالدو نجم هجوم ريال مدريد الإسباني والفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2013.
وأعرب المعلق والناقد الرياضي البرازيلي الشهير جوكا كفوري عن انبهاره بتطور مستوى نيمار على مدار العام الماضي، كما صرح إلى وكالة الأنباء الألمانية بأنه يعتقد أن نيمار سيسطع في المونديال البرازيلي الذي سيكون المشاركة الأولى له في بطولات كأس العالم.
وبدأ نيمار بطولة كأس القارات 2013 بشكل جيد بعد فترة صيام طويلة عن هز الشباك جعلته هدفاً للانتقادات حتى من أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه «الملك» والذي وصف نيمار بأنه «نجم مشهور أدمن السقوط».
وقاد نيمار المنتخب البرازيلي لإحراز لقب كأس القارات بعدما فاز الفريق على نظيره الإسباني بطل العالم 3/صفر في المباراة النهائية، وأحرز نيمار جائزة أفضل لاعب في البطولة. وبعد كأس القارات، انضم نيمار إلى برشلونة. وواجه نيمار تحدياً عصيباً حيث لم يعد أبرز نجوم فريقه مثلما كان الحال في فريقه السابق في سانتوس وإنما اعتبره كثيرون «معاوناً لميسي» وهو الوصف الذي أطلقه المهاجم البرازيلي السابق رونالدو لشرح العلاقة بين ميسي نجم نجوم برشلونة وزميله الجديد نيمار.
وما زاد الوضع سوءاً أن نيمار تعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب لنحو شهر كما كان اللاعب في بؤرة الفضيحة التي ظهرت في الفترة الماضية بشأن تفاصيل صفقة التعاقد معه حيث كشفت بعض التقارير أن برشلونة دفع 86 مليون يورو لضم نيمار وأن عشرة ملايين يورو من هذه القيمة سددت إلى نيمار سانتوس سيلفا والد ووكيل اللاعب، بينما أعلن النادي الكتالوني أن قيمة الصفقة تقتصر على 57 مليون يورو.
ورغم هذا يرى نجم خط الوسط ماكسيميليانو بيانوتشي أن مثل هذه المشاكل لن تؤثر على أداء نيمار في كأس العالم لأنه نضج بشكل هائل رغم سنه الصغيرة.
وقال بيانوتشي ابن عم ميسي ويلعب في نادي باهيا البرازيلي، إلى وكالة الأنباء الألمانية، «لديه كل شيء يحتاجه ليكون الأفضل.. ما فعله في سانتوس كان مدهشاً: سجل العديد من الأهداف وأصبح نجماً للمنتخب البرازيلي.. ذهب إلى أفضل مكان، برشلونة، الذي لا يقتصر على كونه فريقاً عظيماً بل يتمتع بأفضل أجواء بين أعضاء هذا الفريق.. أمامنا نجم بارز».
ورغم هذا، يرى الكولومبي لويس فيرناندو سواريز المدير الفني لمنتخب هندوراس أن مشجعي البرازيل يطالبون نيمار بالكثير مما يفوق طاقته.
وقال سواريز، إلى وكالة الأنباء الألمانية، «لا يحتاج (نيمار) لحمل عبء المنتخب البرازيلي على ظهره. هناك العديد من اللاعبين المتميزين بالفريق. المشكلة أن الناس لا يعيرون لهم اهتماماً كبيراً. ولكن المنتخب البرازيلي لديه أكثر كثيراً من نيمار».
ومازال نيمار واثقاً ومؤمناً بالوصفة التي أعلن عنها قبل شهور قليلة، التي ساعدته على عبور كل التحديات التي واجهها حتى الآن وهي تجنب جميع أنواع الضغوط الخارجية.
وأوضح «منحني الله موهبتين: موهبة لعب كرة القدم وموهبة الصبر الهائل. بالفعل، لا أولي اهتماماً كبيراً بهذه الأمور. أظل على نهجي دائماً بعيداً عن الانتقادات والإشادة».