كتبت مارينا مجدي:
قال أطباء وأخصائيون، إن مادة النيكوتين في الشيشة، تؤدي لتجاعيد مبكرة، وتقلل من خصوبة المرأة وربما تسببت بالعقم، مشيرين إلى أسباب عدة لتنامي تدخين النساء للشيشة، منها، التحول الثقافي، وزيادة مساحة الحرية. وقالت الطبيبة في مركز الحور الصحي د.أمال الثوادي إن مادة النيكوتين في الشيشة، لها تأثير على الأوعية الدموية وتجعلها تتقلص وهذا يؤدي إلى شحوبة الوجه ويجعل وجه المرأة رمادياً، كما إنه يؤدي إلى حدوث تجاعيد مبكرة ويؤثر على الشعر والأظافر، إضافة إلى أصفرار الأسنان هذا التأثير الخارجي، أما الداخلي فالشيشة لها تأثير على الدورة الشهرية وتقلل من خصوبة المرأة وتسبب العقم أحياناً، والمرأة الحامل يسبب تدخين الشيشة لها نقصاً في نمو الجنين وصعوبة في تنفسه، إضافة إلى الإجهاد المتكرر لها وهذا ما أثبتته الدراسات.
وأرجع د.أحمد سعد المتخصص في علم النفس والإحصاء النفسي والقياس، تدخين الفتاه لسببين، أولهاهما أنها تكون في حالة أكتئاب فتحاول التعويض عن حالتها، والسبب الثاني أنها تكون في حالة مشكلات عاطفية مع زوجها أو حبيبها، فهذه المشاكل التي بينهم تجعلها تتمرد وتنتقم منه وتتحداه من خلال تدخينها الشيشة.
وقال د.سعد إن السبب في انتشار هذه الظاهرة في المجتمع أن المرأة أصبحت تتمتع بالحرية فخرجت من القيود التي كان يفرضها عليها المجتمع، فأصبحت تنافس الرجل في كل شيء وأن لا فرق بينها وبينه، فأصبح التدخين شيئاً عادياً يمكنها فعله في العلن أيضاً، وأنه لا يوجد سلطة عليها فمثل أن الرجل له حق التدخين هي أيضاً لها الحق في ذلك.
وأضاف أن الفتاه عندما تمر بضغوط نفسية مثل أن زوجها يخونها، أو فتاه أبوها يضربها أو يضع لها وقتاً محدداً للخروج، تنتقم منه من خلال التدخين فتشعر أنها انتصرت لأنها تقوم بهذا الشيء دون علمهم، وأن الشعور بالكبت أو القيود أو أكبر عامل يؤدي إلى تدخين الشيشة للبنات، وأن الرقابة ليست الحل بل الإقناع، مشيراً إلى أن الشيشة تعطي أحساساً بالتنفيس عن النفس والغضب الداخلي، وتعطي إحساساً بالراحة لكنها تكون راحة مؤقتة لأنها في النهاية تكتشف أنها تضر نفسها لأن الشيشة أصبحت إدماناً للبعض. ورأى د.محمد منصور المتخصص في الخدمة الاجتماعية أن من أهم أسباب تدخين البنات للشيشة، التحول الثقافي المستورد من المجتمع الغربي الذي يؤثر علينا بسلبياته فقط، ناهيك عن نزعة المساواة القائمة بين مجتمع الذكور ومجتمع الإناث في الوطن العربي، مما يهيأ للبعض أن المساواة بين الجنسين تكمن في التقليد الأعمى الذي يتعارض مع ثقافات وعادات المجتمع العربي.
بدوره رفض الأب زهير فرحات لبناني الجنسية، فكرة تدخين الشيشة، مطالباً وزارة الإعلام بوضع لافتات في كل مكان وفي التلفاز تحذر من أضرار الشيشة والدخان بشكل عام.
وقال فرحات إن أهل بيروت نساء ورجالاً كانوا يدخنون الشيشة من القديم، ومع الزمن تطورت العادة وأصبحت نساء المناطق الأخرى يدخن الشيشة أيضاً فأصبحت عادة طبيعة بالنسبة للجميع حتى للشباب والشابات، ثم انتقلت إلى منطقة الخليج مع العلم أنها كانت غير موجودة مثل منطقة الشارقة في الإمارات كانت ممنوعة الشيشة في المناطق العامة حتى للرجال، لكن مع مرور الأيام أصبحوا يدخنونها. وأضاف: في مصر كانوا يدخنون الشيشة من زمان ولكن ليس للمرأة، أما الآن أصبح شيئاً طبيعياً، أما بالنسبة للدول الأوروبية من وراء الأفلام والزيارات والسياحة، لذلك انتشرت أيضاً في الدول الأوروبية، فبعد مدة قصيرة سنجد أن الشيشة أصبحت شيئاً طبيعياً في كل البلدان. ورأى فرحات أن هناك أشياء كثيرة تؤثر على الاحترام غير الشيشة، متوقعاً يصبح «الحشيش» مسموحاً به في الدول العربية لأن مثله مثل الدخان وآثاره ليست كآثار الأدوية التي يستعملونها الآن، فإن هناك مقاطعتين في أمريكا شرعتا الحشيش وفي هولندا تباع في الصيدليات وفي نيويورك هناك منطقة اسمها (فلج) تعني القرية كل فرد له الحق في شرب سيجارتين فقط لكن بالطبع لا أحد يلتزم بالقوانين.
من جانبه قال الطالب بكلية الهندسة عبدالله عمار: هي ظاهرة غير لائقة أراها كثيراً عند ذهابي إلى المقاهي، لكنني تعودت أن أرى البنات يقمن بتدخين الشيشة، ومن المفترض أن مجتمعنا لا يتقبل هذه الظاهرة، لكن الآن أرى الآباء والأمهات يجلسون مع بناتهم ويدخنون الشيشة. وأضاف شخصياً أرى أن الشيشة تمس أخلاق البنت، واحترامها، فهي لا تعبر عن الأنوثة، وأتقبل فكرة الارتباط بفتاه تدخن الشيشة.وذكرت «زينب» أنها تدخن الشيشة فقط للمزاج، وأنها إذا لم تدخن الشيشة لفترة تشعر بآلام في رأسها، مشيرة إلى أنه في شهر رمضان الشيشة شيء أساسي لها بعد الفطور مباشرة. وقالت «جميلة» وهي سيدة سعودية أنها تدخن الشيشة عندما تشعر بالضيق، لكنها لا تدخنها يومياً وأحياناً تشتهيها مع العلم أن زوجها لا يدخن السجائر أو الشيشة، مشيرة إلى أنه في السعودية، الشيشة ممنوعة للبنات منعاً باتاً لكنها موجودة في كل منزل والبنات يجتمعون معاً ليدخنوا الشيشة.
وذكرت «أسمهان» أنها لم تكن تدخن الشيشة وبدأت بتدخينها من فترة قريبة، لكن مع الوقت رأت جميع صديقاتها يدخنون الشيشة فبدأت هي الأخرى في تدخينها لكنها أيضاً للمزاج، مشيرة إلى أنه في بلدها المغرب؛ الشيشة والسجائر محرمة للبنات، لكنها أصبحت أمراً عادياً اليوم. وعلقت «رينا» وهي فتاه من أب أردني وأم مصرية أن الشيشة ليست أدماناً بالنسبة لها، فهي فقط للمرح وللفراغ، لكن المجتمع لايزال يعترض على فكرة الفتاه المدخنة، لكن هذا أصبح لا يهم الآن بالنسبة للفتيات لشعورهن بالحرية، مشيرة إلى أن أبيها وأمها على علم بما تفعله.لكن «هبة» تدخن الشيشة في السر دون علم أهلها، واجدة في الشيشة حرية شخصية يمكنها فعلها في أي وقت، مشيرة إلى أنها تدخن عند الغضب، بدلاً من أن تتشاجر مع أحد.