اعتقلت الشرطة سبعة محتجين في فيرغسون بولاية ميزوري الأمريكية في ساعة مبكرة أمس (الأحد) مع فرض حظر للتجول يهدف إلى وقف العنف المستمر منذ أيام، فيما اصيب شخص بعيار ناري خلال الليل وأن إصابته خطيرة.
وقالت الشرطة إن أحدث المواجهات وقعت حينما ظل المحتجون في شوارع ضاحية سانت لويس بعد بدء سريان حظر التجول في منتصف الليل. وجرى اعتقال سبعة أشخاص لامتناعهم عن التفرق. وأضافت أن شخصا أصيب بعيار ناري خلال الليل وأن إصابته خطيرة، ولم يتضح سبب إطلاق الرصاص عليه ولكن الجاني ما زال مطلق السراح.
وكان متظاهرون قد تحدوا منعا للتجول دخل حيز التنفيذ في مدينة فيرغسون في ولاية ميزوري الأميركية، التي تشهد أعمال عنف منذ مقتل شاب أسود بأيدي شرطيين.
وكان حاكم ولاية ميزوري جاي نيكسون قد أعلن حالة الطوارئ وفرض حظر تجول في مدينة فيرغسون، وذلك إثر أعمال عنف عرقية شهدتها المدينة على خلفية مقتل شاب أسود برصاص الشرطة.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن فيرغسون كانت هادئة قبل دخول منع التجول حيز التنفيذ. لكن حشداً من مئتي شخص تجمع في المنطقة التي قتل فيها براون وتحدى الأوامر التي صدرت بالتفرق. وتقدمت شرطة مكافحة الشغب المسلحة تدعمها آليات مصفحة ببطء لتفريق الحشد. وعرضت وسائل الإعلام لقطات قاسية إلى حد، لكن لم تسجل حوادث عنف. وقال الحاكم للصحافيين إنه «من أجل حماية الناس والممتلكات في فيرغسون، وقعت أمراً بإعلان حال الطوارئ وفرض حظر التجول في المنطقة المضطربة في فيرغسون». من جهته أوضح الكابتن رون جونسون المسؤول عن الأمن في حي سانت لويس المضطرب أن حظر التجول سيفرض اعتباراً من منتصف الليل وحتى الساعة الخامسة. وأكد الحاكم أن الغرض من هذا الإجراء «ليس ترهيب السكان في فيرغسون، في هذه المنطقة او سواها، بل السيطرة على اولئك الذين باعمالهم يطمسون صوت الناس». وأضاف «نريد أجوبة بشأن ما حدث الاسبوع الفائت وساواصل السعي خلفها والمطالبة بالشفافية (..) ولكن إذا أردنا الوصول إلى العدالة يجب قبلا أن نحصل على السلام وأن نحافظ عليه». وبينما كان الحاكم يتكلم قاطعته مراراً حشود غاضبة، وكذلك فعلت مع الكابتن جونسون. وقالت إحدى المتظاهرات مخاطبة الحاكم «النوم ليس خياراً أيها الحاكم نيكسون. نحن نطالب بالعدالة»، لتضيف متظاهرة أخرى «أيها الحاكم، يجب اتهام الشرطة بهذه الجريمة». من ناحيته أكد الكابتن جونسون أن حظر التجول سيفرض بهدف إعادة «الأمن إلى الحي».
وأضاف أن 40 عنصراً من الشرطة الفدرالية (أف بي اي) بدؤوا تحقيقاتهم الميدانية في المكان حيث قتل الشاب الأسود وباشروا في هذا الإطار الاستماع إلى إفادات السكان والشهود. وبعدما ساد الهدوء النسبي الخميس تجدد التوتر في فيرغسون صباح السبت، حيث اشتبكت الشرطة مع متظاهرين بعد ساعات على إعلانها ان الشاب الأسود الذي قتل على يد شرطي منذ أسبوع يشتبه في تورطه في عملية سرقة. وأثارت المعلومات التي اعلنتها الشرطة مشاعر غضب واستياء في ضاحية سانت لويس في بلدة فيرغسون، واتهمت عائلة الشاب مايكل براون (18 عاماً) الشرطة بأنها تحاول الإساءة إلى سمعته أثناء التحقيقات في الحادث. وكانت النتيجة تجدد التوتر إذ استهدف بعض الأشخاص المحلات وبينهم المتجر الذي قالت الشرطة إن براون سرق علبة سيجار منه. وسرقت ثلاثة محال تجارية في هذه الفوضى المتجددة، ورمى المحتجون قنابل المولوتوف باتجاه الشرطة، وفق ما نقلت شبكة سي أن أن. وتحدثت تقارير أيضاً أن بعض سكان بينهم مسلحون تدخلوا لمنع نهب المحلات. وردت الشرطة عبر استخدام القنابل المسيلة للدموع وقنابل الدخان والرصاص المطاطي، ولكنها اتخذت مسافة من المحتجين.
واثار مقتل براون جدلاً على المستوى الوطني في الولايات المتحدة حول العلاقة بين تطبيق القانون والأميركيين الأفارقة. ودعت عائلة مايكل براون إلى الهدوء، لكنها اتهمت الشرطة بأنها تحاول الإساءة إلى سمعته أثناء التحقيقات في الحادث بنشرها لقطات لكاميرا مراقبة لمحل تجاري لتؤكد أنه ارتكب سرقة.
ويظهر في الفيديو شاب أسود يحمل سيجاراً أمام المحل يدفع رجلاً آخر يحاول وقفه.
ووقعت السرقة قبل دقائق من مقتل براون بالرصاص. لكن الشرطة قالت إن الشرطي أوقف الشاب لأنه كان يسير في وسط الشارع ولم يكن على علم باي سرقة.
وفي حي هارلم في نيويورك، قال الناشط الأميركي في الدفاع عن الحقوق المدنية للسود الأميركيين نشر الفيديو متهما الشرطة بتشويه صورة براون أمام الناس.
وتساءل «ألا نكون نفتقد إلى اللياقة عندما لا نترك الناس تحزن على أحبائها بدون أن نحاول إقحام أمور لا علاقة لها بالوضع؟». وأضاف «هل تريدون القول إنكم تملكون حق مطاردة أي شخص وقتله من أجل ثلاثة سيجارات أو أربع؟».
وقالت الشرطة ان الشرطي الذي قتل براون يدعى دارن ولسون (28 عاما) وهو أبيض يعمل منذ أربع سنوات في الشرطة ولا سجل تأديبياً له.
من جهة أخرى، يمضي جاك دورسي الذي شارك في تأسيس موقع تويتر للرسائل القصيرة ومولود في سانت لويس، عطلة نهاية الأسبوع في فيرغسون التي يرسل منها تغريدات عن الاحتجاجات.
وكتب الرجل الثري في واحدة من التغريدات ليل الجمعة السبت «وجودي في بيتي يسعدني. ساقف مع كل شخص في فيرغسون طوال الاسبوع»، قبل ان يطلق عشرات التغريدات ويضع تسجيلات فيديو عن الاحتجاجات في المدينة الواقعة في ميزوري.