كتبت - شيخة العسم:
حذرت رئيسة قسم الصحة الغذائية بوزارة الصحة د.نادية غريب من الإفراط في تناول المكملات الغذائية، وآثارها العرضية الضارة لجسم الإنسان، وتشكيلها عبئاً إضافياً على الكلى، قد يتسبب بحدوث الجفاف إذا لم يتم شرب الماء بكميات كافية، لافتة إلى أن وجود الدهون في هذه المكملات يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب، لافتة إلى أنه ثبت علمياً أن زيادة تناول البروتين بشكل كبير وغير منظم، قد يؤدي إلى حدوث هشاشة في العظام وحصوات في الكلى.
وشددت د.غريب لـ«الوطن» على استشارة أخصائي التغذية قبل اللجوء إلى تناول المكملات، لأن طبيعة كل شخص تختلف عن الآخر، لافتة إلى أن معظم الدراسات الحديثة تؤكد أن هذه الكمية غير ضرورية إذا تناول الرياضي كميات كافية من الكربوهيدرات.
وكشفت رئيسة قسم الصحة الغذائية بوزارة الصحة أن قسم التغذية بوزارة الصحة شكل لجنة وطنية بالتعاون مع هيئة التقييس NHRA، تعنى بدراسة الأغذية الوظيفية (المكملات، أغذية وحليب الأطفال، الأغذية الصحية، الأغذية والسوائل المدعمة..) تقوم بالمراجعة الغذائية ضمن المعايير والضوابط العالمية للتغذية، مع التأكيد على أن هذه المكملات لها حدود أو حاجة الجسم الطبيعية الفعلية وليس المرضية، فالمكملات هي مكمل لحاجة الجسم وليست علاجية.
وأضافت د.غريب أن هذا بدوره ينظم عملية ترخيص هذا النوع من المنتجات، وبالتالي يضمن حماية المستهلك البحريني لهذه المكملات الغذائية، كخطوة نحو الحفاظ على صحة الرياضيين وغير الرياضيين في استخدام المكملات الغذائية.
وأوضحت أن المكملات الغذائية عبارة عن مواد مستخلصة بشكل مركز من مواد غذائية طبيعية مثل (الحليب - بياض البيض - فول الصويا - اللحوم) وتوجد على شكل بودرة أو حبوب أو على شكل سائل بحيث تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات. ومن الممكن أن يضاف إلى بعض هذه المكملات كميات من الكربوهيدرات والدهون والمعادن والفيتامينات، وهذه المكملات خاصة بالرياضيين إذ من المتعارف عليه أن الرياضي يحتاج إلى كميات مرتفعة من البروتينات والمعادن والفيتامينات لبناء العضلات فهو يحتاج حوالي 2 غرام بروتين لكل 1 كغ من وزنه يومياً.
ولفتت رئيسة قسم الصحة الغذائية بوزارة الصحة إلى أن معظم الدراسات الحديثة تؤكد على أن هذه الكمية غير ضرورية إذا تناول الرياضي كميات كافية من الكربوهيدرات، ووجد أن استهلاك الكربوهيدرات بكميات كافية أكثر أهمية للمحافظة على الكتلة العضلية من تناول كميات كبيرة من البروتينات، إذ إن قلة تناول مصادر النشويات (الخبز والأرز والبطاطا وغيره) وزيادة تناول البروتينات ستساهم في تحويل جزء من هذه البروتينات إلى سكر مما سيؤدي الى بطء بناء الكتلة العضلية اللازمة للرياضيين أو للراغبين في بناء العضلات. ويمكن أن يكون لتناول المكملات الغذائية العديد من الفوائد ومنها: إمداد الجسم بالطاقة وإعادة بناء الخلايا التالفة وصيانة الألياف العضلية بعد الانتهاء من التمرين وزيادة التحمل والقدرة على العمل البدني لفترة طويلة وزيادة التمثيل الغذائي و قوة المناعة عند تناولها بشكل مقنن.
وتابعت: أثبتت عدة دراسات أن تناول غذاء متوازن قد يغطي هذه الاحتياجات، لاسيما وأن الإفراط في تناول هذه المكملات له جوانب عرضية ضارة لجسم الإنسان، فهو يشكل عبئاً إضافياً على الكلى وقد يتسبب في حدوث الجفاف إذا لم يتم شرب الماء بكميات كافية، كما إن وجود الدهون في هذه المكملات قد يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب، إضافة إلى ذلك فقد ثبت علمياً أن زيادة تناول البروتين بشكل كبير وغير منظم قد يؤدي إلى حدوث هشاشة في العظام وحصوات في الكلى.
وبينت رئيسة قسم الصحة الغذائية بوزارة الصحة أن الرياضي قد يحتاج البروتين لإصلاح وبناء أنسجة الجسم وتكون الأنزيمات والهرمونات والمواد الأخرى التي يستخدمها الجسم لتنظيم عملياته مثل تنشيط العضلات وتنظيم نسبة الماء في الجسم لنقل المواد الغذائية، إلا أن هذه الحاجة هي أكثر قليلاً من حاجة غير الرياضيين إذا ما تم تناول الكميات الكافية من النشويات للمحافظة على العضلات والاستفادة من البروتينات المتناولة في بناء العضلات، مشيرة إلى أن البروتينات توجد تقريباً في كل الأطعمة الحيوانية مثل منتجات الألبان واللحوم والأسماك والدواجن، إلا أن تراكم الدهون في الجسم يزداد بزيادة تناول هذه الأطعمة، لذا فإن تناول البقول مع الحبوب في الوجبة نفسه يعطى وجبة كاملة من البروتين (كما هي في اللحوم) ولكن بكمية دهون أقل وبفوائد غذائية أكثر.
ودعت د.غريب لاستشارة أخصائي التغذية قبل اللجوء إلى تناول المكملات لأن طبيعة كل شخص تختلف من الآخر، مبينة أن المكملات الغذائية هي ليست منشطات، أي إنها دولياً غير محرمة من حيث قانون اللجنة الأولمبية، وهذه المكملات تتكون من أغذية، لكن إذا أخذت بكميات كبيرة فإن لها إضرار على صحة متناولها لأنها تتعب أجهزة الجسم، وإذا أخذت كميات من البروتينات والجسم يحتاج قليلاً منه فإنها تتعب (الكبد) وكذلك الكليتين وتسبب مشاكل لمتناولها.
وشددت رئيسة قسم الصحة الغذائية بوزارة الصحة على ضرورة التثقيف ودور الأطباء في ذلك، مضيفة: نحن بدورنا أخصائيو التغذية لابد أن نثقف الرياضيين والشباب على مثل هذه الاستخدامات من المكملات، ويجب أن لا تتعاطى إلا بإشراف مختصي تغذية، والواجب علينا أن نعمل على توعية الرياضيين وكافة العاملين بالأوساط الرياضية، علماً بأننا نرى أن هذه المكملات شائع استخدامها بين الشباب، كذلك يجب التنويه على أن الاستخدام يجب أن يكون محدوداً ضمن الحاجة الطبيعية لجسم الإنسان حتى وإن استخدموها بكميات صغيرة ولكن يجب أن يكون بإشراف مختص.
ورجحت د.غريب أن يكون الوعي التغذوي بشكل عام لدى الرياضيين الذين يمارسون رياضة، محدوداً، لذلك علينا أن نضع هذا في الاعتبار وعلينا أن نوصل المعلومة لهم أو لمن يدربهم أو من يشرف عليهم، حتى الآباء أو الأمهات عليهم أن يكون لهم الدور الثقافي في حال معرفة أن ابنهم يأخذ كميات من هذه المكملات بأن يراجعوا المختص.
970x90
970x90