وصف نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الانتخابات النيابية والبلدية المرتقبة في البحرين بـ»النزيهة»، وقال «نرفض الرقابة الدولية على الانتخابات». وأكد سموه في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، أن جمعية «الوفاق» لن تلغي الوفاق في البحرين، و«إذا كان هناك من ينوي تغيير النظام فإننا نعتبر هذا عملاً تخريبياً ولن يؤدي إلى أية نتيجة».
وقال سموه إن إيران لا تزال تتدخل في الشؤون الداخلية رغم «أننا نتطلع إلى حسن الجوار معها، ونريدها أن تركز في قضاياها قبل أن تركز على قضايانا، ولا نرى لها دوراً مساعداً في القضاء على تنظيم (داعش) هي أو الرئيس السوري بشار الأسد، فإيران طرف في المشكلة».
ونفى سموه وجود 75 رياضياً في السجون البحرينية، مشيراً إلى أن الملايين من الدولارات تصرف لزعزعة استقرار الخليج، وقال «إن ما يجري في اليمن تهديد للمنطقة كلها». وأضاف سموه أن صوت المواطن البحريني في مجلس النواب أعلى من صوته في الشارع، ومع ترحيبه بتغطية الصحافيين الأجانب للانتخابات إلا أنه رفض الرقابة الدولية، وقال «ليس لدينا مشكلة تزوير».
واستغرب الضجة حول قضية التجنيس، متسائلاً «لماذا لا يجوز التجنيس في البحرين بينما يجوز في العالم كله؟».
* في هذه المرحلة هل أصبحت الطائفية أهم من الوطن؟
كلا، حياة المواطن، عيشته، مستقبله، كلها في الوطن، وخياراته السياسية أو المذهبية، علمتنا شيئاً واحداً، وهو أن الوطن يبقى الأساس.
* لكن ما نلاحظه في بعض الدول العربية أن الطائفة صارت تغلب المواطنة.
أعتقد أن هذه الحالة قصيرة وليست بعيدة المدى ولا تحقق الأهداف المطلوبة، وعلى العكس فإن التمحور الطائفي لا يخدم أي طرف، إنه يفرق، أما الدين فللجميع وكذلك المذهب وحرية الأديان محترمة، لكن استغلالها سياسياً خطأ.
* تستعدون لإجراء انتخابات، على أي أساس ستجري؟ انتخاب مجلس كامل أم ممزوج بالتعيين؟
عندنا مجلسان، مجلس النواب منتخب، ومجلس الشورى بالتعيين، وهذا حسب الدستور، وللمرة الرابعة تجري الانتخابات وأثبتت قدرة الدستور على مواجهة المشكلات.
الأهم أن الانتخابات تجري بشكل مباشر، والمواطن يقترع، نحن في منطقة تحتاج لهذه المشاركة، ونأمل أن تنمو التجربة وتترعرع ولا يقف الناس عائقاً بوجه الديمقراطية، الديمقراطية لا تأتي من فوق، إنها تنمو في الداخل.
* هل شجعتكم الولايات المتحدة الأمريكية؟
نحن اتخذنا خطوات قبل ما يسمى «الربيع العربي»، وقبل أن تبدأ النصائح بالانهمار شمالاً وجنوباً وغرباً.
* في هذه الانتخابات بالذات، نلاحظ صمتاً أمريكياً.
لا نتوقع أن يتدخل أحد في شؤوننا ويبدي رأيه، نحن أصحاب الوطن وأصحاب الرأي، ونطبق ديمقراطية تناسبنا، أما هذه الدول فإن لها تصورات تتعلق بها.
مفهوم الديمقراطية في أمريكا يختلف عن مفهومها في السويد مثلاً، كل بلد له مفهوم ووضع، لكن الولايات المتحدة الأمريكية صديقة، نتعامل معها بعدة مجالات اقتصادية وسياسية ودفاعية، لكن الأمور الداخلية لا نعتقد أنها من اختصاص أية دولة أخرى.
* هل ستفتح البحرين أبوابها لمراقبين دوليين أثناء إجراء الانتخابات وللصحافيين الأجانب؟
الصحافيون نرحب بهم، لكن مسألة الرقابة الدولية نعتقد أننا قادرون على إجراء انتخابات نزيهة، ولدينا دليل على أن الانتخابات الأخيرة لم يطعن بها مواطن، هذا يعني أن لدينا النظام والطريقة اللذين يؤديان إلى الهدف وهو انتخابات نزيهة يشارك فيها الجميع والكل يؤمن بصحتها، ليس لدينا مشكلة تزوير، وأثبتت التجارب صحة ذلك.
* لماذا أحرقت خيام بعض المترشحين، ولماذا المقاطعة؟
من حق المواطن أن يشارك في الانتخابات أو يقاطع.
* لكن الانتخاب من حقه.
من حقه أن ينتخب ومن حقه ألا ينتخب، لكن أن يخرب أو يهدد المواطنين الآخرين ممن يريدون ممارسة حقهم، فهذا عمل ضد القانون ويخالف حرية الرأي، ويخالف الممارسة الديمقراطية. لا تريد أن تنتخب، أنت حر، لكن أن تمنع الآخرين من الانتخاب فهذا غير مقبول.
* ماذا تفعل الحكومة لمنعه من منع الآخرين من الانتخاب؟
هناك القانون، من يحرق الخيام، من يلجأ إلى القوة لمنع الآخرين، نحن نؤمن بالقانون والنظام، نطبق القانون، ولكل جريمة عقاب. نحن بلد مؤسسات، وهذا ليس إيقاف المقترعين إنما إيقاف الديمقراطية، إنه عمل مضاد للتطور، للجميع الحق في الانتخاب، لكن أن يمنع الآخرين!
* لاحظت أنه في أغلب الصحف البحرينية ملاحق عن الرياضة، وفي الوقت نفسه ذكرت لجنة الدفاع عن الرياضيين أن 75 رياضياً بحرينياً لا يزالون معتقلين.
هذا غير صحيح، في هذه الأرقام مغالطة كبيرة جداً، وما تسمعين اليوم هو من الحملات الإعلامية والتشويشية ومحطات تصرف عليها الملايين من الدولارات، لا تأخذيها على أنها صحيحة.
* قرأتها في صحف أمس؟
أعرف، نعم، لدينا حرية صحافة في البحرين.
* من يصرف الملايين؟
هناك دول أخرى لها مصالح لجعل المنطقة دائماً في وضع غير مستقر، هناك من يعمل على عدم استقرار المنطقة ككل وليس البحرين فقط، ونحن جزء من المنطقة.
أما قضية ما تقوله الصحف في البحرين، فليس هناك رقابة على الصحافة، نحن ننفي الأمر مرة أو مرتين، لكن هذا أمر يومي ولن يتوقف، قضية طرح نصف الحقيقة أو قلب الحقيقة أمر يحدث وسوف يحدث.
* لكن هناك تقصير من جهة الحكومة هنا، أنا أحترم المعارضة في كل مكان لكن بعض المعارضين يبالغون، خصوصاً في الصحافة الأجنبية، ونلاحظ من ناحية الحكومة البحرينية صمتاً مطبقاً.
هناك متحدث رسمي باسم الحكومة، وزيرة الإعلام سميرة رجب، كل أسبوع تعقد مؤتمراً صحافياً وترد على معظم الأسئلة، لكن لا نستطيع مع الإنترنت والـ»تويتر» التفرغ للرد، كل الدول لا تستطيع وليس البحرين فقط، إنما في القضايا الرئيسة فإن لنا مواقف واضحة، إنها معركة وبقدر المستطاع نحاول إبراز الحقيقة.
* كيف هي علاقتكم بإيران بصراحة ومن دون دبلوماسية؟ ماذا تطلبون منها غير حسن الجوار؟
هذه النقاط الأساسية، حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، اليوم بعض الصحف في لبنان والمحطات التلفزيونية هناك واضحة في تركيزها ضد الوضع في البحرين. نحن نريد من إيران أن تركز على قضاياها قبل أن تركز على قضايانا، أو أن تنصحني ماذا أعمل، ثم نحن دولة عربية ويجب أن تدرك إيران أن البحرين من جسم العالم العربي، وليس عليها أن توجه الدول العربية.
لكن تدخلها في لبنان واضح، تدخلها في اليمن واضح، نحن لا نريد أكثر من حسن الجوار، نريد حياة طبيعية، تذهب الناس إلى إيران وتعود بشكل طبيعي، وعلى إيران أن تتوقف عن التدخل.
* وما زالت؟
نعم، لا تزال تتدخل.
* أي تهديد أشد خطراً على البحرين، الانقسام الداخلي أم ما يجري في العراق وسوريا، أم أطماع إيران؟
أهم شيء أن تكون الجبهة الداخلية قوية ومتينة، وهذا ما نعمل عليه، هناك أخطار تحيط بالمنطقة، ليس البحرين فقط، من الشرق والغرب، من المغرب العربي حتى المشرق العربي. الظروف صعبة، لكن بالتعاون بين الأشقاء نستطيع أن نصد الأخطار والهجمات علينا، بالنسبة إلى العراق الوضع سيء، ونأمل أن يعود العراق كعراق عربي نام ومتطور.
سوريا عزيزة علينا، العراق عزيز علينا، ليبيا، واليمن، كل هذه الدول عزيزة، لكن أهم شيء أن تكون جبهتنا الداخلية قوية ومحيطنا في الخليج، كدول مجلس التعاون الخليجي متماسكاً.
* لكن العاصفة وصلت إلى اليمن، واليمن من المحيط الخليجي، هل يمكن أن تستقر فيه ومن ثم تهدأ، أو أن تعود لتنطلق منه إلى دولة خليجية أخرى.
ما يحدث في اليمن ليس بجديد.
* لكنه تطور جديد.
أجل، إنه تطور نوعي، ونحن سندعم اليمن بكل ما نستطيع كي يحل مشكلاته من الداخل، التدخل من الخارج لا يحل المشكلات إذا لم تكن جبهة الوطن نفسه مستعدة.
عندما يكون اليمن مستعداً، فنحن كمجلس التعاون لا نزال على اتصال دائم مع الحكومة اليمنية، ونقدم المشورة ونتبادل الآراء، نحن جزء مساعد ولسنا جزءاً من المشكلة، ونريد أن نكون جزءاً من الحل.
* أي حل، إذا كان الحوثيون بدؤوا أخذ مكان الدولة في اليمن، كضرب تنظيم القاعدة مثلاً، إلى درجة أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور طلب منهم التوقف ولم يستجيبوا؟ كيف ستكونون جزءاً من الحل في هذه الحالة؟
الحل، إذا طلب منا التوفيق والمساعدة لن نتردد، لكن قبل أن يطلب من أي جار الدعم يجب أن تكون هناك حكومة موجودة وتتخذ المواقف، أهل الدار أدرى بشعابها. يجب على اليمن أن يلملم أوضاعه ويحل مشكلاته، ودعمنا جاهز لدولة قوية وقادرة أن تتعايش وتتعاون مع جميع الأطياف.
* هل تعتقد أن ما يجري في اليمن تهديد للسعودية؟
إنه تهديد للمنطقة ككل، أي دولة تعاني من عدم الاستقرار تؤثر على استقرار الجيران، عدم الاستقرار في اليمن يؤثر علينا نحن في البحرين، غاية المنطقة أن يكون اليمن مستقراً، نريد جوارنا كله مستقراً.
* كأن اليمن على عداء مع الاستقرار؟
لهذا قلت إن الأحداث الأخيرة ليست بالشيء الجديد، هي نوعية، حاولنا ومستمرون، لا يمكن أن نتخلى عن اليمن، لكن على أهل الدار مسؤولية.
* لكن مَن مِن دول الخليج يستطيع أن يقوم بوساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين؟
كمجلس التعاون الخليجي قمنا بالوساطة، ثم دخل على الخط مندوب الأمم المتحدة، الكل بذل ما يستطيع، لذلك أقول إنه على الإخوة في اليمن وضع سياستهم على الطريق الصحيح، لا يستطيع أحد تحميل الآخرين أكثر من استطاعتهم.
* القيادة في البحرين، قسم يحمل الجزرة وقسم يحمل العصا، من سيحسم؟
لا نحمل الجزرة ولا العصا، نحمل مصلحة الوطن والعمل على تقوية أوضاعه وتحسين الوسائل المعيشية لكل المواطنين. الشيء الوحيد الذي نتمسك به هو القانون والنظام، وهما يطبقان على الجميع، ويجب ألا يستغل البعض الحقوق المتاحة، لأن إضعاف الدولة يؤدي إلى كوارث. نحن في البحرين نحمي المواطن، ومعيشته، وكرامته وحريته، إنما ضمن القانون، ولا يمكن حماية المواطن من دون القانون، ونعمل على تطبيق القانون على الجميع، ونسمع صوت الجميع في مجلس النواب.
* لكنهم قرروا المقاطعة.
ليس الجميع، إذا كانت «الجمعية» أو غير الجمعية قررت المقاطعة فلا تمثل كل المعارضة، لا أبداً، في المجلس الآن هناك معارضة وليس من حق أحد إعطاء نفسه مفتاح صلاحية المعارضة. مراكز الاقتراع منتشرة والترشيح مفتوح للجميع دون استثناء وكل المناطق مفتوحة، لا يلام من فتح الباب وطلب المشاركة، بل من لا يريد أن يدخل في هذه العملية. تقع المسؤولية على من لا يريد، وليس مسؤولية الدولة، وصوت المواطن في مجلس النواب أعلى من صوته في الشارع، هكذا تقول الديمقراطية. نحن ديمقراطية ناشئة ويجب أن نتمسك بها وندعها لتنمو، ونحن نأمل من الجميع المشاركة.
* هل هذا يعني أن جمعية الوفاق لن تلغي الوفاق العام في البحرين؟
نعم، الوفاق موجود في البحرين، والأمور تسير بشكل جيد، والجميع مهتم بنجاح التجربة الديمقراطية.
* البحرين عريقة بالديمقراطية؟
نحن بلد يحاول أن يطور نفسه، ويجب أن نتمسك بالحرية الموجودة ونطور الحياة، تطوير النظام أو تغيير الوضع الاجتماعي لا يتم إلا تدريجياً.
* عندك «تطوير النظام» لكن عند فريق ما «تغيير النظام»؟
إذا كان ينوي هذا الشيء فإننا نعتبر هذا عملاً تخريبياً لا يؤدي إلى نتيجة، وتشهد الأمم المتحدة للبحرين بالتقدم في مجالات التعليم والخدمات والصحة.
نحن بلد متطور ونأمل المزيد، لكن إذا كان هناك من يريد هذا التغيير، إذا أرادت مجموعة أن توجه البلد بطريقتها، فلن تحصل على نتيجة.
* كيف هي علاقتكم بالأردن على كل الصعد، خصوصاً الأمنية؟
الأردن دولة شقيقة، نتعاون معها على كل الصعد، كما كل دول مجلس التعاون الخليجي، علاقتنا جيدة وعلى أحسن ما يرام مع الأردن.
* هل ما زالت حملة التجنيس قائمة؟
قضية التجنيس قصة يراد منها التشويش على الوضع، نحن لدينا قانون للتجنيس كما في كل بلد في العالم، يحق لكل دولة هذا القانون. أحياناً يمر على الناس 20 عاماً دون أن يتم تجنيسهم، إنما أن تمنع دولة تجنيس ناس عاشوا فيها وخدموها، فهذا عمل غير سليم.
أنا أريد أن أقلب التوجه، لماذا يتم تصوير التجنيس وكأنه بعبع؟ بالعكس إذا كان التجنيس حسب النظام الموجود فإننا نقوم كأي دولة في العالم، لماذا في البحرين لا يجوز ويجوز في العالم كله؟
كل شعوب العالم اليوم تطعم بشعوب أخرى، ما دام النظام والقانون يسمحان، لدينا قانون ونظام، هناك من يقول كلا هذا هندي لا يحق له، أو هذا فلان لا يحق له لماذا؟ يمكنه أن يرفع دعوى قائلاً إنه أمضى 25 سنة في البلاد، ويجب عدم استخدام بعض الشعارات.
* هل طمأنتك نتائج الانتخابات التونسية بتقدم العلمانيين على «النهضة»؟ وهل هذا دليل على انحسار الأحزاب الدينية مثلاً بعد فشلها في إدارة الحكم؟
أنا سعيد بما جرى في تونس، حيث انتهت الانتخابات بسلام، ولا شك هناك بين العلمانيين والإسلاميين حوار وتنافس، ولكن أهم شيء أن لا يصل التنافس الحاد إلى حالة: إما أنا أو أنت. ما جرى في تونس شيء جيد، أنا أؤيد ما جرى في الانتخابات، ونحن نتعامل مع الفائز، مع أي نظام يأتي في أي بلد عربي، إلا إذا اتخذ هذا النظام مواقف غير ودية أو كان مرفوضاً من شعبه. أنا أعرف الرسالة التي تشيرين إليها، في العالم العربي اليوم ردة نحو التطرف الديني ولا شك هناك متشددون، كحال «داعش»، ونعتبر هذا ضد المصلحة الوطنية وضد الدين، وأصبح مشروعاً تخريبياً وتدميرياً وليس مشروع إصلاح. نأمل أن يكون لدينا وعي بأن الدين دين، والسياسة سياسة، والتطرف لا يخدم أحداً، بل يضر بصاحبه، نحن مع الوسطية، ومع الحرية ومع التطور الديمقراطي النابع من داخل المجتمع وليس المفصل في الخارج، وهذا ما لا يفهمه الغرب، على الغرب أن يشجع أي تطور ديمقراطي لا أن يقول يجب أن يحصل هذا أو ذاك، هذا ما أدى إلى المشكلات في كل العالم العربي.
* بعض دول الخليج العربي وبعض أثريائه متهمون بأنهم يدعمون المنظمات الإرهابية مثل «داعش» و«النصرة»، هل هذا الاتهام مبرر أم أنه تهمة غير صحيحة؟
أعتقد أن هناك فئات في الغرب تريد الإساءة للعالم العربي وأن تضعه دائماً في موقع التهمة، نحن أكثر المتضررين من هذا الموضوع ويقولون لنا أنتم تساعدونهم. أما إذا كان هناك شخص في أي بلد من المنطقة يتبرع بالمال لهم فهذه مسؤولية الشخص وليست مسؤولية الدولة.
في سوريا اليوم وفي العراق «داعش»، لا أستغرب عندما يأتون ويقولون عن التبرعات، أنا لا أستغرب أن هناك من يتبرع، لأن أولادهم انضموا إلى «داعش» للقتال.
هل نحن من دربناهم؟ هل نحن من طلبنا منهم التوجه إلى القتال؟ ذهبوا بأنفسهم، هناك فرق بين أن تؤيد أو أن تحارب هذا الاتجاه، هم مصرون على القول أنتم، هناك أشياء خبيثة في هذا الاتجاه ويجب أن نكون واعين لها.
* هل توجه بحرينيون للقتال؟
نعم، ومع الأسف.
* هل تحاولون منع من يريد التوجه؟
نعم ونعتبره مخالفاً للقانون ويطبق عليه القانون إذا عاد إلى البلاد، نعتبر هذا عملاً إجرامياً.
* هل أنت واثق أن الغرب يريد القضاء على تنظيم «داعش» أم أن التنظيم باقٍ؟
«داعش» موجود في سوريا والعراق وليس في كاليفورنيا، ولذلك هو من مسؤولية أهل البلد، والدول الأخرى تدعم، فإذا كان أهل البلد غير مقتنعين بمحاربة «داعش» فإنه سيستمر، أما إذا كانت هناك قناعة بضرورة محاربة هؤلاء الناس فيمكن إلحاق الهزيمة بهم. أعتقد أن الأيام ستثبت للعراقي والسوري أن هؤلاء الناس أتوا عليهم بالمصائب، الطائرات من فوق والمقاتلين على الأرض، آمل أن يكون هناك تجاوب على الأرض من الإخوان في العراق وسوريا.
* هناك من يقول إن العراق لن يبقى كدولة موحدة، بل ستكون هناك ثلاث دول.
والله أمر مؤسف إذا حدث ذلك، أتمنى أن يكون العراق موحداً وقوياً، صحيح أنه لن يكون كما كان في الماضي، قد يصبح ولايات متحدة، أو نظاماً جديداً.
إن ما أتمناه عراق موحد، إنه زمن الوحدة، الناس تريد أن تتوحد لا أن تتمزق، نأمل للعراق أن يكون موحداً بوضع جديد ومقبولاً من كل العراقيين.
* الجنرال الأمريكي جون ألن المكلف بتأمين دول التحالف لمواجهة «داعش»، قال إن دعمنا العسكري للمعارضة السورية سيكون ليس لمحاربة نظام بشار الأسد، بل لمحاربة «داعش».
حتى الآن لم تتخذ الإدارة الأمريكية موقفاً لمحاربة النظام السوري، يقولون نحن لمحاربة «داعش»، فهؤلاء جماعة متطرفة ولن ندخل في حرب مع النظام. أعتقد أن هناك موقفاً عربياً في هذا الاتجاه، لأن النظام السوري انتهى كنظام معترف به، أما موضوع التوجه نحو النظام ككل، فيجب أن يدرس عربياً. أنا لا أؤمن بالحل العسكري بين الدول العربية، بل بالحل السياسي، وتفاهم حول الموضوع، كل من يقتل هو عربي، إن بقاء هذا النظام غير ممكن.
* بعض الأصوات الأمريكية تقول بضرورة طلب المساعدة من إيران ونظام الأسد لمحاربة «داعش».
إيران طرف في المشكلة، إنها أحد أسباب المشكلة في العراق وسوريا ولبنان، نحن نريد جارة متطورة ونامية وصديقة، لكن الطريقة التي تتدخل بها وصلت حتى إلى اليمن، فلتساعد إيران على إيجاد حل مع النظام في سوريا.
* الاتفاق الأمني الخليجي، أين صار؟
التنسيق جارٍ، وكلنا راضون، وأمن كل دولة من أمن بقية الدول.
* لماذا لا تستقبل دول الخليج لاجئين سوريين؟
- أولاً نحن بعيدون.
* وصل اللاجئون إلى السويد.
بالنسبة إلى البحرين، نحن دولة صغيرة، إذا جاء عدد محدد فإننا على استعداد، مثلاً في لبنان هناك لاجئ سوري مقابل كل 4 لبنانيين.
* نحن نريد التخفيف عن لبنان.
يستحق اللاجئون السوريون أن يستقبلوا، لكن البحرين دولة صغيرة.