غزة - (العربية نت): لم يعد مستغرباً مشاهدة شعارات وصور تمجد الولي الإيراني الفقيه، وقادة إيران و«حزب الله» الشيعي اللبناني في غزة المحاصرة من قبل إسرائيل، والتي اقتبست كثيراً من الشعارات السائدة في الضاحية الجنوبية ببيروت أو في أسواق طهران.
فمنذ سنوات، والتواجد الرسمي للحركات الموالية لإيران يتعزز في غزة، تحت نظر حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وبمعارضة خجولة منها، بينما تحظى هذه الحركات برعاية خاصة من قيادات من ثاني أكبر الحركات في غزة، «الجهاد الإسلامي».
ولعل أبرز تلك الحركات هي حركة «صابرين – نصراً لفلسطين»، «حفص»، بزعامة المسؤول السابق في الجهاد الإسلامي هشام سالم، التي أعلن جهاراً عن تأسيسها ربيع 2014 الماضي في غزة. عندما تبنت مقتل أحد عناصرها بحسب زعمها إثر تفجير أثناء إعداده عبوة ناسفة.
ويعرف عن زعيم هذه الحركة الإيرانية التمويل والدعم، والعاملة في غزة بنشاط، هشام سالم، أنه يعمل مدرساً، فيما كان حتى وقت قريب يشغل منصباً قيادياً في حركة الجهاد الإسلامي قبل أن يُفصل منها. وقد تعرض للاعتقال لدى أمن حماس مرتين خلال الأعوام الماضية.
ويقدر الخبراء في غزة أن حركة «صابرين – نصراً لفلسطين» هي حركة تعمل تحت غطاء «المقاومة»، برعاية من قيادات في الجهاد الإسلامي، وغض طرف من حركة حماس الحاكمة في غزة، من خلال سلسلة جمعيات ونشاطات خيرية، ممولة من إيران، لتعزيز «التشيع» لأهالي غزة، بالاستفادة من الضائقة الاقتصادية التي يواجهها السكان هناك.
ومن بين تلك المساعدات دعم مخيمات صيفية للأطفال الأيتام وأبناء الأسرى، يعبر خلالها الأطفال عن شكرهم الكبير لإيران وقيادتها، بالإضافة إلى تقديم أموال ومساعدات عينية لمن دمرت منازلهم نتيجة الحروب الإسرائيلية .
وكانت أولى ظواهر التشيع في القطاع قد ظهرت إلى العلن شمالاً في بلدة بيت لاهيا قبل 4 سنوات إذ كان أول ظهور علني لمتشيعين في غزة، وقامت أجهزة أمن حماس بحملة اعتقالات حينها طالت العشرات من «المتحولين» إلى المذهب الشيعي.
إلا أن إدارة الأمن الوطني في حكومة حماس في غزة، داهمت بيوت الناشطين العاملين بالتنسيق مع طهران، وبدعم من الجهاد الإسلامي في حينه. وعزت حماس ذلك في حينه، إلى أنه لم يسبق لفلسطين أن كان فيها شيعة، إلا ما يظهر في مناطق متفرقة، نتيجة جهد إيراني للتشييع، ولتعزيز الولاء لإيران تحت راية الدين والمذهب.
إلا أن حماس تراجعت لاحقاً عن ملاحقة المتشيعين في غزة، وعن حركة «صابرين – نصراً لفلسطين»، بعد إعادة المصالحة بين حماس وإيران أخيراً» وبتهديد «إيراني لحماس وحتى لحركة الجهاد بربط المساعدات بعدم ممارسة ضغوط على هؤلاء».
إلا أن نفوذ حركة «صابرين – نصراً لفلسطين» ، التي تحظى بتمويل مريح، وتؤسس لشبكة خدمات خيرية مجتمعية في غزة، بات يشكل تحدياً لحماس، التي تحاول الحفاظ على دورها كقوة أكبر في غزة من جهة، وترفع لواء السنة فيما تجامل التشيع في غزة، وتتحالف مع إيران في المنطقة.
ولطالما سعت «الجهاد الإسلامي» إلى نفي أي طابع غير سني للحركة، وكان أحد قادة الجهاد في غزة، الدكتور محمد الهندي، سارع إلى الرد بعنف على حديث قال فيه رجل دين شيعي عراقي إن «الجهاد الإسلامي الفلسطينية» حركة شيعية.
وقال الدكتور الهندي، إن حركته «سنية فلسطينية»، فيما كان رجل الدين العراقي جلال الدين الصغير قد قال خلال شريط مصور إن حركة الجهاد الإسلامي تعد «حركة شيعية».
وكان الشيخ الداعية مجدي المغربي تعرض قبل عام إلى عملية اختطاف في رفح وتم الاعتداء عليه بالضرب قبل أن يفرج عنه لاحقاً.
والمغربي عضو مجلس إدارة في جمعية ابن بار الخيرية الإسلامية وهي جمعية تحارب المد الشيعي في قطاع غزة.
وفي حين يحذر الشيخ المغربي من انتشار المد الشيعي في القطاع، بالإضافة إلى تمدد حركة «صابرين – نصراً لفلسطين»، ينشط القائد العسكري في الجهاد الإسلامي إياد الحسني في مخيم الشاطئ غرب غزة، ويوصف بالمتشدد شيعياً، بعد تحوله إلى المذهب الشيعي، وأعادته حركة الجهاد إلى صفوفها، بطلب إيراني، بعد أن كانت فصلته سابقاً، وقد انشق عنه هشام سالم الذي شكل حركة «صابرين – نصراً لفلسطين» وإلى جانبه هناك محمد سيد أبو سخيل وشريف الحلبي .
وفي تسجيل متلفز، يقول هشام سالم «من يرد تحرير فلسطين، يجب أن ينطلق من كربلاء الإمام الحسين عليه السلام».
إلى ذلك، تقوم الحركة بتوزيع كتب ومنشورات للتعريف بالمذهب الشيعي واستمالة الغزيين.
في المقابل، يتصدى التيار السلفي الجهادي في غزة إلى هؤلاء. فيما تقلل حركة حماس من الأمر، علماً أن شيوخ «سنة» يحذرون منه ويؤكدون أنه يتسرب إلى مواطني غزة المحاصرين كما يتسرب الماء بين أصابع الكف.