ناقشت جلسات اليوم الأول لمنتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية 2015، والذي انطلقت أعماله أمس، عدداً من المحاور الرئيسة أبرزها: فرص وتحديات المدن الذكية، والفجوة الرقمية، والتحول الرقمي، وآليات نشر المعرفة، بمشاركة نخبة من المختصين والمتحدثين العالميين.
وتستمر فعاليات المنتدى حتى 19 الجاري، ويفتتح اليوم نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة معرض البحرين لتقنية المعلومات في حلبة البحرين الدولية، والتي يتزامن معها انطلاق 8 ورش العمل في الحلبة أيضاً.
ولفت نائب الرئيس التنفيذي للهيئة د.زكريا الخاجة، خلال جلسات المنتدى، إلى الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية 2016.
وأوضح، أن هيئة الحكومة الإلكترونية ستواصل العمل ضمن استراتيجيتها الثانية التي طرحتها عام 2011، إلا أنها ستقوم بجعل تركيز الاستراتيجية ينصب على المواطنين وجعلها أكثر مناسبة لحاجاتهم، وذلك ضمن الخطة الوطنية لعمل الحكومة.وأشار إلى، أن دراسات هيئة الحكومة الإلكترونية أثبتت إقبال المواطنين بالبحرين على خدمات الهاتف النقال، ولذلك تسعى لتعزيز الخدمات المعروضة عبر تطبيقات متجر حكومة البحرين الإلكترونية.ولفت د.الخاجة، إلى تشجيع الهيئة للإبداع وحرصها على تطبيق الأفكار المبتكرة واحتضان ريادة الأعمال في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات والحكومة الإلكترونية.
وتطرق إلى، اهتمام الهيئة بالمشاركة الإلكترونية، إذ تقوم حالياً بتطوير منصات لتمكنها من قياس التفاعل عبر القنوات المختلفة مثل مواقع التواصل الاجتماعي.
وتطرق، رئيس وزراء السويد السابق جون رينفيلد، خلال الجلسات، إلى التجربة السويدية في مجال الحكومة الإلكترونية، وكيفية توظيف التكنولوجيا في تطوير بلاده خلال فترة توليه المنصب منذ 2006 وحتى 2014، واستعرض عدداً من التجارب السويدية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبيانات الحكومية المفتوحة والمساعدات الدولية لحكومة السويد. أوضح، أن توظيف الحكومة الإلكترونية بطريقة صحيحة يحسن من مستوى حياة المواطنين، والمدن الذكية تخلق فرصاً وظيفية جديدة.
وأضاف، أن السلطات المعنية عليها أن تدرس بعناية الفجوة الرقمية بين الشباب وكبار السن قبل تقديم المعلومات ونشر المعرفة بين قطاعات الجمهور. وذكر، أن 53% من الأعمال القائمة اليوم ربما ستختفي أو تتغير في غضون العقدين القادمين مع وتيرة التحول الرقمي، ولذلك فإن المنتدى هو أحد المنصات التي تمكننا من النظر تجاه المستقبل لتحسين الظروف لحياة أفضل.
من جانبه، استعرض ممثل الاتحاد الأوروبي ورئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي المعتمدة لدى البحرين والسعودية والكويت وعمان وقطر آدم كولاخ، تجربة الاتحاد الأوروبي في الحكومة الإلكترونية وفرص التعاون مع دول الخليج العربي.وأوضح، أن هناك فرصاً كبيرة للتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في مجالات الحكومة الإلكترونية والبحث والابتكار، ويقوم الاتحاد الأوروبي بمهمة التنسيق منذ أكثر من 10 سنوات في هذا المجال.
وفيما يختص البحث والتطوير طرح كولاخ رؤية الاتحاد 2020 الذي يوفر تمويلاً يصل حوالي 80 مليار يورو، وهو أكبر مشروع للبحث والابتكار في العالم وهي مفتوحة للتعاون بين جميع الشركاء.
من جانبها، تطرقت نائب الرئيس لخدمات الويب العالمية بالقطاع العام، مسؤولة تطوير الاستراتيجية والعمليات والمبيعات والأعمال لخدمات موقع أمازون وأعمال الحوسبة السحابية تريزا كارلسون، إلى تجربة «أمازون» والابتكار الذي اعتمدته في مجال الحوسبة السحابية لتطوير أعمالها.وأشارت إلى، أن أمازون ترفع القدرة الاستيعابية لها يومياً لأنها تعمل على مستوى عالمي، وحرصت على أن تكون التقنية التي تستخدمها على مستوى عالٍ وتتسم بالسلاسة لتستوعب نطاق عملها في 28 منطقة و53 موقعاً. وقالت، إن أمازون تعمل على زيادة مناطقها لتصل إلى كل من يستخدم الحوسبة السحابية، خاصة بعد أن عززت من مستوى الأمن لديها، بحيث أصبحت مقصد الكثير من الجهات العامة والخاصة التي تطلب منها توفير الخدمات لها عبر الحوسبة السحابية بشكل مبتكر ومنها: إنستغرام ومايكروسوفت وغيرها.وذكرت، أن الخدمات خلال السنوات السبع الأخيرة ارتفعت بشكل كبير من خلال الابتكار في الحوسبة السحابية لأنها تلبي احتياجات الجمهور.وأكدت، أن هذا المجال يحتاج إلى تدريب الموارد البشرية، وفي هذا السياق أشادت بسيدات البحرين كونهن موظفات في مجال تقنية المعلومات والاتصالات بنسبة كبيرة، وشجعتهن أكثر على دخول هذا المجال والتطور فيه.
من جهته، تحدث نائب رئيس الخدمات الرقمية للحكومة البريطانية توم لووزمور، عن تجربة بريطانيا في مجال الحكومة الإلكترونية وتعميم خدماتها.وأوضح، أن توفير الخدمات الإلكترونية ساعد في وصول 13 مليون زائر لها، خصوصاً عبر تطبيقات الأجهزة الذكية مما وفر على الحكومة البريطانية 62 مليون باوند سنوياً.وأشار إلى، أن انطباع الجمهور هو من أهم المعايير التي تتطور من خلالها الخدمة، والأخذ بمقترحاتهم يحقق الرضا الذي وصلت له المملكة المتحدة وهو 90%.
وذكر، أن العمل يجري حالياً على تصميم الخدمات وليس جعلها إلكترونية فقط، وذلك عبر المرونة في تطوير الخدمة وتحديثها كل أسبوعين، أو مرة واحدة يومياً حسب مضمون الموقع، وهذه المرونة هي الأساس في عالم تزداد فيه مخاطر الأمن الإلكتروني، كما إنها تساعد للوصول لفهم حاجيات المستخدمين.
وبين لووزمور أن الحكومة الرقمية بالمملكة المتحدة تطمح لجمع كل الخدمات الحكومية في منصة واحدة مبسطة تساعد على التحقق من هوية المستخدم، ويعمل على خدماتها الإلكترونية فريق به متخصصون من كل الجوانب حتى تقدم الخدمة متكاملة للعميل.
وأضاف، نسعى لتسويق الخدمات محلياً، ونشارك أيضاً خبرتنا مع العاملين في المجال التقني، لذلك يوجد الكثير من البيانات المفتوحة لمن يرغب بالاستفادة منها، ومدونة خاصة بالحكومة الرقمية، ومبادئ التصميم الخاصة بنا، إلى جانب الدليل الإرشادي لهذه الخدمات الذي يساعد للوصول إلى مستوى عالٍ يوازي الجودة العالمية. وفي جلسة أخرى، قدم المدير العام لحلول القطاع العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا - شركة مايكروسوفت ديفيد بوروز، «المدينة القادمة: المدينة الذكية»، تحدث خلالها حول الفرص والتحديات في المدن معقدة وكثيرة في سبيل التحول إلى المدن الذكية، نظراً إلى انتقال 75% من الناس للعيش بها دون أن تكون بنيتها التحتية التكنولوجية مهيأة.وقال، لا يمكن تجاهل الحاجة إلى التطوير في هذه المدن نظراً لأن الأجهزة الذكية تتمحور حولها كل جزئيات الحياة، بحيث تشير الإحصائيات إلى أن 3 بلايين شخص سيستخدمون الإنترنت في العالم بحلول عام 2020، لذلك من المهم التركيز على البنية التحتية التكنولوجية والابتكار بها.ولفت إلى، نموذج «سيري» الذي يتمحور حول الحديث إلى الهاتف النقال والتفاعل معه، ونموذج «هولوننس» المتمثل بالعالم الافتراضي ثلاثي الأبعاد.ودعا، إلى التوسع أكثر بهذه الابتكارات، مع الحرص على أن تكون آمنة وموثوقة للمستخدم، وتصبح أكثر مواءمة لاحتياجاته، مع الاستفادة من الحوسبة السحابية في هذا الجانب، مستشهداً بعدد من الأمثلة التي طبقت في مجموعة دول.