بنغــــازي - (وكـــالات): أعلنــــت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً مقتل القيادي الجهادي الجزائــــري المرتبـــط بتنظيـــم القاعدة مختار بلمختار في غارة نفذتها طائرات أمريكية في إجدابيا شرق ليبيا، بينما اكتفت واشنطن بتأكيد الغارة وهدفها من دون أن تؤكد مقتل بلمختار.
وأفاد بيان لحكومة عبد الله الثني بأن «الطائرات الأمريكية قامت بمهمة نتج عنها قتل المدعو المختار بلمختار ومجموعة من الليبيين التابعين لإحدى المجموعات الإرهابية شرق ليبيا».
وأضاف أن الغارة الأمريكية تمت «بعد التشاور مع الحكومة الليبية المؤقتة للقيام بهذه العملية التي تساهم في القضاء على قادة الإرهاب المتواجدين على الأراضي الليبية». كما أعلنت الحكومة أنها سترحب بأي ضربات جديدة تستهدف «الجماعات الإرهابية»، معتبرة أن الغارة الأمريكية الأخيرة تمثل «بداية جديدة» من التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة هذه الجماعات.
بدوره، قال مصدر عسكري مقرب من قائد القوات الموالية لهذه الحكومة الفريق أول خليفة حفتر إن الضربة الأمريكية تمثل «بداية جديدة للتعاون في مكافحة الإرهاب، إنها مبادرة ممتازة».
وأعلن البنتاغون في وقت سابق أن الجيش الأمريكي نفذ ضربة ضد هدف «إرهابي مرتبط بتنظيم القاعدة» في ليبيا من دون أن يحدده.
ولاحقاً أكد البنتاغون أن الغارة شنتها طائرات أمريكية واستهدفت بلمختار زعيم جماعة «المرابطون» الجهادية.من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصدر مسؤول في الحكومة المؤقتة، ومقرها مدينة البيضاء شرق ليبيا، أن الغارة «جرت في مدينة إجدابيا» غرب بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي. وأضاف المصدر أن الغارة استهدفت «إحدى المزارع حيث كان يعقد بلمختار اجتماعاً مع قادة تنظيمات متطرفة بينها أعضاء في جماعة أنصار الشريعة»، التي تعتبرها الأمم المتحدة منظمة إرهابية.وهي ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن مقتل الجهادي الجزائري. وكانت تشاد أعلنت في أبريل 2013 مقتله أي بعد 3 أشهر على عملية احتجاز الرهائن الدامية في يناير في منشأة ان اميناس في الجزائر. وفي مايو 2013 أعلن تبنيه الاعتداء المزدوج في النيجر ما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً. وولد بلمختار في يونيو 1972 في غرداية الواقعة على أبواب الصحراء الكبرى ولم يكن قد أتم عقده الثاني حين ذهب للقتال في أفغانستان في 1991 حيث فقد عينه اليمنى واكتسب لقب «الأعور».
وبلمختار، هو القائد السابق لـ»تنظيم القاعدة في بلاد المغرب» قبل أن يغادره ويؤسس في نهاية 2012 تنظيم «الموقعون بالدم». وفي يناير أعلن تبنيه عملية احتجاز الرهائن في الجزائر التي سقط خلالها 37 أجنبياً وجزائري و29 من المعتدين.
وفي 2013 اندمج تنظيمه مع حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، إحدى المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي بين خريف 2012 ومطلع 2013، لتولد بذلك جماعة «المرابطون» التي تزعمها بلمختار. ولكن الزعامة كانت موضع تشكيك مؤخراً من جانب خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية.