عواصم - (وكالات): أعلنت المقاومة الشعبية في مدينة عدن جنوب اليمن بدء «معركة الحسم» لإنهاء سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين بقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بينما يحتدم غضب اليمنيين إزاء فشل الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الامم المتحدة بسبب خروقات المتمردين في ظل تدهور مستمر للأوضاع الإنسانية، فيما حمل المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي المتمردين مسؤولية خرق الهدنة الإنسانية، والتي كانت يمكن أن تخفف من معاناة المواطنين في مناطق الاشتباكات.
وجاء إعلان المقاومة الشعبية في عدن بعد ساعات من سيطرتها على منطقة رأس عمران الاستراتيجية الواقعة على الشريط الساحلي الغربي بالمدينة.
وقال المتحدث باسم مجلس المقاومة الشعبية في عدن علي الأحمدي إن تحرير منطقة رأس عمران يأتي في سياق خطة الحسم العسكري التي ستنتهي في غضون الأيام القادمة بتحرير عدن بالكامل، لإنهاء المعاناة التي يعيشها سكان المدينة منذ سيطرة مليشيا الحوثي وصالح. وأكد أن هناك تقدما لآليات عسكرية وقوات مشتركة من المقاومة والجيش الوطني الموالي للشرعية مدعوماً بطيران التحالف، في جبهات أخرى بعدن بهدف الحسم، موضحاً أن الساعات القادمة ستشهد عمليات نوعية مشابهة لتحرير مواقع جديدة بالمدينة.
وأضاف الأحمدي أن توحيد المقاومة الشعبية مع قوات الجيش الوطني تحت قيادة واحدة وتعزيزها بأسلحة نوعية، إلى جانب دعم طيران التحالف، كان له «دور كبير في قلب المعركة والسيطرة على منطقة رأس عمران، وسيكون له الدور الأبرز في تحرير عدن عموماً».
وكانت المقاومة الشعبية في عدن أعلنت أنها تمكنت بمساندة الجيش وطيران التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الامل» بقيادة السعودية، من تحرير منطقة رأس عمران الاستراتيجية شمال منطقة البريقة، بعد معارك عنيفة مع القوات الموالية للحوثيين والمخلوع صالح.
في غضون ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جديدة استهدفت مواقع وتجمعات المتمردين الحوثيين وقوات صالح في محافظتي عدن ولحج جنوب البلاد مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بحسب مصادر عسكرية. وتركزت الغارات على الضواحي الشمالية لعدن خاصة جعولة والبساتين والرباط إضافة إلى منطقة صبر التابعة لمحافظة لحج، كما استهدفت غارات جديدة مقراً عسكرياً وسط صنعاء.
كما قصف طيران التحالف مركبات عسكرية تابعة للحوثيين وقوات صالح في منطقة خور مكسر وسط مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد التي تعاني من أوضاع إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية. وقال مصدر عسكري في لحج إن طيران التحالف العربي شن غارات على قاعدة العند الجوية التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم. وفي لحج أيضاً قتل 6 مسلحين من الحوثيين وقوات صالح في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على الطريق.
ويأتي ذلك في ظل انهيار الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة الجمعة الماضي، والتي كان يفترض أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان وتسمح بإيصال المساعدات إلى السكان، بسبب خروقات الحوثيين.
وبحسب الأمم المتحدة فإن 80% من السكان - أي 21 مليون شخص - يحتاجون للمساعدة أو الحماية وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع.
وقد تصاعد الغضب في صفوف اليمنيين والمنظمات المحلية والدولية إزاء الوضع المتدهور وفشل الهدنة ما يعيق إيصال المساعدات إلى من هم بأمس الحاجة إليها.
وتؤكد مصادر متطابقة أن 3 سفن تنتظر في البحر قبالة شواطئ عدن لإدخال المساعدات إليها. وقال وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات نائف صالح البكري في بيان بأن سفينة تابعة للأمم المتحدة ومحملة بالمساعدات، ما زالت عاجزة منذ أسبوعين عن الوصول إلى ميناء عدن. وذكر البكري وهو رئيس مجلس قيادة المقاومة بعدن، أي القوى المؤيدة لحكومة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي والتي تقاتل الحوثيين، أن «مجلس قيادة المقاومة والسلطة المحلية بعدن على استعداد لتسهيل وتنسيق رسو السفن وتذليل أي صعوبات تواجه هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية».
ونوه البكري إلى أن سكان عدن يدخلون شهرهم الرابع من «الحصار الخانق وسط انهيار شبه كامل للمخزون الغذائي والأدوية وعدم تسلم الموظفين رواتبهم».
في السياق ذاته، حمل المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي المتمردين الحوثيين مسؤولية خرق الهدنة الإنسانية في اليمن، والتي كانت يمكن أن تخفف من معاناة المواطنين في مناطق الاشتباكات.
وكانت البعثة اليمنية في الأمم المتحدة، وضعت أعضاء مجلس الأمن في صورة الخروقات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح منذ دخول الهدنة الإنسانية حيّز التنفيذ. وقالت البعثة إن الانقلابيين استهدفوا، بعد الهدنة، أحياء العريش وجعولة وبئر فضل وبئر أحمد والبريقا وصلاح الدين في عدن. وشرحت البعثة اليمينة، في رسالتها لأعضاء مجلس الأمن، كيفية تحريك المتمردين لتعزيزات من الشمال إلى قاعدة «العند». ولفتت إلى المعاناة الإنسانية التي يمكن أن تتضاعف جراء قصف الحوثيين خزانات للمياه في «كريتر».
970x90
970x90