وكالات: تظاهر آلاف العراقيين، في بغداد احتجاجاً على الفساد المالي والإداري ونقص الخدمات الأساسية خصوصاً الكهرباء، داعين إلى معاقبة المسؤولين. فيما شهدت العاصمة العراقية بغداد ومدن أخرى إجراءات أمنية مشددة ، بينما تواصلت الدعوات لخروج مظاهرات جديدة احتجاجا على الفساد وتردي الخدمات.
وفاقت أعداد المتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، ثمانية آلاف متظاهر إضافة إلى المئات في سبع محافظات عراقية في وسط وجنوب البلاد منها النجف وكربلاء والبصرة والناصرية والمثنى والديوانية.
وتركزت مطالب المتظاهرين على محاسبة المفسدين في الحكومة العراقية وإجراء إصلاحات جذرية وتوفير الخدمات ويأتي في مقدمتها ملف الكهرباء، وحمل المتظاهرون نعشاً مغطى باللون الأسود كتب عليه «ضمير السياسي، وضمير البرلمان، والخدمات».
ولم تشهد التظاهرات في عموم البلاد أي مصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين باستثناء محافظة كربلاء التي عمدت فيها القوات الأمنية إلى تفريق التظاهرة بالقوة إثر محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام مبنى مجلس المحافظة.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي وعد بالالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية التي سبقت التظاهرة بساعات طالبته فيها بمحاسبة المفسدين في الحكومة، والتعامل مع الأمر بشجاعة وجرأة حسب ما جاء في خطبة الجمعة لممثل السيستاني في كربلاء الشيخ أحمد الصافي. واتهم فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي جهات سياسية في البصرة بالسعي لإسقاط العملية السياسية في العراق.
وتجددت الدعوات لمواصلة الاحتجاجات، بعد أيام من إقرار البرلمان حزمة من الإجراءات التي أعلنها رئيس الوزراء لمكافحة الفساد، بينما دعا التيار المدني إلى إجراءات فعلية كفيلة بمحاربة الفساد، وتحسين مستوى الخدمات العامة.
في غضون ذلك، اتهم العبادي -خلال زيارة إلى البصرة تفقد فيها المرافق النفطية- جهات سياسية متنفذة في المحافظة باستغلال المظاهرات المطالبة بالإصلاح، لإسقاط العملية السياسية في البلاد ولتحقيق غايات فئوية ضيقة، وفق قوله.
من جهته، حذر المرجع الديني علي السيستاني - مما سماه- خطر تقسيم العراق إن لم تمض حكومة العبادي بعملية الإصلاح ومحاربة الفساد.
وفي إجابات مكتوبة من مكتبه - رداً على أسئلة وجهتها إليه وكالة الصحافة الفرنسية- قال السيستاني إنه «إذا لم يتحقق الإصلاح الحقيقي من خلال مكافحة الفساد بلا هوادة وتحقيق العدالة الاجتماعية على مختلف الأصعدة، فإن من المتوقع أن تسوء الأوضاع أزيد من قبل، وربما تنجر إلى ما لا يتمناه أي عراقي محب لوطنه من التقسيم ونحوه لا سمح الله.
في السياق، قطع محتجون تركمان الطريق الرابط بين بغداد ومحافظة كركوك شمال العراق، احتجاجاً على ما أسموه «تهميش التركمان» وفق مسؤول محلي.
وتشهد العديد من مدن العراق موجة احتجاجات للأسبوع الثاني على التوالي احتجاجا على نقص الخدمات وخصوصاً انقطاع التيار الكهربائي في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ارتفاع حرارة غير مسبوق.