البحرين بصدد تنظيم مؤتمر للوقاية
من استخدام العبوات الناسفة
خيار المواجهة العسكرية باليمن فرض على دول التعاون فرضاً
الطرق كانت موصدة والانقلابيون أضمروا الشر باليمن ودول المنطقة
باقون على العهد إلى أن يلقي الانقلابيون سلاحهم وينهون احتلالهم
روحاني ساق «اتهامات باطلة» ضد السعودية بخطابه أمام الجمعية العامة
«الاتفاق النووي» لا يُزيل أوجه التوتر ويعالج أمور الغد لا اليوم
كان الأجدى بإيران استثمار ثرواتها بالتنمية لا إهدارها لتحقيق أطماعها


أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أن قرار سحب سفير البحرين المعتمد لدى إيران، واعتبار القائم بأعمال سفارة طهران شخصاً غير مرغوب فيه، يأتي ضمن إجراءات وتدابير تتخذها المملكة لتعزيز أمن وسلامة شعبها وحماية مصالحها، وقال «لم نلق من إيران إلا الشر».
وأوضح وزير الخارجية في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس «كان الأجدى بإيران استثمار ثرواتها بالتنمية والازدهار، لا إهدارها لتحقيق أطماعها التوسعية»، لافتاً إلى أن إيران استغلت الفئات المتطرفة وآوت الهاربين من العدالة وفتحت المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية.
وأضاف أن «الاتفاق النووي» بين إيران والقوى الكبرى لا يُزيل كافة أوجه التوتر ويعالج أمور الغد لا مشكلات اليوم الحقيقية.
وبين الوزير أن خيار المواجهة العسكرية باليمن فرض على دول التعاون الخليجي فرضاً، بعدما أوصدت الطرق وأضمر الانقلابيون الشر بأبناء اليمن ودول المنطقة، مضيفاً «باقون على العهد إلى أن يلقي الانقلابيون سلاحهم وينهون احتلالهم».
وأكد وزير الخارجية أن البحرين بصدد تنظيم مؤتمر للوقاية من استخدام العبوات الناسفة بالفترة المقبلة، ومؤتمر لحماية المؤسسات من خطر الاستغلال بتمويل الإرهاب نوفمبر المقبل.
وقال إن الرئيس الإيراني حسن روحاني ساق «اتهامات باطلة» للسعودية في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً استهجان البحرين الشديد لما جاء في الخطاب، ورفضها أية إساءة أو تقليل للجهود السعودية العظيمة في تنظيم مناسك الحج.
النهج الإصلاحي
وأضاف وزير الخارجية «أننا كدولة رائدة صنفت من ضمن الدول ذات الفئة المرتفعة جداً في مجال التنمية البشرية وتحقيق معدل نمو اقتصادي بلغ 5% في السنوات الخمس الماضية، بفضل نهج إصلاحي رسمه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وحرص جلالته على تحقيق تطلعات شعب البحرين في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
وأردف «شهد العالم على نجاح البحرين وتفوقها في مجال التنمية المستدامة، عندما منح الاتحاد الدولي للاتصالات -هنا في نيويورك- صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، جائزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة لعام 2015، ما يؤكد مكانة عالية تحظى بها المملكة، وتقديراً لسموه ضمن سلسلة الجوائز الدولية المرموقة الممنوحة له في أكثر من مجال خلال الفترة القصيرة الماضية».
وأوضح الوزير أن طريق مواجهة هذه التحديات، ليس سهلاً أو مفروشاً بالورود، مستدركاً «لكنه طويل وشاق وبحاجة إلى عمل متواصل وسعي دؤوب ومواجهة جماعية شاملة، للتغلب على الصعوبات الكثيرة، ومن أهمها عدم تقيد بعض الدول بمبادئ حسن الجوار، واستمرار التدخل في الشؤون الداخلية، كما فعلت إيران ضد بلادي».
إيران تستغل الفئات المتطرفة
وأكد أن إيران استغلت الفئات المتطرفة، وآوت الهاربين من العدالة، وفتحت المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، ما أدى إلى تعرض المواطنين والمقيمين ورجال الأمن الساهرين من أجل حمايتهم وحماية الوطن، للاستهداف والقتل والغدر والأعمال الإجرامية راح ضحيتها حتى الآن 16 رجل أمن و3 آلاف مصاب.
وتابع «لم يتوقف الأمر عند هذا الحد من الخطورة والإجرام، فقبل يومين فقط، تمكنت السلطات الأمنية البحرينية من الكشف عن مخبأ لتصنيع قنابل محلية الصنع وسط منطقة مأهولة بالسكان، والعثور على كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار والمواد الداخلة في صناعتها، بما يفوق طناً ونصف ومن ضمنها مواد C4 وRDX وTNT شديدة الانفجار، ومواد كيميائية متفجرة وعدد من العبوات الناسفة الجاهزة للاستخدام وأسلحة أوتوماتيكية ومسدسات وقنابل يدوية وكميات من الذخائر الحية والأجهزة اللاسلكية».
وأكد أن البحرين وعدداً من الدول الشقيقة في المنطقة، دعت إيران بشتى الطرق ومختلف الوسائل، إلى علاقات جوار طبيعية، قائمة على احترام سيادة واستقلال الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، التزاماً بأن أمن واستقرار أي دولة لا يمكن ولا يجب أن يكون على حساب دولة أخرى.
وواصل «كان الأجدر بإيران ألا تهدر ثروات شعبها في تحقيق أطماعها، بل إن تستثمرها من أجل التنمية والازدهار، ومد جسور التعاون والإخاء مع جيرانها ليعيش الجميع بأمن وسلام»، مستدركاً «لكننا في المقابل لم نلق من إيران إلا الشر، ولم نجد من سبيل إلا باتخاذ قرار سحب سفير البحرين المعتمد لدى إيران، واعتبار القائم بأعمال السفارة الإيرانية لدى المملكة شخصاً غير مرغوب فيه، من ضمن الإجراءات والتدابير التي ستتخذها المملكة لتعزيز أمن وسلامة شعبها وحماية مصالحها».
وقال «لم تتردد البحرين وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي، في دعم اليمن استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونصرة الشعب اليمني الشقيق في مواجهة الجماعات الانقلابية المدعومة من إيران، بعد أن تنصلت من التزاماتها واعتدت على مؤسسات الدولة، ولمنع التردي الحاصل في الأوضاع الأمنية والإنسانية هناك».
وأوضح أن موقف دول مجلس التعاون في دعم اليمن، هو موقف مبدئي راسخ وينطلق من الإيمان، بأن أمن واستقرار اليمن جزء أصيل ومهم، ليس لأمن شبه الجزيرة العربية فقط، بل لأمن المنطقة بأسرها.
وأضاف «كانت المواجهة العسكرية خياراً حتمياً فرض علينا فرضاً، فما كان هناك من سبيل آخر إلا وطرقناه، إلا أن كل الطرق كانت موصدة في ظل تعنت الجماعات الانقلابية، وإضمارها الشر والسوء بأبناء اليمن ودول المنطقة».
واستذكر وزير الخارجية ما قاله الأمير الراحل سعود الفيصل «نحن لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها»، وهذا يؤكد أننا في دول مجلس التعاون -كما كنا دائماً- دعاة سلام لا دعاة حرب.
وأردف «أننا نسير بخطى ثابتة لتحقيق آمال الشعب اليمني وسنظل على العهد، إلى أن يلقي من رفع السلاح سلاحه، ويتوقف من انقلب على الشرعية عن أطماعه، وينهي من احتل مؤسسات الدولة احتلاله، وأن يعود من نكث بوعده إلى صوابه، ليكون الوضع مهيئاً للم أطياف الشعب اليمني، عبر حوار وطني بناء قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض، والتنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن 2216، باعتباره الأساس لإنهاء الأزمة اليمنية، مقدرين جهود الأمم المتحدة بهذا الخصوص».
وإزاء انزلاق سوريا لهذا المنحدر الخطير، دعا وزير الخارجية إلى إنهاء هذا الوضع والعودة إلى ما كان عليه هذا البلد الشقيق، من وحدة ووئام وأمن واستقرار، من خلال وقف تدخل الدول بالتصعيد العسكري، والتوصل إلى حل سياسي يتوافق عليه الجميع وفقاً لما جاء في بيان مؤتمر جنيف1.
وأكد أن ما يجري اليوم في القدس الشريف، يجرح مشاعر ووجدان كل مسلم على وجه الأرض، جراء انتهاك سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجماعات المتطرفة، حرمة المسجد الأقصى الشريف وقدسيته.
التعايش السلمي
وبين أن مثل هذه الأعمال غير القانونية وغير الإنسانية، من شأنها القضاء على كل فرص السلام المنشود، وخلق الأجواء المؤدية إلى مزيد من التوتر والعنف والتطرف والكراهية، التي لا تسهم في بناء العلاقات الإنسانية، ومد جسور الاحترام الداعية إليها كافة الأديان، ولا إلى بناء مجتمعات مسالمة تحفظ الكرامة والثقافة والتعايش السلمي.
وأعرب وزير الخارجية عن تطلعه أن يسهم الاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 حول الملف النووي الإيراني، في أمن واستقرار المنطقة، مستدركاً «إلا أننا نرى أن هذا الاتفاق لا يزيل جميع أوجه التوتر الصادرة من إيران تجاه دول المنطقة، فهو يعالج شيئاً من أمور الغد، ولا يتطرق لمشكلات الحقيقة اليوم».
وقال إن إيران لاتزال تعمل على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، بدعم المنظمات الإرهابية وتهريب الأسلحة والمتفجرات وغيرها من الوسائل المذكورة آنفاً بالتفصيل، ومستمرة في التدخل السافر بالشؤون الداخلية لدول التعاون، وتواصل احتلالها لطنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، وترفض إنهاء احتلالها عن طريق المفاوضات المباشرة، أو القبول بإحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية.
واختتم الشيخ خالد بن أحمد بالقول «إن ما تحققه المملكة من إنجازات متتالية، يؤكد أننا واثقون من نهجنا، وثابتون على سياستنا، في التطوير الدائم، والنمو الشامل، جنباً إلى جنب مع تعزيز أمن وطننا والحفاظ على هويتنا، فمع كل يد تدافع هناك يد تبني، في إطار دولة عصرية قائمة على العدالة وسيادة القانون والتعددية وتكريس المشاركة الشعبية في صنع القرار دون إقصاء أو تمييز، والانفتاح في علاقاتها الخارجية، وفق أسس ومرتكزات قوية من أهمها احترام مبادئ ميثاق منظمتنا الدولية، والعمل في المحيطين الإقليمي والدولي والتعاون مع الأشقاء والأصدقاء بغية الوصول إلى حياة آمنة وسلام دائم وشامل للجميع».
نص الكلمة
ونصت الكلمة «السيد الرئيس.. يسعدني في البداية أن أتقدم إليكم، وإلى بلدكم الصديق، مملكة الدنمارك، بخالص التهنئة لانتخابكم رئيساً للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنياً لكم دوام التوفيق والسداد، في تعزيز دور الجمعية العامة والتعامل الفعال مع مختلـف التحديات، التي يواجهها عالمنا اليوم وتعاني منها المجتمعات كافة.
كما أعبر عن الشكر لسلفكم، سام كوتيسا لما بذله من جهد مقدر في إدارة أعمال الدورة التاسعة والستين، وما قام به من عمل ملموس ومبادرات خلاقة في سبيل الوصول لما نسعى إليه جميعاً من أهداف.
وأود أن أعرب عن تقديري العميق، لجهود بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الذي لا يدخر وسعاً، للارتقاء بأداء المنظمة الدولية، رغم تعقد المشكلات وتفاقم الأزمات، وأشيد بالتقرير السنوي الشامل الذي قدمه عن أعمال المنظمة، وما تم إنجازه من خطوات هامة، في مواجهة التحديات العديدة في مجالات التنمية المستدامة وتغير المناخ والصراعات، التي ولدت كارثة إنسانية كبرى، تمثلت في ظاهرة النازحين واللاجئين التي تفاقمت بشكل كبير، هذا فضلاً عن تجدد ظواهر الأمراض الفتاكة والفقر والجوع في عدد من الدول النامية.
التعازي لخادم الحرمين
السيد الرئيس..
أود في هذا المقام، أن أتقدم بأحر التعازي القلبية، الراضية بقضاء الله وقدره، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإلى الأمة الإسلامية، في ضحايا حادث التدافع الأليم، الذي وقع خلال موسم الحج قبل أيام، مثمنين عالياً الدور التاريخي العظيم، الذي تقوم به المملكة العربية السعودية وجهودها المباركة في رعاية هذه الأراضي المقدسة، وخدمة ضيوف بيت الله الحرام، وتسخير كافة الإمكانات لتنظيم مناسك الحج والعمرة، والتي يقر بها الجميع ولا يشذ عن ذلك، إلا من لا يقدر عظم تلك المسؤولية الجليلة التي تضطلع بها على أكمل وجه.
مؤكدين استهجاننا الشديد لما جاء في خطاب الرئيس حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام الجمعية العامة من اتهامات باطلة، ورفضنا لأي إساءة أو تقليل لهذا الجهد والمسؤولية العظيمة.
التنمية المستدامة
السيد الرئيس..
لقد أنجزت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أيام قليلة، خطوة مهمة بهدف إسعاد البشرية، وذلك بإقرار خطة للتنمية المستدامة لما بعد 2015، والتي حرصنا على المشاركة في إقرارها، انطلاقاً من دعمنا التام لما تقوم به الأمم المتحدة من أجل تحقيق الأهداف التنموية، مواصلين دورنا في البحرين لتحقيق إنجازات مشهودة وموثقة في تقارير أممية، في مجالات التعليم والصحة وتفعيل دور الشباب والقضاء على الفقر ومكافحة الأمية وتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان، كدولة رائدة صنفت من ضمن الدول ذات الفئة المرتفعة جداً في مجال التنمية البشرية وتحقيق معدل نمو اقتصادي بلغ 5% في السنوات الخمس الماضية، بفضل النهج الإصلاحي الذي رسمه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، وحرص جلالته على تحقيق تطلعات شعب البحرين في كل مناحي الحياة، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
إن جهودنا في المجال التنموي ستظل مستمرة في وضع الخطط والبرامج لضمان مواصلة تنفيذ الأهداف المستدامة للتنمية لما بعد 2015، وسعياً منها لدفع هذه الأهداف التنموية، تستضيف بلادي المؤتمر الوزاري حول تنفيذ هذه الأهداف في الدول العربية يومي 6 و7 من شهر ديسمبر القادم، كأول مؤتمر إقليمي في العالم يعقد بعد اعتماد خطة التنمية.
لقد شهد العالم على نجاح وتفوق المملكة في مجال التنمية المستدامة، وذلك عندما منح الاتحاد الدولي للاتصالات، هنا في نيويورك، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، جائزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة لعام 2015، مما يؤكد المكانة العالية التي تحظى بها المملكة وتقديراً لسموه ضمن سلسلة الجوائز الدولية المرموقة، التي منحت له في أكثر من مجال خلال الفترة القصيرة الماضية.
ونظراً لكون البعد البيئي هو أحد الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة، فإننا نؤكد على ضرورة التكاتف والعمل سوياً لمواجهة التحدي الكبير المتمثل في ظاهرة تغير المناخ، وإننا نتطلع لمؤتمر الأطراف في باريس خلال هذا العام، ونأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق ملزم وطموح للتصدي لتداعيات هذه الظاهرة الخطيرة خاصة على الدول الجزرية.
السيد الرئيس..
تصادف هذه الدورة مرور سبعين عاماً على إنشاء الأمم المتحدة، هذه المنظمة الدولية، التي نعتـز بها ونقدر دورها، بل ولا نستغني عنها، ساعين بكل جهد لتحقيق أهدافها، وخاصة بعد أن شاهدنا جميعاً الويلات والمآسي التي تجرعتها البشرية، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وما أحدثته من خسائر رهيبة في الأرواح وتشريد الكثير من الشعوب وطمس العديد من المعالم الحضارية في الكثير من أنحاء العالم، وهو ما يجب أن يجعلنا متحدين بقوة، ومتعاونين بشفافية، لضمان عدم تكرار ما حدث من ويلات، ولإرساء أسس قوية لتعاون دولي، يؤدي إلى نهضة تنموية عالمية كبرى ومستقبل آمن ومزدهر لكافة الشعوب. وليس بخاف على أحد أن هذه الأهداف الإنسانية النبيلة، لم تتحقق بصورة كاملة، ولكن لايزال يحدونا الأمل في إنجازها لطي صفحة قاسية ومؤلمة، وتدشين مرحلة مضيئة خالية من الحروب، والتي كان لمنطقتنا منها نصيب، فلا تكاد تخمد حرب حتى تندلع أخرى، وإن اختلفت أهدافها وأنواعها، من حروب مدمرة أو مواجهات مع محتل أو لصد تدخلات خارجية تهدف إلى السيطرة والتأثير على السيادة الوطنية، واستغلال الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، وتمويلها لتدمير مكتسبات الأوطان ومحاربة الإرث الثقافي وطمس الهوية الوطنية والقومية.