عواصم - (وكالات): نقلت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، عن مصادر مطلعة قولها إن «الصحافيين المعتقلين المقربين من التيار الإصلاحي، وهما عيسى سحر خيز وإحسان مازندراني متهمان بالتجسس وخيانة الوطن مقابل راتب شهري»، بينما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران غلام حسين محسني ايجائي إن القضاء حكم بالسجن على مراسل «واشنطن بوست» الإيراني الأمريكي جيسون رضايان الموقوف منذ صيف 2014 والذي أدين «بالتجسس».
وكانت استخبارات الحرس الثوري اعتقلت عيسى سحر خيز، مدير عام المطبوعات في وزارة الثقافة الإيرانية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، الذي سجن لأربع سنوات بسبب مشاركته في الانتفاضة الخضراء، وكذلك إحسان مازندراني المدير المسؤول في صحيفة فرهيختكان المقربة من رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أكبر هاشمي رفسنجاني، في 3 نوفمبر الحالي، بتهمة الإساءة للمرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، ونشر الدعاية ضد النظام.
وكان نواب وسياسيون متشددون مقربون من أعلى هرم النظام، قد اتهموا الصحافيين المذكورين وآخرين غيرهم تم اعتقالهم أخيراً، بأنهم جزء من «شبكة اختراق» مرتبطة بقوى خارجية معادية، حيث اعتبرت منظمات حقوقية دولية، تلك التهم بأنها تأتي في إطار سياسة إسكات الصحافيين وقمعهم.
وأضافت وكالة «مهر» في تقريرها أن «المصادر المطلعة» ذكرت أن هناك 4 تهم وجهت للمعتقلين من بينها «جمع المعلومات من داخل إيران وإرسالها إلى خارج البلاد».
وبحسب الوكالة فإن التهم أيضاً شملت «تقارب هذين الصحافيين من الشخصيات السياسية والناشطين البارزين ومحاولة التأثير عليهم أو بث الخلافات بينهم»، وذلك «ضمن تنفيذ مهام أمنية مقابل تسلمهم رواتب»، على حد زعم الوكالة.
وتوسعت التهم ضد الصحافيين إلى «ارتباطهم بشبكة ذكية لها علاقات واسعة وطويلة المدة مع أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والهولندية خارج البلاد».
ويستمر جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري بشن حملة اعتقالات واسعة طالت 170 مجموعة نشطة عبر شبكات التواصل الاجتماعي حتى الآن، وذلك تحت شعار «محاربة التوغل الغربي عقب الاتفاق النووي».
وكان الحرس الثوري قد اعتقل شاعرين ومخرجاً سينمائياً، والحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة، وبالجلد، بتهمة «الإساءة للمقدسات ونشر الدعاية ضد الدولة»، حيث حكم على المخرج، كيمان كريمي، بالسجن 6 أعوام و223 جلدة، وحكم على الشاعرة، فاطمة اختصاري، والشاعر، مهدي موسوي، بالسجن 11.5 عام وتسعة أعوام و99 جلدة لكل منهما.
كما اعتقلت رسام الكاريكاتير الإيراني، في صحيفة «شهروند»، هادي حيدري، لتنفيذ عقوبة بالسجن مع إيقاف التنفيذ، ليضاف إلى قائمة من الصحافيين والفنانين والناشطين، الذين اعتقلوا باتهامات أمنية. وقال محامي هادي حيدري، إنه تم إلقاء القبض على موكله الاثنين الماضي، وتم إرساله إلى سجن ايفين بطهران.
وأضاف المحامي، صالح نيكبخت «أدين موكلي قبل عامين لرسومه الكاريكاتيرية، وصدر حكم بسجنه لمدة عام. السلطات كان لها تفسير مختلف لرسومه عن تفسيره».
وقالت وكالة تسنيم للأنباء، وهي قريبة من الحرس الثوري الإيراني إن «حيدري اتصل بأسرته من السجن، وأبلغها بأن اعتقاله متصل بإدانته السابقة، ولم يتضح على الفور السبب وراء إعادة اعتقال حيدري».
وقال نيكبخت «تناولت الغداء معه قبل بضعة أيام، وكان يتوقع اعتقاله مع غيره من الصحافيين»، ونشر حيدري أخيراً رسوماً كاريكاتيرية تعبر عن التضامن مع بيروت وباريس، بعد الهجمات الإرهابية.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران غلام حسين محسني ايجائي أن القضاء حكم بالسجن على مراسل واشنطن بوست الإيراني الأمريكي جيسون رضايان الموقوف منذ صيف 2014 والذي أدين «بالتجسس».
والمراسل معتقل منذ أكثر من عام وقد حوكم بتهمة التجسس والمس بالأمن الوطني، وهي تهم تصل عقوبتها القصوى إلى 20 عاماً.
وأوقف رضايان في منزله في طهران حيث كان يعمل مراسلاً للصحيفة الأمريكية منذ عامين.