ايواجيك - (وكالات): مئات اللاجئين قضوا غرقاً في رحلة هروبهم من «جحيم» بلدانهم حيث الموت اليومي، ولاتزال المآسي تتكرر، وكأن البحر يلاحق هؤلاء مضطهداً أحلامهم بالعيش الآمن، وكأن بؤسهم اليومي لا يكفيهم حتى تأتي الأمواج لتتقاذف ما تبقى من «آمالهم». ففي آخر فصول «التغريبة»، لقي 33 مهاجراً مصرعهم في حادث غرق جديد في بحر ايجه عندما انقلب المركب الذي كان يقلهم من تركيا إلى جزيرة يونانية. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن غرق عشرة مهاجرين ثم ارتفعت إلى 17 قبل أن تتحدث أن تصل إلى 33. والمهاجرون قادمون من سوريا وأفغانستان وبورما وكانوا يحاولون الوصول إلى جزيرة ليسبوس انطلاقاً من السواحل التركية. ويأتي الحادث بعد يومين على غرق 24 مهاجراً، بينهم 10 أطفال الخميس الماضي قبالة جزيرة ساموس اليونانية، في حين لايزال 11 شخصاً في عداد المفقودين. وأشار خفر السواحل التركية إلى أن 45 شخصاً في الإجمال كانوا على متن الزورق، الذي غرق في البحر بين تركيا واليونان، وتم انتشال 10 فقط سالمين لكنهم في حالة صدمة.
كذلك لفظ البحر في 25 يناير جثث 21 مهاجراً، من بينها جثث 3 أطفال، في موقعين على ساحل بحر إيجه بعد غرق الزورق الذي كان يقلهم أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. وفي خضم الأفق المسدود للحرب الدائرة في سوريا والعراق وليبيا لايزال مشهد الموت غرقاً يتكرر بشكل يومي، دون خاتمة.
وعلى الرغم من برد الشتاء والقيود التي فرضتها دول أوروبية عدة أعادت العمل بإجراءات المراقبة على حدودها، استمر تدفق اللاجئين طوال يناير الماضي. وفي المجموع بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر المتوسط منذ مطلع يناير الحالي إلى 46 ألفاً و240 مر 44 ألفاً منهم عبر اليونان و2200 عبر إيطاليا، حسب أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.