تعتبر حمية البحر المتوسط من أفضل الحميات الغذائية حيث تشتمل مكوناتها على زيت الزيتون البكر بصورة أساسية، والبقوليات، والحبوب غير المكررة، والفواكه والخضروات، فضلاً عن استهلاك كميات معتدلة بصفة دورية من الأسماك، والاستهلاك المعتدل لمنتجات الألبان مع ضرورة خفض معدل استهلاك اللحوم ومنتجاتها.
وتشكل نسبة الدهون في هذا النظام الغذائي 25% إلى 35% من إجمالي السعرات الحرارية، فيما تشكل الدهون المشبعة 8% فقط أو أقل من إجمالي السعرات الحرارية.?
ويقول طبيب الأمراض العصبية الدكتور ميشيل هينيكا إن هذه الحمية ليست مفيدة للقلب فحسب بل هذا النظام الغذائي يقي من مرض الزهايمر وباركنسون، وهما من أخطر أمراض التدهور العصبي للمخ ويتطوران مع تطور الشيخوخة، ويضيف: «إن تناول ليتر من زيت الزيتون في الأسبوع و 30 غراماً من المكسرات في اليوم سوف يؤثر إيجاباً في صحة الفرد».?
يكافح الشيخوخة?
وتحدث ماركوس كريم طبيب الأعصاب والكيمياء الحيوية عن أهمية هذا النظام الغذائي الذي يساعد على الحد من تطور مرض الزهايمر، كما يعمل على مكافحة الشيخوخة، من خلال مساعدته على حماية الحمض النووي.
وكان بعض الدراسات قد أكد أهمية حمية البحر الأبيض المتوسط في مكافحة الشيخوخة، ?لأن ?الأطعمة الغنية بالفيتامينات تمنع الإجهاد وتلف الأنسجة والخلايا?.
وأجريت دراسة على هياكل صغيرة تسمى التيلوميرات التي تحمي نهايات الكروموسومات، التي تخزن شفرة الحمض النووي، ?وتمنع هذه الأغطية الواقية فقدان المعلومات الوراثية أثناء انقسام الخلية، ?ومع التقدم في العمر وانقسام الخلايا في الجسم، تصبح التيلوميرات أقصر وتضعف بنيتها، وهو ما يؤدي إلى توقف انقسام الخلايا وموتها.
ويعتقد الباحثون أن طول التيلوميرات هو ما يؤثر في الشيخوخة الخلوية، مشيرين إلى وجود علاقة بين قصر التيلوميرات ومجموعة واسعة من الأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك أمراض القلب، مجموعة متنوعة من أنواع السرطان.
وخلصت الدراسة إلى أن تيلوميرات الأشخاص الذين اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط كانت أطول وأفضل من الناحية الصحية..?