عواصم - (وكالات): أكدت مصادر عراقية ومنظمات حقوقية أن الجيش العراقي وعناصر تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي يرتكبون انتهاكات خلال المعارك في الموصل شمال العراق.
وأعلن مصدر طبي في الموصل أن مقاتلي «داعش» أعدموا 21 مدنياً بلا محاكمة في المدينة شمال البلاد، في الأيام الثلاثة الماضية معظمهم لاتهامه بالتعاون مع القوات العراقية التي تهاجم المدينة، فيما استعادت القوات العراقية السيطرة على أكثر من ثلث الضفة الشرقية للموصل بعد نحو شهر من بدء عملية تحرير المدينة. وقال المصدر إنه تم إبلاغ إدارة الطب الشرعي بالمدينة بعمليات القتل تلك . ولم تظهر جثث على عكس الأسبوع الماضي عندما علقت 20 جثة في شتى أنحاء الموصل في تحذير عام من التعاون مع الجيش. في الوقت نفسه قالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» إن جنوداً عراقيين وأفراد فصائل ومدنيين قاموا بالتمثيل بجثث مقاتلين من «داعش» جنوب الموصل. ويحاصر تحالف مؤلف من 100 ألف فرد تقريباً من قوات الجيش وقوات الأمن والبشمركة الكردية وفصائل شيعية مدعومة من ايران، وغارات جوية يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة الموصل وهي آخر معقل رئيسي لتنظيم الدولة في العراق.
ويقول سكان إن معظم الضحايا يلقون في مقابر جماعية خارج الموصل لأن «داعش» يعتبر خصومه كفاراً لا يستحقون أن يدفنوا وفقاً للشرع. ولا تعلم العائلات مصير أبنائها إلا من خلال قوائم تسلم للمسعفين في المشرحة. وقال المصدر الطبي إن قائمة جديدة ضمت 21 اسماً سلمت في الأيام الأخيرة. وتابع «كالمعتاد لم تكن هناك جثث مجرد أسماء الأشخاص الذين أعدمهم التنظيم لأسباب مختلفة، الآن معظم عمليات القتل تتم بسبب تهمة التعاون مع أجهزة الأمن العراقية.»
وقبل بدء الحملة العسكرية في 17 أكتوبر الماضي كان الناس يعتقلون ويستجوبون لأشهر. وقال المصدر إنه الآن يتم احتجازهم لفترة قصيرة لا تتجاوز أسبوعين قبل الإفراج عنهم أو قتلهم سواء بإطلاق النار عليهم أو بذبحهم أو بطرق أخرى.
وجرت عمليات القتل العاجلة في الوقت الذي تقاتل فيه قوات مكافحة الإرهاب العراقية لتوسيع تواجدها في الأحياء الشرقية من المدينة.
ويقول ضباط إن تواجد أكثر من مليون مدني مازالوا يعيشون في الموصل أبطأ تقدمهم.
وبالنسبة لعائلات المفقودين فإن انتظار معرفة أخبار عنهم أمر لا يطاق تقريباً. وشن مقاتلو التنظيم حملة على الاتصالات مع العالم الخارجي وقاموا بحظر استخدام الهواتف المحمولة ومصادرة أطباق الفضائيات لمنع الناس من مشاهدة التقدم الذي أحرزته القوات العراقية. وعلى الجانب الآخر من القتال قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن جثث 5 من مقاتلي تنظيم الدولة تم التمثيل بها في حين أعدم أحد المقاتلين بعد استسلامه بعد صد الجيش ومقاتلي «الحشد الشعبي» هجوماً على القيارة جنوب الموصل. وقالت لاما فقيه نائبة مدير المنظمة لشؤون الشرق الأوسط «إن الحكومة العراقية عليها أن تتحكم في قواتها وتحاسب أفرادها إذا كانت تأمل في أن تكون لها اليد الأخلاقية العليا في القتال ضد «داعش»».
وأضافت أن «عدم إخضاع القادة والمسيئين للمحاسبة لا يبشر بالخير إزاء المعركة داخل الموصل». وقالت المنظمة في تقرير إن لقطات صورها مقاتل محلي وتحققت منها المنظمة أظهرت مقاتلين وهو يركلون جثثاً لمقاتلي «داعش» ويبصقون عليها. وأظهر فيديو رجالاً في ملابس عسكرية ومدنية وهم يحيطون بمقاتل تابع للتنظيم المتشدد ثم يطلقون عليه النار من مدى قريب.
وأظهرت شرائط فيديو أخرى جثثاً لأشخاص وهي مربوطة في مؤخرات شاحنات تجرها في حين أظهرت صور تحققت منها المنظمة جثثاً عارية ومعلقة من أرجلها وقد تلطخت بالدماء أو انتزعت أعضاؤها الداخلية.
وقالت فقيه إن التمثيل بالجثث أو قتل مقاتلين أو مدنيين بعد أسرهم هي جرائم حرب.