قصص كثيرة وصلتني تحكي عن معاناة المرأة البحرينية المطلقة وخيبتها في استحقاقها لوحدة سكنية منها سيدة فاضلة خلعت زوجها في المحكمة للضرر ووجدت نفسها بعد سنوات من الزواج بلا مسكن وعندما قصدت وزارة الإسكان ظناً أنها من الفئة المستحقة للوحدة السكنية أو الاستفادة من أحد المزايا، خرجت من مبنى الوزارة وهي تجر الخيبة والحسرة بدلاً من أن يشد أحد من أزرها ويساندها في مصيبتها.

من السهل أن يخرج علينا بعض المسؤولين ويصرح ويعطي المواطن وعوداً ترفعه إلى السماء ولكن في واقع الأمر لا الوعود أوفت ولا التصاريح كانت في محلها مجرد أوهام في الهواء لفئة تنتظر الإنصاف، بالفعل من يريد أن يحفظ كرامة المرأة البحرينية المطلقة عليه أن يبحث عنها وأن يبادر بحل مشاكلها الإسكانية، عليه أن يبحث عن الزوجات المعنفات حيث تخشى الزوجة الطلاق حتى لا ترمى في الشارع، إحدى المطلقات الصغيرات تقول: «بعد أن طلقها زوجها رفض أخوانها أن يستقبلوها في بيوتهم وتضيف، ««حفيت» من «المراكض» لبعض الجهات حتى استطاعت أن تجد لها مكاناً تستعيد به كرامتها».

الحكومة مسؤولة عن كل مواطن وعن كل امرأة بصفة خاصة لا يمكن أن تضع وزارة الإسكان معايير لفئة معينة من المستفيدات فقط يجب أن تشمل كل نساء البحرين المطلقات، الصغيرة والكبيرة العاملة وغير العاملة جميعهن سواسية في المعاملة ولا يمكن لوزارة الإسكان أن تعتمد على أبناء المطلقة في إيواء أمهاتهن في السكن، لأن هناك أبناء لم تثمر فيهم التربية والرعاية فهناك حالة من الحالات التي وصلتني لابن يأخذ من والدته معاشها الشهري البسيط جداً الذي يصرف لها من الشؤون الاجتماعية لأنه كما يقول لها بأنها تسكن عنده لقاء أجر وليس بالمجان. فهل تستحق الأم البحرينية أن تهان بهذه الطريقة؟ نعم هناك أبناء بارين والبعض يعتبر والديه عالة عليه، فلا يمكن أن تضمن هذه الأم المطلقة أو الأرملة بأنها ستعيش حياة سعيدة مع أبناء غير بارين، فهناك أبناء يتمنون موت أمهاتهم وهذا مؤلم جداً، وهذا ما لا نتمناه للجميع، مازلنا ننتظر أن يعيش كل بحريني بكرامة وعزة نفس، وواجبنا بأن نسرد معاناة البعض عل وعسى من يشفق عليهن.

* كلمة من القلب:

تشتكي لي سيدة كبيرة في السن بأنها كانت تسكن في شقة من شقق الإسكان لما يقارب 36 سنة وعندما تم إبلاغها من قبل وزارة الإسكان بترك هذه الشقة لدواعي الترميم، سألتهم إذا كانت الوزارة ستعطيها شقة بديلة ليأتي الرد القاسي من احد موظفي الوزارة «أنت لا تستحقين شقة»، «اذهبي إلى بيت حد أبنائك لتعيشي معه»، نعم، لقد وصل الحال إلى هذه القسوة وعدم الشعور بالآخرين حتى عند كبر سنهم، فالكلمة الطيبة صدقة، ومعاملة كبار السن يجب أن تكون بلطف وحنان، هذه السيدة الفاضلة تعيش الآن في بيت ابنها – في بيت من بيوت الإسكان – فهل هذا البيت يكفي للابن وأسرته الصغيرة أم للأم وخادمتها؟ علماً بأن أبناءها الآن لا يستطيعون زيارتها يومياً كما في السابق عندما كانت في شقتها ذلك أولاً لصغر البيت لأنه لا يسعهم مع أبنائهم عند الزيارة وثانياً الخشية من إقحامهم لخصوصية زوجة الأخ بالزيارات اليومية ناهيك عن حاجة هذه السيدة أيضاً لمساحة لخصوصيتها فهي تشتكي من التبول اللاإرادي وتخجل كثيراً عندما يشاهدها أحفادها الصغار أحياناً وهي تعامل مثل الطفل. تضيف بأنها تريد أن تعيش ىخر عمرها بكرامة وبعزة وبراحة في مكانها، فهذه السيدة لا تستحق أن تطرد من مكانها وتناشد بأن تسترد حقها في السكن.. فهل من مجيب؟ وللمقال بقية.