تفسيرات البعض بشأن مشاركة البحرين والسعودية والإمارات في بطولة كأس الخليج العربي التي ستقام في الدوحة، أن ذلك سيكون تمهيداً لإنهاء مقاطعة تلك الدول لقطر. لا أعتقد أنها تفسيرات دقيقة، فالمنطق يقول إن هناك شروطاً وضعتها دول المقاطعة وطالبت قطر بتنفيذها حتى تنهي مقاطعتها لها، ولكن لا يمنع أن تكون هذه البطولة هي خطوة أولى لنهاية تلك المقاطعة.
نعم، مشاركة الدول الخليجية الثلاث في «خليجي 24» في الدوحة هو قرار سياسي أقرب منه لقرار رياضي، ولكن هناك أيضاً خلافات لاتزال قائمة، ولم تحل بعد بين قطر، والدول الأربع المقاطعة لها، ولعل مشاركة دول الخليج العربي الثلاث في كأس الخليج العربي، هي بمثابة إعلان عن سلامة نواياها بشأن إنهاء المقاطعة مع قطر، خاصة وأن تلك الدول سبق وأن أعلنت مقاطعتها لهذا الحدث الرياضي الهام، ولكنها عادت، وأعلنت مشاركتها فيه، وهو تعبير عن صدق نوايا هذه الدول في عودة العلاقات مع قطر، ولا ننسى جهود الكويت في هذا الشأن وعمان أيضاً.
ووجود النية السليمة والرغبة الصادقة لإنهاء المقاطعة مع قطر ليس بأمر جديد على الدول الثلاث، فتلك النوايا موجودة قبل الإعلان الرسمي عن المقاطعة، حيث صبرت تلك الدول على قطر كثيراً وحاولت معها مراراً وتكراراً لتعود إلى صوابها وتتوقف عن تدخلاتها في شؤون تلك الدول ومعها مصر أيضاً، ورفضها التحريض وبث الفرقة والفتنة من خلال قناة الجزيرة القطرية، ورفضها احتضان قطر لجماعة الإخوان المسلمين التي يعلم الجميع أهدافها وأطماعها بشأن هوسها في السيطرة والاستحواذ على الدول والشعوب العربية، وعندما لم تجد الدول المقاطعة أي قبول وتجاوب من قطر، اضطرت إلى إعلان مقاطعتها لها.
ما يحدث الآن، هو أن النوايا السليمة لإنهاء المقاطعة صاحبها فعل، وهو مشاركة الدول الخليجية الثلاث في كأس الخليج العربي في الدوحة، وهي بوادر لرغبة صادقة تماماً في إنهاء الخلاف مع قطر، مع التأكيد على دور الكويت في الوساطة، وربما تكون هذه البادرة كويتية، فالجميع يشهد للكويت وأميرها حفظه الله جهوده الكبيرة والمخلصة في إنهاء المقاطعة وعودة المياه لمجاريها، ولعل عودة الدول الثلاث للمشاركة في دورة خليجي 24، هي ترجمة للجهود الكويتية، إلى جانب إظهار حسن النوايا بشأن إنهاء مقاطعة قطر، مع الأخذ في الاعتبار صلات الرحم بين الشعوب الخليجية وبالتأكيد بين قطر والدول الثلاث المقاطعة لها.
إن قطر الآن في اختبار حقيقي، فاحتضانها لخليجي 24 بمشاركة الدول الثلاث المقاطعة يجعل «الكرة في ملعب الدوحة»، فهي إما أن تقابل تلك النوايا الطيبة من الدول الثلاث بالخير من خلال تنفيذ الشروط التي طالبت فيها الدول الأربع المقاطعة، وتستغل حدثاً رياضياً هاماً لكل أبناء الخليج العربي، وتجعله بداية لعهد جديد من التقارب والمصالحة والعودة إلى حضنها الأصلي بين دول الخليج العربي، أو أن تترك الفرصة مرة أخرى تضيع من بين يدها، وتستمر في سياستها وأجنداتها التي تضر الدول المقاطعة وترفضها، وبالتالي تستمر مقاطعتها لقطر.
الجميع يرغب في عودة قطر إلى الحضن الخليجي، وإنهاء المقاطعة، وعلى قطر هنا أن تبادل حسن نوايا الدول الثلاث من خلال إعلانها مشاركتها في «خليجي 24» بنوايا طيبة ورغبة صادقة في عودتها إلى أشقائها، عبر تنفيذ ما هو مطلوب منها، وفي العادة فإن الأشقاء ينسون كل خلافاتهم ويرمونها وراء ظهورهم بمجرد تصالحهم وتصافي قلوبهم، لأنهم في النهاية أشقاء مهما كبر خلافهم، وعظمت مشاكلهم، وطالت مدة فراقهم، إلا أن عودتهم لبعض ينهي كل الشقاق بينهم، وهذا ما نأمله من قطر الدول الشقيقة والجارة للدول الخليجية الثلاث في المستقبل القريب جداً.
{{ article.visit_count }}
نعم، مشاركة الدول الخليجية الثلاث في «خليجي 24» في الدوحة هو قرار سياسي أقرب منه لقرار رياضي، ولكن هناك أيضاً خلافات لاتزال قائمة، ولم تحل بعد بين قطر، والدول الأربع المقاطعة لها، ولعل مشاركة دول الخليج العربي الثلاث في كأس الخليج العربي، هي بمثابة إعلان عن سلامة نواياها بشأن إنهاء المقاطعة مع قطر، خاصة وأن تلك الدول سبق وأن أعلنت مقاطعتها لهذا الحدث الرياضي الهام، ولكنها عادت، وأعلنت مشاركتها فيه، وهو تعبير عن صدق نوايا هذه الدول في عودة العلاقات مع قطر، ولا ننسى جهود الكويت في هذا الشأن وعمان أيضاً.
ووجود النية السليمة والرغبة الصادقة لإنهاء المقاطعة مع قطر ليس بأمر جديد على الدول الثلاث، فتلك النوايا موجودة قبل الإعلان الرسمي عن المقاطعة، حيث صبرت تلك الدول على قطر كثيراً وحاولت معها مراراً وتكراراً لتعود إلى صوابها وتتوقف عن تدخلاتها في شؤون تلك الدول ومعها مصر أيضاً، ورفضها التحريض وبث الفرقة والفتنة من خلال قناة الجزيرة القطرية، ورفضها احتضان قطر لجماعة الإخوان المسلمين التي يعلم الجميع أهدافها وأطماعها بشأن هوسها في السيطرة والاستحواذ على الدول والشعوب العربية، وعندما لم تجد الدول المقاطعة أي قبول وتجاوب من قطر، اضطرت إلى إعلان مقاطعتها لها.
ما يحدث الآن، هو أن النوايا السليمة لإنهاء المقاطعة صاحبها فعل، وهو مشاركة الدول الخليجية الثلاث في كأس الخليج العربي في الدوحة، وهي بوادر لرغبة صادقة تماماً في إنهاء الخلاف مع قطر، مع التأكيد على دور الكويت في الوساطة، وربما تكون هذه البادرة كويتية، فالجميع يشهد للكويت وأميرها حفظه الله جهوده الكبيرة والمخلصة في إنهاء المقاطعة وعودة المياه لمجاريها، ولعل عودة الدول الثلاث للمشاركة في دورة خليجي 24، هي ترجمة للجهود الكويتية، إلى جانب إظهار حسن النوايا بشأن إنهاء مقاطعة قطر، مع الأخذ في الاعتبار صلات الرحم بين الشعوب الخليجية وبالتأكيد بين قطر والدول الثلاث المقاطعة لها.
إن قطر الآن في اختبار حقيقي، فاحتضانها لخليجي 24 بمشاركة الدول الثلاث المقاطعة يجعل «الكرة في ملعب الدوحة»، فهي إما أن تقابل تلك النوايا الطيبة من الدول الثلاث بالخير من خلال تنفيذ الشروط التي طالبت فيها الدول الأربع المقاطعة، وتستغل حدثاً رياضياً هاماً لكل أبناء الخليج العربي، وتجعله بداية لعهد جديد من التقارب والمصالحة والعودة إلى حضنها الأصلي بين دول الخليج العربي، أو أن تترك الفرصة مرة أخرى تضيع من بين يدها، وتستمر في سياستها وأجنداتها التي تضر الدول المقاطعة وترفضها، وبالتالي تستمر مقاطعتها لقطر.
الجميع يرغب في عودة قطر إلى الحضن الخليجي، وإنهاء المقاطعة، وعلى قطر هنا أن تبادل حسن نوايا الدول الثلاث من خلال إعلانها مشاركتها في «خليجي 24» بنوايا طيبة ورغبة صادقة في عودتها إلى أشقائها، عبر تنفيذ ما هو مطلوب منها، وفي العادة فإن الأشقاء ينسون كل خلافاتهم ويرمونها وراء ظهورهم بمجرد تصالحهم وتصافي قلوبهم، لأنهم في النهاية أشقاء مهما كبر خلافهم، وعظمت مشاكلهم، وطالت مدة فراقهم، إلا أن عودتهم لبعض ينهي كل الشقاق بينهم، وهذا ما نأمله من قطر الدول الشقيقة والجارة للدول الخليجية الثلاث في المستقبل القريب جداً.