يحق لنا أن نفخر، حينما نرى قائد هذا البلد العزيز جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله يتوج المسيرة المئوية للشرطة البحرينية في الاحتفال المهيب يوم أمس، حمد بن عيسى الحامي الأول والمدافع الشرس الصلب عن بلاده البحرين وشعبه العزيز.

قائدنا الفذ رجل عسكري في نشأته، لكنه جمع الإنسانية التي لا سقف لها مع القوة والجسارة في الحفاظ على أمن بلده وحماية شعبه وكل مقيم على أرضنا الطيبة.

هو مهندس قوة دفاع البحرين، وهو بفكره المطور لكل المنظومات، وأهمها جهاز الشرطة البحرينية، ومنظومة وزارة الداخلية، هذه القلعة الهصورة برجالاتها وقياداتها من وزراء أفذاذ، بذلوا للبحرين عطاءً لا ينتهي، ابتداءً بسمو الشيخ محمد بن خليفة وزير الداخلية الأول الذي بذل جهوداً كبيرة في التأسيس والتعزيز ضمن منظومة البحرين المستقلة، وصولاً إلى رجل البحرين القوي الشيخ راشد بن عبدالله، قائد حماة الوطن، و«العيون الساهرة» على أمننا، والذي يمضي بقوة لتعزيز هذه المنظومة والارتقاء بها، بفضل الدعم الكبير من صاحب الجلالة، وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد.

نحتفل بمرور 100 عام على إنشاء الشرطة البحرينية، هذه المنظومة القريبة من قلب كل بحريني مخلص غيور على وطنه، هذه المنظومة التي بوجودها حفظ الله البحرين من كل الشرور الداخلية، ومن كل مساعي التدخلات الخارجية، ولأجل البحرين وأهلها ضحى عشرات الأبطال بأرواحهم، وخلدناهم في ذاكرتنا شهداء واجب تتطرز وزارة الداخلية بأسمائهم، فما أكبر فخر بأن تضحي لأجل الوطن، وتخلد في التاريخ كأحد أبطاله المخلصين.

مضى قرن كامل على التأسيس والبدايات، ونسير الآن باتجاه قرن آخر مليء بالتحديات، وكلنا أمل وعزم وجزم بأن رؤية ملكنا الغالي بشأن المنظومة الأمنية هي «الروح المحركة» لكل هذه الجهود، ولكل أفراد وزارة الداخلية، وكل منسوبي جهاز الشرطة، فالوطن أولاً وأخيراً، وأمنه وأمانه الغاية القصوى، ولأجل البحرين نثق بأن رجالات هذه الوزارة العتيدة هم بصدورهم من يقفون لحماية أغلى تراب، وأغلى وطن.

هل نحتاج لتكرار ذكر إنجازات شرطتنا طوال 100 عام؟! والله لا نحتاج، إذ يكفي الأمن والأمان والاستقرار الذي تعيشه البحرين لنعرف تماماً ما نجحت هذه المنظومة فيه، ولندرك أننا ندين لهؤلاء الأبطال، السابقين والحاليين واللاحقين بالكثير، فنحن من ننام ملء العين لأن عيونهم ساهرة، ولأن تضحياتهم جاهزة، ننام ونحن مطمئنون على البحرين لأن هناك أسوداً وأشاوس يراقبونها بحب ومسؤولية على مدار الساعة، ولن يقبلوا بأن تمس ذرة تراب فيها، أو يتضرر شخص يعيش على أرضها.

ملكنا العزيز يحق لك أن تفخر بما أسسه أجدادك الكرام، وبما رسخه والدك الراحل العظيم، وما مضيت أنت فيه جلالتك لتقوي هذه المنظومة وتعززها وتدعمها، يحق لك أن تفخر بما صنعته يداك، وبما ابتكره عقلك وفكرك المتقدم، ويحق لك أن تفخر بمن وثقت بهم من رجال قادوا هذه الوزارة، وبمن يسير اليوم على هداك، كزميل وأخ ورفيق درب مثل الشيخ راشد، ومن بعده رجاله البواسل. ويحق لنا كبحرينيين أن نفخر أشد الفخر، فشرطة البحرين هي العنوان الرئيس لـ «وطن آمن ومجتمع يسوده الأمان».

دامت البحرين عزيزة قوية في ظل قائدنا وابنها الأمين عليها الملك حمد، وبتضحيات وجهود رجالها البواسل، الذين يعجز الكلام عن إيفاء حقهم.