فجأة بدأ موضوع التحرش يأخذ مساحة في الإعلام الخليجي، فمنذ بداية هذه السنة خرجت علينا نساء خليجيات يروين بكل جرأة حوادث تحرش تعرضن لها في أماكن عامة كما نقلت لنا بعض المواقع الإخبارية بالصوت والصورة حوادث مماثلة حصلت في دول المنطقة في الأسواق والشوارع. والسؤال، لماذا يطرح موضوع التحرش وبهذه الكثافة الآن؟

تراودني شكوك أن ظهور النساء للحديث عن مواقف تحرش تعرضن لها - قد تكون من نسيج خيالهن - أمر مدبر ومدعوم من جهات لديها أجندة يسارية أو نسوية معوجة تنشط مع دخول إدارة ديمقراطية إلى البيت الأبيض، خاصة الفيديو الأول الذي شجع على سلسلة من الفيديوهات المشابهة والذي سجلته ونشرته ناشطة سوشال ميديا - أصولها ما بين خليجية وأمريكية - كانت قد خلعت الحجاب قبل فترة.

وأرى أن طرح موضوع التحرش في هذا الوقت بالذات و من خلال «المؤثرين» في السوشال ميديا هدفه اختلاق قضايا اجتماعية وتضخيمها لتصبح قضايا رأي عام من أجل أن تبدأ جماعات اليسار، وما ينضوي تحتها من منظمات وحركات، في الضغط على دول الخليج لتبني قوانين نابعة من مفاهيم غربية بحتة. أسلوب فيه شيء من الذكاء؛ إن صحت هذه التنبؤات!

وسبق أن حذرت من تضخيم موضوع التحرش ووضحت أن طريقة معالجة التحرش الحالية في الغرب فيها ظلم كبير يقع على الرجل وتعاطف مبالغ فيه مع المرأة. والمعروف أن التحرش سلاح تستخدمه الحركات النسوية المتعجرفة لإلصاق تهم مثل عدم التحضر وقلة الأدب وسوء السلوك على الرجال. وقد قطع الغرب «مجبراً» شوطاً كبيراً في تأييد وجهة نظر الحركات النسوية وأصبح يدين الرجال «عمياني» ويغرمهم غرامات مالية ضخمة ويطردهم من أعمالهم مع أبسط شكوى تحرش حتى لو لم يكن الفعل مقصوداً فعلاً.

وبشكل عام فإن مجتمعاتنا الخليجية حتى اليوم منصفة في التعامل مع التحرش فهي تدين الفاعل - غالباً ما يكون الرجل - لكن في نفس الوقت توبخ الطرف الآخر، أي المرأة، وتحملها مسؤولية كبيرة في وقوع حادثة التحرش وتحثها على الاحتشام ولبس المستور وعدم لفت الأنظار. أما هناك فالرجل دائماً مدان ولا يتم التطرق لفعل الطرف الآخر ومساهمته في حدوث التحرش حتى لو تعرى وأثار الغرائز بل يشجعه على ذلك من باب الحرية الشخصية وهذا دليل على اختلال الميزان!