في رد متأخر، رفض الرئيس اللبناني هجوم حزب الله على البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.

ويأتي موقف عون تعقيبا على ردود فعل منتقدة لموقف الراعي عبر حملة ضده على وسائل التواصل الاجتماعي وصلت حد التخوين، كما ووزع مناصرو المليشيات صورة للراعي واضعين المشنقة حول رقبته.



والأسبوع الماضي، شهد لبنان أحداثاً أبرزها مصادرة أهالي بلدة شويا في قضاء حاصبيا راجمة صواريخ لحزب الله، بالاضافة إلى هجوم زعيم المليشيات حسن نصرالله على المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.

كما شهد موقفاً متقدماً من البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي دعا الجيش اللبناني للتدخل فوراً ومنع إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية، مندداً بوضع قرار الحرب والسلم بيد جهة مسلحة، ما استتبع بهجمة شرسة من "حزب الله" عليه.

وفي موقف متأخر بالتوقيت، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، في اتصال مع الراعي أن "التعرض للمقام البطريركي وشخص البطريرك مدان ومرفوض"، مشددا على أن "حرية الرأي والتعبير مصانة بالدستور، وأي رأي آخر يجب أن يبقى في الإطار السياسي، ولا يجنح إلى التجريح والإساءة".

ويأتي موقف عون بعد انتقادات حادة وجهت للرئاسة لعدم إبداء موقف بوجه هجمة "حزب الله" على البطريريكية المارونية وشخص البطريرك.

وتعتبر البطريركية هي غطاء رئيس الجمهورية المسيحي.

وفي السياق نفسه، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "لو أن الظروف التي تهيأت في شويا تهيأت في مكان آخر، لكنا رأينا ردة الفعل نفسها، وأهل شويا ليسوا عملاء بل هم مجموعة قرويين يبحثون عن لقمة عيشهم”.

وأضاف جعجع في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، أن "المعادلة التي تنادي بها يا سيد نصرالله منذ 30 عاماً لم تبق سوى لدى محيطك المباشر، وأغلبية اللبنانيين لا يريدونها، وما حصل في شويا ليس عمالة ولا خيانة".

وتابع: "أصدق كلام ممكن أن تسمعه يا سيّد نصرالله جاء من قرويين يزرعون ليعيشوا، والناس قالت نفس الأمر في كل لبنان خلال الانتفاضة الشعبية وتعبت من معادلتكم".

وشدد جعجع على أن الحملة على البطريرك بشارة بطرس الراعي أمر غير مقبول، وقال: "لا تستطيعوا أن تقمعوا أي أحد"، مشيراً إلى أن “أسوأ أيام الحرية في لبنان هي بزمن حزب الله".

وعن انفجار مرفأ بيروت، أوضح جعجع أن "الانفجار هو محاولة لتفجير الحياة بلبنان ككل، وبالنسبة لي هذا الانفجار هو عملية إبادة جماعية".

ولفت إلى أنه "مخطئ مَن يظنّ أنّ انفجار المرفأ تسبّب به المسلمون وضحاياه كانوا من المسيحيين، فالصحيح أنّنا كلّنا تسبّبنا به وكلّنا ضحاياه".

وتوجه لنصرالله قائلاً: "ألم تسمع بحياتك بسرية التحقيق؟ وكيف تسمح لنفسك بالقول إن هذا التحقيق مسيس؟"، مؤكدا "أننا لن نهدأ حتى تتبين كافة الحقائق بانفجار المرفأ".

وأردف جعجع: "نعلم تماماً أن مسؤولين من حزب الله تواصلوا مع بعض المتهمين وطلبوا منهم عدم الحضور للاستماع إليهم من قبل القاضي طارق بيطار، معتبرا أنها محاولة "تكسير رجلين لقاضي التحقيق".