بطبيعتنا البشرية يتعرض الإنسان للقلق والخوف كمشاعر يعجز أحياناً عن التحكم بها، وقد يعرضه ذلك لحالة نفسية مؤقتة أو مزمنة بسبب ضغوط كثيرة في العمل أو المنزل أو بسبب ما يمر العالم به في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، وما صاحب الجائحة من مخاوف وقلق كفيل بأن يعيش البعض في اضطرابات نفسية متفاوتة وعدم استطاعتهم التكيف مع الوضع الراهن، ولحسن الحظ فإن مجتمعنا يتمتع بثقافة عالية لطلب المساعدة وزيارة الطبيب النفسي للمشورة أو البدء في العلاج المبكر.تواصلت مع مستشفى سلوان للطب النفسي للرد على بعض الاستفسارات الخاصة بآثار فيروس كورونا على الصحة النفسية، وبينت الأستاذة خديجة العويناتي اختصاصية العلاج النفسي الإكلينيكي بمستشفى سلوان للطب النفسي حول الحالات التي استقبلها المستشفى بسبب الجائحة بأن كثيراً من الحالات زارت العيادة النفسية بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) إما بسبب صعوبات التكيف مع المرض أو بسبب الخوف والوسواس منه، والبعض الآخر احتاج لزيارة العيادة النفسية بعد الإصابة بالفيروس نتيجة أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة أو اضطرابات الخوف والقلق وكذلك اضطرابات النوم، وبينت الأستاذة خديجة أن المستشفى استقبل مراجعين بسبب المشكلات النفسية الناجمة عن انتشار الجائحة، وذلك إما بازدياد أعراض الاضطراب النفسي الذي كانوا يعانون منه سابقاً أو بسبب ظهور أعراض اضطرابات نفسية أخرى جديدة وأوضحت أن المشكلات النفسية نشأت بسبب الخوف من الإصابة بالمرض أو الخوف من تكرار الإصابة بالفيروس، بالإضافة إلى الخوف من الأعراض الصحية والجسدية، كما أن اضطرابات التكيف التي تسبب أعراض قلق واكتئاب نتيجة العزلة الاجتماعية التي فرضتها الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الجائحة.مستشفى سلوان للطب النفسي لجأ أحياناً لتقديم خدمات الرعاية النفسية من استشارات وجلسات علاجية عن طريق الهاتف وبرامج مكالمات الفيديو عبر الإنترنت لدواعي الصحة والسلامة، وقد استفاد منها شريحة كبيرة من المراجعين في داخل البحرين وخارجها من دول عديدة ولا سيما دول الخليج العربي، وأوضحت الأستاذة خديجة العويناتي أنه لا يزال البعض يراجع العيادة النفسية بسبب الجائحة، ولكن الأسباب اختلفت؛ ففي بداية انتشارها كانت غالبية الأعراض هي الخوف والقلق والصدمة، أما في الوقت الحالي فهي أعراض الاكتئاب والقلق الاجتماعي.ما يميز مستشفى سلوان للطب النفسي بجانب الطاقم الطبي وخدماتهم والرعاية النفسية المتميزة هو التصميم الداخلي للمستشفى واختيار الألوان والديكور واللوحات بدقة تتناسب مع حالة المريض النفسية وما يعكس ذلك من ارتياح عند زيارة المستشفى، وهذا في غاية الأهمية كجزء من العلاج.طلب الدعم النفسي ليس عيباً ولا يعني أن الشخص مجنون أو مريض؛ فأحياناً نحتاج إلى الفضفضة والتوجيه، وهنا يأتي دور الطبيب أو الاختصاصي النفسي لترتيب نمط الحياة ومساراتنا الحالية والمستقبلية وما مررنا به خلال الجائحة، وخصوصاً أنه في بدايات ظهور الفيروس ليس بالسهل علينا وعلى أبنائنا، نحن شعب مثقف وواعٍ أن الحالة النفسية مهمة كاهتمامنا بمطالب أخرى.