خولة الهاجري
منذ زمنٍ ليس ببعيد، كنت أعتقد أن الإنسان حين يعتاد الأمل سيتعايش معه ولن توجعه الانكسارات مهما عظمت، هيأ لي حينها أنني آمنة ! لكن، بما أننا في الدنيا –الفانية– فكل اعتقاداتنا سوف تتغير، خصوصاً مع تسارع الأيام، وتقارب الزمان، كبرنا .. وأدركنا أن السنوات لا تُزهر لوحدها.. نحن من نزرع فيها بذور النجاح ونسقيها في كل مرة!
كثيرون هم...
لوهلة تظن أن ما تمر به حلم سينتهي عما قريب .. ثم تكتشف فجأة أنك تواجه تيار التغييب والتغريب .. تصاب بالذهول، ويكتنف مصيرك الغموض، والعاقل من يلجأ إلى المنطقة الرمادية لتقبل الأمرٍ، والتعايش مع الواقع الجديد .. تلجأ لها وأنت تعلم أنها ليست منطقتك حتى إنها لا تشبهك على الإطلاق .. لكن تقبُّل الواقع – في هذه الحالة – لا يعني الاستسلام...
ها هي جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي تعود بحلّتها السنوية المميزة، لتنطوي على صور مضيئة تعكس جذور النشأة الحضارية التي قامت عليها مملكة البحرين، وسمات شعبها المعطاء، الذي شكّل على امتداد التاريخ نموذجاً للتكافل المجتمعي والعطاء الخيري.وقد شكّلت الجائزة على مدار 14 عاماً امتداداً للنهج الإنساني والرؤية...
عندما يتعلّق الأمر بدائرة الأصدقاء الضيقة التي لم تعد تتّسع للكثير، يتّضح لك جلياً أن لدى الإنسان شعوراً فطرياً للتقليل من شأن الآخرين والنيل من توهّجهم وسطوعهم، لكن مع ازدحام هذا الكائن بالكراهية يستسلم حين يرى الشخص يسير بثقة وإصرار نحو وجهته ولا يكترث لثرثرة الآخرين. أقوى سلاح تواجه به هؤلاء الناس هو أن تسير بخطىٍ ثابتة، أن...
مثل شعبي يختصر عليك الكثير من العبارات، ويريحك من كثرة الشرح والتفصيل، بل يختصر فلسفة عميقة حول قيمة الوقت والجهد في مجاراة الحمقى أو "التافهين".وهو أيضاً يدعونا للتفكر في حقيقة الحياة وأهمية توجيه طاقاتنا نحو ما يستحق أن نناضل من أجله، ونفوز به.كثير من المعارك الهامشية في حياتنا لا تستحق الخوض فيها، وخصوصاً عندما تعرف قدر...
من الجميل حقاً أن نتمكن من تشكيل ثقافة تقبلنا للحياة بهذه الطريقة.. أن نتغلب على كوننا بشر.. نحب الإطراء ونميل إلى الثناء .. إما لمعروفٍ صنعناه أو لخيرٍ قدمناه – وكلاهما عند الله إحساناً – لكن كيف يصل الإنسان إلى هذه المرحلة؟ كيف يكبر؟ وبماذا؟الإنسان يكبر بالتجارب.. يكبر بالمعرفة.. بالعلاقات.. ومنها يكسب الحصانة والثقة، وهذا كفيل...
إذا كان النبي –والملائكة تحفه من كل اتجاه– لم يتماسك للحظات حين تحولت "عصاه" إلى ثعبان عملاق، فما حال من تناولوا قصصه بعد آلاف السنين. شتان بين العصا والثعبان، تلك العصا التي بدأت بـ "أتوكأ عليها" وانتهت بـ "ولي فيها مآرب أخرى". لقد ارتبط الظهور الأول لتلك العصا بسؤال من الله "وهو العليم": وما تلك بيمينك؟ إنه يعلم! ولكنه يثير لدى...
زاد الحديث مؤخراً عن المخدرات في المجالس المغلقة والمفتوحة، وبيوت العزاء، وصالات الأفراح، في كل مكان الناس يشغلها الانتشار المرعب للمخدرات "الرخيصة"، التي أصبحت تشكل إرهاباً يطرق أبوابنا جميعاً. تشير توقعات وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إلى أن المخدرات أحد أكبر التهديدات للأمن القومي خلال عام 2024م، وذلك حسب التقرير الذي نشرته...
منذ وقت ليس ببعيد كنت أظن بأن الصامتين هم وحدهم الذين ينامون كمداً حين لا يجدون من يسمعهم، ولكنني أدركت مؤخراً أن الصامتين في الحقيقة لا ينامون.. فضجة الكلمات تقض مضجعهم كل ليلة. نصمت وفِي أصابعنا الكثير من الكلمات تتجمع ضجراً في كل مفصل متمنيةً البوح ولا تفعل.. لنعلم كيف تولد الكلمات يتيمة في قلب كاتبها وينشأ الحرف مشرداً في...
عند الحديث عن التاريخ العريق للمنظمات غير الربحية وعطاءاتها المتجددة لابد لنا أن نستدل بالعهد الذهبي للمجتمع المدني في ظل المسيرة الإصلاحية المباركة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والاهتمام الذي أولته وتوليه مملكة البحرين بالقطاع غير الربحي، إذ نص دستورها في المادة السابعة...
مثل شعبي قديم يضرب للتعبير عن خيبة أمل تأتي من تحقيق نتائج عكسية ومعيقة خلافاً للتي كان قد خُطط لها ورغب بها، وهو يصف لسان حال حكومة نتنياهو التي تعيش أسوأ حالاتها بحلول لعنة العقد الثامن والذي ترجع فكرته إلى رواية المؤرخين حول تاريخ الوجود اليهودي السياسي في فلسطين. ربما كان الإعلان الأحمق لنتنياهو في عام 2017م بضرورة العمل على...
لا ندري، ونحن في نهاية هذا العام العصيب، هل حان الوقت لتسجيل تلك التفاصيل التي أحدثها فينا؟ أم أن تفاصيل الحرب على غزة تتصدر مشهد العام كاملاً! لن نكتب عن الحرب وأعداد الموتى والقبور؛ بل عن ذلك الوجع الذي تعانيه البشرية وهي تتابع محصلات الموت؛ عن تلك المخاوف النفسية التي هزمت الكثير، أكثر مما هزمتهم الحرب. لن نتحدث عن آثار هذه...