author

 وليد شنيكات
وليد شنيكات
وليد شنيكات

العطور.. شخصياتنا الخرافية

تماماً كما هي النغمات تحرّك الذكريات وتحرّض على التدفق الغزير في الذائقة، أيضاً هي مستحضرات العطور التي نحرص دائماً على اقتنائها في خزائننا ومكاتبنا وسياراتنا تمثل مهاميز وأحاسيس تواقيتية بذيوعها عن الجسم المتحفّز للإقبال والاشتباك مع كلّ ما هو استثنائي وجديد. ولك أن تتخيّل شكل الحياة من دون رائحة عطر فواح نستدلّ بها على معنى...

النيابة العامة.. عشرون عاماً من الإنجاز الوطني

تحتفل النيابة العامة يوم غد الأربعاء بمرور عشرين عاماً على تأسيسها. هذا شيء مهم في إبراز الصورة الناصعة للدور الذي تضطلع به هذه المؤسسة الوطنية في البناء الوطني وتعزيز روابطه كافة اجتماعياً وسياسياً وكذلك اقتصادياً، فالقضاء المستقل العادل دائماً هو العمود الفقري في الحفاظ على سيادة القانون إضافة إلى حماية الحقوق والحريات...

حرق المصحف.. تداخل السياسي بالديني!

مادام هناك من يظن أن في تشويه صورة الإسلام والتجرؤ على مقدساته من حرق وتمزيق للقرآن الكريم إلى نشر الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمام عدسات الكاميرات مسلكه في الوصول إلى السلطة أو الشهرة، فحتماً قطار الكراهية والازدراء لن يتوقف أبداً، وستظل الشعوبية السياسية سائرة في هذا الدرب طالما أن هذه الأفعال تحقق لها...

حياتنا الجديدة التي لا تَكنُّ ولا تَنامُ

لا يُمكن وصف الراحة التي نشعر بها حينما تطلّ علينا الشمس بكامل كبريائها المتدفق من بين نهار ضبابي طويل. تخلع عنها رداءها الفخم باستحياء كأنها تخبرنا: هيّا تعالوا ها أنا جئتكم من الأفق البعيد. يتفكّك ضوؤها فوق الأشياء المحيطة وتضيء ما حولنا، ويظهر كلّ شيء على طبيعته البِكر، ولنتحرّر من الشعور بالثِقل والخَواء اللذين لازمانا...

يا عمَّنا البحر.. كم تعبنا وكم بكينا

وأنت تتأملُ شريطَ الذكريات وتستفتحُ أبوابَ الحنينِ التي بداخلك مع صديقك البحر لا تزال تسكنك تفاصيل الصُحبة ولحظات الاستماع والاستمتاع بكلّ ما فيهما من أشواق وأحزان، هدوء وصخب، تبرُّم وانشراح. عالم آخر، غير أن ثمّة تشابهاً كبيراً بيننا، نحن وهو، ألا يقع الشبيه على الشبيه. كم من صُحبة تبدّدت وعلاقات حميمية انفرط عَقدها وصارت في...

لولا اعوجاج القوس

دائماً هناك جوانب مضيئة ومشرقة في حياتنا خاصة مع أولئك الناس الذين نعيش بقربهم ونتنعّم بالوصل معهم، وإن كان لديهم شيء من الزّلات أو الأخطاء، غير أننا لا نشعر بهذه النعمة الرغيدة على الوجه التام، أو نتفطن إليها إلا بعد رحيل أحد الرُفقة أو عند تَقلُّب الأحوال. هؤلاء قد يشبهوننا وفيهم شيء من الذات والنفس، وبالمقابل هناك من نختلف...

"ديكتاتورية" مواقع التواصل الاجتماعي

لا شيء يفصل بين حرية التعبير المُطلقة، والعبث بخصوصيات الناس، كلاهما وجهان لعملة واحدة، أو قُل مفسدة مطلقة، قولاً واحداً. شكلت وسائط الاتصال الحديثة على اختلاف أنواعها، عصراً ذهبياً من النادر أن يتكرر، ذلك أنها أتاحت فرصاً غير مسبوقة في التعبير السريع لا يمكن تخيلها، فالمعلومة التي تنبثق الآن بصرف النظر عن أهميتها فإنها تشتعل...

حتى لا نخسر أخلاقنا..

عادةً ما يكون اكتساب صديق جديد تجربة لا تُنسى، وبالنسبة لي أعتبرها فرصةً تستحقّ الاحتفاء، وهي أيضاً ذكرى فريدة من نوعها ينبغي البناء عليها وصيانتها من معكّرات الصفو العام التي أصبحت جزءاً من حياتنا، وبالكاد يسلم منها أحد. لا أُفضِّل الحديث عن التحوّلات البنيوية في عقليتنا الاجتماعية، وما طرأ عليها من تراجع في المُحدّدات...

برزخ العمر

ما أعجب ما يحدث للإنسان عندما يتقدم به العمر ويدخل عتبة الكهولة، وتبدأ أيامه تتلاشى أمامه، وتنعدم واحداً واحداً، وهو في غفلة منها، تماماً مثلما تتسرب حبات الرمل الصغيرة من بين أصابع اليد. الثواني والدقائق والساعات في مسيرته الطويلة تخذله فجأة من دون أن يتفطن لها وتصير سِفراً في ملكوت الذاكرة، وجزءاً من رماد السنين بعد أن كانت...

الدَّرس المقدَّس في الحرب الأوكرانية

تدخل الحرب الروسية على أوكرانيا، أو للدقة، الحرب بين الغرب وروسيا وساحتها أوكرانيا، شهرها الخامس. ولعلّ الدرس الأبرز الذي يُمكن استخلاصه وينبغي أن يستحوذ على اهتمامنا من هذه الحرب هو كيف تحوَّل الغرب برمّته إلى كتلة واحدة للدفاع عن أمنه القومي ووجوده أمام عدوه اللدود روسيا. رأينا كيف تخلّت ألمانيا عن سياسة الحياد المُتمثلة...

فلمَّا كَبُرَ تَمردَ

أربعون عاماً وهي عاقر، تلهث خلف سراب الولادة التي لم تأتِ رغم ضياع العمر. تتمنى المسكينةُ أن تحمل بولدها الذي سيعينها على «كَبرَتها»، ويؤنس وحشتها خاصة بعد أن قررت التقاعد من وظيفتها، وإمعان زوجها في إهمالها، حتى صار يقرفها ولا يطيق سماع صوتها، ولا يعود إلى المنزل إلا في آخر الليل، حتى أنه لم يعد يعنيه إن هي حملت بولده أم لم...

مشاعر مصطنعة

تتمتّع وأنت تنثر مشاعرَك النبيلة على من حولك بسخاء، وتتشابك عواطفك الغامرة مع محيطك بلهفة، فأنت «معدنُك» نادر في هذا الزمن الذي لم يعد كما تُحبّ وتشتهي. تحاول أن تكسّر مرايا إبليس عن وجوه إخوانك الذين لم تلدهم أمُّك، وتفطمهم عن لبن الزّيف ودهاء الرّوح الماكرة، و«تقيّة» الأخلاق الدارجة كالنّار في الهشيم. تجفف العيون الملأى من...