عادةً ما يكون اكتساب صديق جديد تجربة لا تُنسى، وبالنسبة لي أعتبرها فرصةً تستحقّ الاحتفاء، وهي أيضاً ذكرى فريدة من نوعها ينبغي البناء عليها وصيانتها من معكّرات الصفو العام التي أصبحت جزءاً من حياتنا، وبالكاد يسلم منها أحد.
لا أُفضِّل الحديث عن التحوّلات البنيوية في عقليتنا الاجتماعية، وما طرأ عليها من تراجع في المُحدّدات القيمية التي بُنيت عليها منظومة الأخلاق، ذاك أن ثمّة ملفاتٍ أساسيةٍ عديدةٍ في حياتنا تقف وراء هذا الانهيار وما تَسبَّبَ به من أزمات وتصدّعات في جدار علاقاتنا الإنسانية مازال الجميع يدفع ثمنها.
عموماً، الصداقة الجديدة تعني حياةً جديدةً ملؤها الأمل والرجاء، وأن المجتمع بخير، ولم يلفظ أنفاسه، رغم توالي النكسات النفسية ومُكدّرات الوئام. ما أحوجنا إلى بناء ذواتنا الإنسانية والتعايش على قاعدة السّلام السعيد الذي شكّل حياتنا الأولى في أزمنة مازلنا نتوق إليها، ونرجو أن تمتد.
يوجد داخل كل واحد منا مقدارٌ من الجمال لا ينبغي تدميره حتى يبقى الأبهى والأنبل من أمامنا وليس من ورائنا، ولنبادرْ إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، وألا نستسلم لأصنام النفس. فصنم النفس الأمّارة بالسوء التي نعبدها من دون أن ندري، دائماً ما يُعيدنا إلى جاهلية الأفكار البعيدة والأزمات المُصطنعة. وأقول لا نستسلم كي لا يمضي العمر هَدَراً، وتضيع الحياة ونحن في غفلة.
دعونا نتذكر دائماً أن مداواة الجراح العميقة لا تكون إلا بمزيد من المحبة والتعايش والتلاقي، وأيضاً التطّلع لما هو أجمل حقاً، ذلك أن حديقة العمر النضرة التي ألفناها وخبرنا بهاءها، فيها كثير من ثمار المواساة والمصالحة مع النفس قبل الآخرين، غير الحزن والانكسار، الذي ندفع ثمنه في أحايين غير معدودة.
أقول قولي هذا وأنا في حَيرة من أولئك الذين يتشبثون بزيف الطبائع وقبيح الصنائع ليزلفوا وليتقربوا، عُدَّتُهم غش ودهاء ومكر وخديعة رغم ما لديك أنت من صدق المشاعر وصفاء السريرة، هل يستويان مثلاً؟ لا عجبَ، فالصديق الجديد قد يتغيّر ويتقلّب كذلك من بياض النهار إلى سواد الليل مرة واحدة، فثمّة شرائحُ عديدةٌ في مجتمعاتنا تسلك هذا المسلك وتظنّ أنها تُحسن صنعاً، وللأسف فإن هذا النوع من الناس مازال يحظى بالمكانة العالية والشعبية الجارفة.
عجباً من هؤلاء البشر وهم يحاولون جاهدين أن يدفعوك دفعاً لأن تُبدِّل طبعك وطباعك وأن تسير وفق منهجهم وأهوائهم متخلّياً عن شخصيتك الرفيعة التي فطرك الله عليها، وربما هي من أصعب اللحظات والمحطات التي قد تواجهك في حياتك، مثلما يقول وليم شكسبير: «أصعب معركة في حياتك هي عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً آخر».
وليتهم يكتفون بذلك، فكلّهم أو جلّهم، إن لم يرقَ لهم رأيُك أو حُسنُ تدبيرك أغلظوا لك النقد وشنَّعوا عليك في المجالس، حتى إذا استقمتَ لهم وداهنت وهادنت بالرأي والمشورة كنتَ عندهم قريباً مكيناً، ولهم فصل الخطاب من بعدك، وهؤلاء والله زَبَدٌ جفاء تعرفهم بلحن القول، لكن لا يغرَّنَك تقلُّبَهم، فارتقِ بنفسك وأكرم سمعك عمّا يقولون، وفي نفس الوقت حذارِ أن تستكبر أن تمدّ يدك إليهم حتى لا تقع المنازعة والمخاصمة فتلك أمانيُّهم، لا تتوانَ عن إطلاق كلمة الحق.
لا تهِن أو تَضعُف، وابقَ على سجيّتك التي هي مُنبتك وأصلك، وعامل الآخرين بما أنت أهله لا بما هم أهله، حتى لا تخسر ذاتك، وتذهب نفسك عليهم حسرات، فقط كفكف دموعك، وأَبعِدْ عنك الأصوات الناشزة حتى تظلَّ الصُحبةُ باقيةً والودُّ مُقيماً.
صدقوني هذه ليست سلوى العاجز، أو مُداراة السفيه بالحِكمة كما يُقال، ولكنها دعوةٌ فُضلى إلى بسط اليد بصدق لترميم ما علق بعلاقاتنا من حسد وغِش وتباغض، وتوسيع مساحة النقاش والتقارب وإشاعة الحب الصادق بيننا.. ما لكم كيف تحكمون!
لا أُفضِّل الحديث عن التحوّلات البنيوية في عقليتنا الاجتماعية، وما طرأ عليها من تراجع في المُحدّدات القيمية التي بُنيت عليها منظومة الأخلاق، ذاك أن ثمّة ملفاتٍ أساسيةٍ عديدةٍ في حياتنا تقف وراء هذا الانهيار وما تَسبَّبَ به من أزمات وتصدّعات في جدار علاقاتنا الإنسانية مازال الجميع يدفع ثمنها.
عموماً، الصداقة الجديدة تعني حياةً جديدةً ملؤها الأمل والرجاء، وأن المجتمع بخير، ولم يلفظ أنفاسه، رغم توالي النكسات النفسية ومُكدّرات الوئام. ما أحوجنا إلى بناء ذواتنا الإنسانية والتعايش على قاعدة السّلام السعيد الذي شكّل حياتنا الأولى في أزمنة مازلنا نتوق إليها، ونرجو أن تمتد.
يوجد داخل كل واحد منا مقدارٌ من الجمال لا ينبغي تدميره حتى يبقى الأبهى والأنبل من أمامنا وليس من ورائنا، ولنبادرْ إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، وألا نستسلم لأصنام النفس. فصنم النفس الأمّارة بالسوء التي نعبدها من دون أن ندري، دائماً ما يُعيدنا إلى جاهلية الأفكار البعيدة والأزمات المُصطنعة. وأقول لا نستسلم كي لا يمضي العمر هَدَراً، وتضيع الحياة ونحن في غفلة.
دعونا نتذكر دائماً أن مداواة الجراح العميقة لا تكون إلا بمزيد من المحبة والتعايش والتلاقي، وأيضاً التطّلع لما هو أجمل حقاً، ذلك أن حديقة العمر النضرة التي ألفناها وخبرنا بهاءها، فيها كثير من ثمار المواساة والمصالحة مع النفس قبل الآخرين، غير الحزن والانكسار، الذي ندفع ثمنه في أحايين غير معدودة.
أقول قولي هذا وأنا في حَيرة من أولئك الذين يتشبثون بزيف الطبائع وقبيح الصنائع ليزلفوا وليتقربوا، عُدَّتُهم غش ودهاء ومكر وخديعة رغم ما لديك أنت من صدق المشاعر وصفاء السريرة، هل يستويان مثلاً؟ لا عجبَ، فالصديق الجديد قد يتغيّر ويتقلّب كذلك من بياض النهار إلى سواد الليل مرة واحدة، فثمّة شرائحُ عديدةٌ في مجتمعاتنا تسلك هذا المسلك وتظنّ أنها تُحسن صنعاً، وللأسف فإن هذا النوع من الناس مازال يحظى بالمكانة العالية والشعبية الجارفة.
عجباً من هؤلاء البشر وهم يحاولون جاهدين أن يدفعوك دفعاً لأن تُبدِّل طبعك وطباعك وأن تسير وفق منهجهم وأهوائهم متخلّياً عن شخصيتك الرفيعة التي فطرك الله عليها، وربما هي من أصعب اللحظات والمحطات التي قد تواجهك في حياتك، مثلما يقول وليم شكسبير: «أصعب معركة في حياتك هي عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً آخر».
وليتهم يكتفون بذلك، فكلّهم أو جلّهم، إن لم يرقَ لهم رأيُك أو حُسنُ تدبيرك أغلظوا لك النقد وشنَّعوا عليك في المجالس، حتى إذا استقمتَ لهم وداهنت وهادنت بالرأي والمشورة كنتَ عندهم قريباً مكيناً، ولهم فصل الخطاب من بعدك، وهؤلاء والله زَبَدٌ جفاء تعرفهم بلحن القول، لكن لا يغرَّنَك تقلُّبَهم، فارتقِ بنفسك وأكرم سمعك عمّا يقولون، وفي نفس الوقت حذارِ أن تستكبر أن تمدّ يدك إليهم حتى لا تقع المنازعة والمخاصمة فتلك أمانيُّهم، لا تتوانَ عن إطلاق كلمة الحق.
لا تهِن أو تَضعُف، وابقَ على سجيّتك التي هي مُنبتك وأصلك، وعامل الآخرين بما أنت أهله لا بما هم أهله، حتى لا تخسر ذاتك، وتذهب نفسك عليهم حسرات، فقط كفكف دموعك، وأَبعِدْ عنك الأصوات الناشزة حتى تظلَّ الصُحبةُ باقيةً والودُّ مُقيماً.
صدقوني هذه ليست سلوى العاجز، أو مُداراة السفيه بالحِكمة كما يُقال، ولكنها دعوةٌ فُضلى إلى بسط اليد بصدق لترميم ما علق بعلاقاتنا من حسد وغِش وتباغض، وتوسيع مساحة النقاش والتقارب وإشاعة الحب الصادق بيننا.. ما لكم كيف تحكمون!