مادام هناك من يظن أن في تشويه صورة الإسلام والتجرؤ على مقدساته من حرق وتمزيق للقرآن الكريم إلى نشر الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمام عدسات الكاميرات مسلكه في الوصول إلى السلطة أو الشهرة، فحتماً قطار الكراهية والازدراء لن يتوقف أبداً، وستظل الشعوبية السياسية سائرة في هذا الدرب طالما أن هذه الأفعال تحقق لها شيئاً من مبتغاها.
ربما من الأشياء التي تثير امتعاضك عندما يجبرك الآخر أن تدافع عن قضية هي أكبر من الجميع ولا تحتاج أصلاً إلى دفاع وحمية وهذا يرجع إلى سبب واحد أن الله تعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم فهو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: «إنَّا نَحن نزّلنا الذّكر وإنَّا له لحافظون». انتهينا نقطة وسطر جديد.
تبقى مسألة «الأنا» المستفحلة في الذات الغربية التي تطل علينا دائماً في المناسبات والأحداث العالمية ولا تجد متكأ ولا فرصة للانقضاض إلا من خلال الاستهزاء بالأديان ووصمنا بالتخلف والانحطاط فيما هم أهل الصفاء والنقاء. هذه «البارانويا» الغارق فيها الغرب هي أسّ البلاء ومن شأنها تسميم علاقات البشرية ببعضها ونسف أي بوادر للتعايش واحترام الآخر.
بسبب خطاب الكراهية هذا تقع أحداث وخسائر فادحة لا أحد مستفيد منها لا في الشرق ولا في الغرب، وإنما جهات تفضل مثل هذه البيئات المتقلبة وخاصة الحركات الإرهابية التي لا تستطيع العيش إلا في ظل الفوضى، وهي تساهم بكل الوسائل في تشكيل مثل هذه المناخات السوداء، ولعل الغوغائية الشعوبية المنفلتة هي أيضاً جزء من هذا التيار المتصاعد.
لا أظن أن الشخص الذي أقدم على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية كان يتقصد الإهانة بذاتها، إذ لم تكن هناك مقدمات أو أحداث تدلل على ذلك. أحسب أن هذا التصرف يعبر عن موقف معادٍ لأنقرة التي تعارض بشدة انضمام السويد إلى حلف الناتو أكثر منه عنصرية مباشرة، وإن كانت موجودة ومتأصلة ومن مخلفات التاريخ المظلم.
أيضاً المتطرف الآخر في هولندا الذي مزق المصحف وهو مزهو بنفسه كان يؤازر ذاك الأهوج في السويد حتى وإن كان له سوابق في ذلك، عندما أقدم على حرق المصحف في تشرين الأول الماضي، خلال حشد في مدينة روتردام. ولعل هذا من حقد الآخر عليك الذي يحاول أن يسيء إليك حتى وهو يخدمك في تصرفاته من دون أن يدري، ففضلاً على حملات التعاطف هنا وهناك، أيضاً هذه الأفعال من شأنها أن تشحن المسلمين وتجعلهم أكثر التصاقاً بدينهم، وهذا واضح في الصور والأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام.
أقولها بكل أسف العدائية للمسلمين ممتدة على طول الخريطة وعرضها، من فرنسا إلى هولندا والسويد، ومن ثم بريطاينا وميانمار وكذلك الهند وغيرها من دول العالم. عندما تم إبادة المئات من مسلمي كشمير الشطر الهندي صمت العالم عن بكرة أبيه حتى دول عربية وإسلامية خشية على مصالحها الاقتصادية مع دلهي ولم تحرك ساكناً.
وعلى سيرة «التفوق القيمي والأخلاقي» الذي يصف ويصنف الغرب به نفسه تذكرون التصريح العنصري لجوزيب بوريل، عندما وصف العالم الثالث بالأدغال بينما أوروبا حديقة غنَّاء.
على أي حال هذا صراع طويل ومرير بين قوى العقل والأخلاق الصافية في الشرق وقوى الكبرياء الشعبوي المتزمت في الغرب الذي يحيط نفسه دائماً بهالة الحضارة ومركزية التفوق الأخلاقي والقيمي.
يحضرني هنا قول المفَكر الفرنسي تودوروف تزفيتان في كتابه: «الخوف من البرابرة»: «إنه لا يُمكن اعتبار الثقافة الغربية وحدها ذات طابع حضاري، وأنها المعيار الذي تتحدد به ثقافات الآخرين». والحكمة الخالدة تقول أيضاً: «ليس كل ما يلمع ذهباً».
ربما من الأشياء التي تثير امتعاضك عندما يجبرك الآخر أن تدافع عن قضية هي أكبر من الجميع ولا تحتاج أصلاً إلى دفاع وحمية وهذا يرجع إلى سبب واحد أن الله تعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم فهو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: «إنَّا نَحن نزّلنا الذّكر وإنَّا له لحافظون». انتهينا نقطة وسطر جديد.
تبقى مسألة «الأنا» المستفحلة في الذات الغربية التي تطل علينا دائماً في المناسبات والأحداث العالمية ولا تجد متكأ ولا فرصة للانقضاض إلا من خلال الاستهزاء بالأديان ووصمنا بالتخلف والانحطاط فيما هم أهل الصفاء والنقاء. هذه «البارانويا» الغارق فيها الغرب هي أسّ البلاء ومن شأنها تسميم علاقات البشرية ببعضها ونسف أي بوادر للتعايش واحترام الآخر.
بسبب خطاب الكراهية هذا تقع أحداث وخسائر فادحة لا أحد مستفيد منها لا في الشرق ولا في الغرب، وإنما جهات تفضل مثل هذه البيئات المتقلبة وخاصة الحركات الإرهابية التي لا تستطيع العيش إلا في ظل الفوضى، وهي تساهم بكل الوسائل في تشكيل مثل هذه المناخات السوداء، ولعل الغوغائية الشعوبية المنفلتة هي أيضاً جزء من هذا التيار المتصاعد.
لا أظن أن الشخص الذي أقدم على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية كان يتقصد الإهانة بذاتها، إذ لم تكن هناك مقدمات أو أحداث تدلل على ذلك. أحسب أن هذا التصرف يعبر عن موقف معادٍ لأنقرة التي تعارض بشدة انضمام السويد إلى حلف الناتو أكثر منه عنصرية مباشرة، وإن كانت موجودة ومتأصلة ومن مخلفات التاريخ المظلم.
أيضاً المتطرف الآخر في هولندا الذي مزق المصحف وهو مزهو بنفسه كان يؤازر ذاك الأهوج في السويد حتى وإن كان له سوابق في ذلك، عندما أقدم على حرق المصحف في تشرين الأول الماضي، خلال حشد في مدينة روتردام. ولعل هذا من حقد الآخر عليك الذي يحاول أن يسيء إليك حتى وهو يخدمك في تصرفاته من دون أن يدري، ففضلاً على حملات التعاطف هنا وهناك، أيضاً هذه الأفعال من شأنها أن تشحن المسلمين وتجعلهم أكثر التصاقاً بدينهم، وهذا واضح في الصور والأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام.
أقولها بكل أسف العدائية للمسلمين ممتدة على طول الخريطة وعرضها، من فرنسا إلى هولندا والسويد، ومن ثم بريطاينا وميانمار وكذلك الهند وغيرها من دول العالم. عندما تم إبادة المئات من مسلمي كشمير الشطر الهندي صمت العالم عن بكرة أبيه حتى دول عربية وإسلامية خشية على مصالحها الاقتصادية مع دلهي ولم تحرك ساكناً.
وعلى سيرة «التفوق القيمي والأخلاقي» الذي يصف ويصنف الغرب به نفسه تذكرون التصريح العنصري لجوزيب بوريل، عندما وصف العالم الثالث بالأدغال بينما أوروبا حديقة غنَّاء.
على أي حال هذا صراع طويل ومرير بين قوى العقل والأخلاق الصافية في الشرق وقوى الكبرياء الشعبوي المتزمت في الغرب الذي يحيط نفسه دائماً بهالة الحضارة ومركزية التفوق الأخلاقي والقيمي.
يحضرني هنا قول المفَكر الفرنسي تودوروف تزفيتان في كتابه: «الخوف من البرابرة»: «إنه لا يُمكن اعتبار الثقافة الغربية وحدها ذات طابع حضاري، وأنها المعيار الذي تتحدد به ثقافات الآخرين». والحكمة الخالدة تقول أيضاً: «ليس كل ما يلمع ذهباً».