تنمية الابتكار وتوسيع شبكات التجارة وجذب الاستثمارات
العلاقات بين البلدين تعتمد على الروابط الدبلوماسية والاقتصادية
البحرين وجهة آمنة للعيش المستقر وواحة للسلام والتسامح
نطمح إلى تعزيز التعاون والشراكة في جميع المجالات والقطاعات
افتتاح قنصلية إثيوبيا في 2021 لتوطيد العلاقات مع البحرين
مهتمون بخلق فرص اقتصادية تعود بالفائدة على البلدين
توقيع اتفاقية العمل قريباً.. وفرص بحرينية للاستثمار في إثيوبيا
أكثر من 25 ألف إثيوبي يعيشون في البحرين
عباس المغني
قال القنصل العام لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية لدى مملكة البحرين شيفرو جينتي جينا، إن مملكة البحرين كانت ومازالت في واجهة الدول الرائدة في اعتماد ثقافة التعايش السلمي واستقبال مختلف الجنسيات والأديان والثقافات على أرضها.
وأكد في مقابلة خاصة مع «الوطن» أن إثيوبيا فتحت قنصلية في مملكة البحرين في 2021 بهدف توطيد العلاقات بين الدولتين الشقيتين ونشر الوعي وتعزيز الانسجام السياسي والتبادل الثقافي، وتعزيز التعاون والشراكة في جميع المجالات والقطاعات بما يخلق فرص متبادلة تعود بالفائدة على البلدين.
وذكر أن الجالية الإثيوبية يبلغ عددها أكثر من 25 ألف إثيوبي في البحرين، حيث يعمل معظمهم كعمالة منزلية، مشيراً إلى أن اتفاقية العمل بين البلدين قيد التنفيذ وسوف توقع في المستقبل القريب، منوهاً إلى أن الاتفاقية الموقعة بين البلدين حالياً هي اتفاقية الخطوط الجوية الإثيوبية. وإلى نص المقابلة:
كيف تقيمون العلاقات بين البحرين وإثيوبيا؟
- تتميز العلاقة بين البحرين وإثيوبيا بأنها ودية، مع تطوير مستمر يهدف إلى تعزيز الروابط عبر مجموعة من المجالات، بما في ذلك المجال التجاري. ويجدر بالذكر بأن قبل عامين، في عام 2021 تم افتتاح مكتب القنصلية لأول مرة في البحرين، وتعتمد العلاقة بين البحرين وإثيوبيا عموماً على الروابط الدبلوماسية والاقتصادية. تحافظ كلتا الدولتين على علاقات دبلوماسية، وغالباً ما تتعاون في مختلف القضايا الدولية. ومع ذلك، يمكن أن تتأثر عمق علاقتهما بعوامل مثل التجارة والتبادل الثقافي والانسجام السياسي. تسعى القنصلية على توطيد العلاقات بين الدولتين الشقيتين ونشر الوعي وتعزيز الثقافة الإثيوبية ومجالاتها المتعددة ومدى نموها التي يتيح لها فرص لاستقطاب التجار والسياح من شتى المجالات والدول.
ما أبرز اتفاقيات التعاون بين البحرين وإثيوبيا؟
- حتى الآن، الاتفاقيات التي وُقّعت بين البلدين هي اتفاقيات الخطوط الجوية الإثيوبية، ولكن اتفاقية العمل قيد التنفيذ وسيتم توقيعها في المستقبل القريب. لذا نحن متطلعون إلى تعزيز التعاون الاقتصادي المختلف، مثل التجارة والاستثمار وقطاعات أخرى.
ما هي تطلعاتكم لزيادة آفاق التعاون والشراكة في المجالات الاقتصادي والتجاري والاستثماري؟
- الطموحات لتعزيز التعاون والشراكة في القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية غالباً تشمل أهدافاً مثل تعزيز الابتكار، وتعزيز التنمية المستدامة، وتوسيع شبكات التجارة، وجذب الاستثمار المباشر الأجنبي، وتبادل الخبرات والتكنولوجيا، وخلق فرص اقتصادية متبادلة تعود بالفائدة على جميع الأطراف المعنية. يمكن أن تؤدي هذه الطموحات إلى تعزيز الروابط الاقتصادية العالمية ونمو الأسواق المترابطة. العمل نحو العودة إلى تبادل السوق التجاري بين إثيوبيا والبحرين.
بخصوص التبادل التجاري، ما هي أبرز الصادرات والواردات بين البلدين؟
- حتى عام 2021، كانت الصادرات الرئيسية من البحرين إلى إثيوبيا تتألف من المعادن والحديد ومنتجات البترول والمواد الكيميائية. وفي المقابل، كانت إثيوبيا تصدّر بشكل رئيسي المنتجات الزراعية مثل القهوة والزيوت والتوابل والمواشي إلى البحرين.
ما هي المزايا التي تتمتع بها إثيوبيا لجذب المستثمرين والسياح من البحرين؟
- مجموعة متنوعة من المزايا في إثيوبيا تجذب المستثمرين والسياح من البحرين. تشمل هذه المزايا فرص الاستثمار في مجالات التصنيع والزراعة، وغيرها، والتي تتوافق مع النمو الاقتصادي. جمال الطبيعة، والتراث الثقافي، والحياة البرية الفريدة، والمأكولات المتنوعة تجذب اهتمامات السياح المتنوعة. تعزز الحوافز مثل تخفيضات الضرائب والوصول إلى طبقة متوسطة ناشئة، والموقع الاستراتيجي في شرق أفريقيا، المعروف أيضاً باسم قرن أفريقيا، جاذبية إثيوبيا لجذب البحرين، ويمكن لإثيوبيا استخدام استراتيجيات التسويق ومعارض التجارة والاتفاقيات الثنائية لتيسير التفاعلات في السفر والأعمال. وفيما يتعلق بالتنوع الطبيعي، فبجانب المناخ المعتدل طوال العام، تتميز الأرض بشلالات رائعة وينابيع بركانية ساخنة، والتي تشمل أراضيها بعضاً من أعلى جبال أفريقيا مثل رأس داشن في جبال سيمين، فضلاً عن بعض أدنى نقاط تحت سطح البحر في العالم في منخفض داناكل. كما يقع أكبر كهف في أفريقيا أيضاً في إثيوبيا في صوف عمر.
كم عدد البحرينيين الذين زاروا إثيوبيا خلال الأعوام الماضية؟ وكيف تقيم سهولة إجراءات السفر إلى إثيوبيا؟
- لم يقم الكثيرون من البحرينيين بزيارة إثيوبيا، ولهذا نهدف إلى تعزيز إثيوبيا كوجهة سفر تتوافق مع إمكانيات وجهات السفر إلى دول أخرى.
كيف يمكن لإثيوبيا خدمة البحرين فيما يتعلق بالأمن الغذائي، سواء من حيث التجارة أو من الاستثمار في الزراعة وتربية الماشية؟
- يمكن لإثيوبيا تعزيز التعاون في مجال أمن الغذاء مع البلدان الأخرى مثل البحرين من خلال مجموعة من النهج، مثل التجارة من خلال تصدير المنتجات الزراعية الإثيوبية التي تشمل القهوة والتوابل والفواكه والخضراوات لتنويع إمدادات الغذاء في البحرين وتثبيت الأسعار. من خلال الاستثمار، حيث يمكن للتجار البحرينيين الاستثمار في الزراعة الإثيوبية لتحسين الممارسات الزراعية والتكنولوجيا وزيادة الإنتاجية، مما يخلق فرص عمل ويساعد الفلاحين المحليين. في نقل التكنولوجيا، من خلال مشاركة الخبرات الزراعية يمكن تحسين طرق الزراعة وإنتاج الزرع وإدارة الماشية، وضمان أمن الغذاء على المدى الطويل. من خلال بناء القدرات ببرامج تدريب للمزارعين الإثيوبيين لتعزيز المهارات وإدارة الموارد وإنتاج الغذاء المستدامة. من خلال البحث والتطوير، من خلال تمويل مشترك لمشاريع بحثية لتطوير محاصيل مقاومة للجفاف ودراسة وراثة المواشي تُحفز على الابتكارات في أمن الغذاء. من خلال تحسين سلسلة القيمة يمكن أن يساعد في تحسين القيمة الزراعية بأكملها، من الإنتاج إلى التوزيع، مما يقلل من الخسائر بعد الحصاد ويضمن وصول الغذاء بكفاءة.
العمل لدمج هذه الاستراتيجيات؛ يمكن لإثيوبيا أن تسهم في تحقيق أهداف أمن الغذاء للبلدان مثل البحرين وفي الوقت نفسه الاستفادة من الاستثمار ونقل التكنولوجيا وتبادل المعرفة.
ما هي الفرص المتاحة للتجار البحرينيين للاستثمار في مجلات أخرى في إثيوبيا؟
- التجار البحرينيون الذين يتطلعون للاستثمار في إثيوبيا لديهم فرص متعددة خارج قطاع الزراعة. بعض القطاعات المتاحة للاستفادة منها تشمل التصنيع، واستخراج المعادن وتطوير البنية التحتية والطاقة المتجددة والعقارات والسياحة، والتكنولوجيا.
ما أبرز القطاعات التجارية التي ترون أهمية التركيز عليها الفترة المقبلة؟
- مع وجود مختلف القطاعات، إلا أن بعض القطاعات التجارية المهمة للتركيز عليها في الفترات القادمة تشمل التكنولوجيا (مثل الذكاء الاصطناعي والأمن الإلكتروني والبرمجيات)، والطاقة المتجددة والرعاية الصحية (بما في ذلك الرعاية الطبية عن بعد والتكنولوجيا الحيوية) والتجارة الإلكترونية والسلع المستدامة للمستهلكين. يُتوقع أن تستمر هذه القطاعات نحو نمو وابتكار مستمر.
كم عدد أبناء الجالية الإثيوبية في البحرين؟ وأبرز القطاعات التي يعملون بها؟
- يُقدر أن هناك أكثر من 25 ألف إثيوبي في البحرين، حيث يعمل معظمهم كعمالة منزلية، وقليل منهم يعمل في مجال الأعمال وفي مؤسسات مختلفة.
كيف تنظرون إلى ما تتمتع به البحرين من حرية المعتقد والتعايش السلمي والتسامح الديني؟
- لطالما كانت البحرين في واجهة الدول الرائدة في اعتماد ثقافة التعايش السلمي واستقبال مختلف الجنسيات والأديان والثقافات على أرضها. البحرين كانت دائماً وجهة آمنة للعيش المستقر وواحة للسلام والتعددية والتسامح.