نظمته جامعة الخليج العربي

افتتح سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي، أعمال المؤتمر الدولي "الابتكار المفتوح والتحول الرقمي" الذي تعقده جامعة الخليج العربي خلال يومي 3 و4 مارس الجاري، بمشاركة نخبة من خبراء الابتكار والممارسين والأكاديميين والمبتكرين وصناع القرار في القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية حول العالم، والذين سيناقشون آفاق استخدام التكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي.

من جهته أشاد سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي، بمبادرة جامعة الخليج العربي بتنظيم هذا المؤتمر الهام، انسجاماً مع ما تلعبه من دور علمي محوري منذ نشأتها باعتبارها إحدى لبنات البيت الخليجي المشترك وثمار الوحدة الخليجية التي يجسدها مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأوضح وزير التربية والتعليم بأن المؤتمر يمثل فرصة سانحة للاطلاع على أحد الاتجاهات الدولية والتقنيات المتطورة وتبادل الخبرات والممارسات النوعية والتفاعل مع الخبراء والمختصين في هذه المجالات، إلى جانب بناء الشبكات والتحالفات وتعزيز التعاون واستكشاف مستقبل الابتكار المفتوح في المنطقة في ظل طفرة العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي.

من جانبه، ثمّن معالي الدكتور سعد بن سعود آل فهيد رئيس جامعة الخليج العربي خلال الافتتاح الاهتمام والرعاية والمساندة التي تحظى بها جامعة الخليج العربي، من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ومن كافة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون حفظهم الله، كونها أحد أبرز مشاريع العمل الخليجي المشترك.

وأكد رئيس جامعة الخليج العربي أن انعقاد هذا المؤتمر الدولي للابتكار المفتوح والتحوّل الرقمي يكتسب أهميته من مشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والمبتكرين؛ لمناقشة أهميّة الابتكار المفتوح في حياتنا المعاصرة، ودوره في استكشاف أدوات وحلول يمكن أن تُسهم في تعزيز التقدّم والتطور الإنساني في مختلف المجالات، إذ يبحث المؤتمر أهميّة الربط بين الابتكار والتحوّل الرقمي، وما يتيحه ذلك من فرص واعدة لاستخدام التقنيات الحديثة من أجل تطوير منظومة الابتكار ورفع جودة المخرجات، وتسهيل عمليات تبادل المعرفة والأفكار على نطاق واسع.

وأوضح قائلاً: "حجم التطوّرات العلمية التي نشهدها يوماً تلو آخر هي أوضحَ ما يمتاز به عصرنا الراهن؛ وهي تطوّرات أدّت إلى تغيّرات جذرية على بنية المجتمعاتِ البشرية بكلّ مكوّناتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، مما قاد إلى تنامي أثر الابتكار والتقنية والتحوّل الرقمي، إذ دُمجت التقنيات الحديثة في كلّ مفاصل الحياة، وبتنا نعيشُ في خِضمّ أجهزة إلكترونية، وتطبيقات ذكية، واختراعات متسارعة، في عصر يتّسم بزخم معرفيّ ومعلوماتيّ غيرِمسبوق".

كما أشار آل فهيد إلى أن أهميّة الابتكارِ المفتوح الذي يرتكز على نهج تشاركيّ أساسه تبادل المعرفة والأفكار والتقنيات الجديدة في محيطٍ علميّ لا يعترفُ بحدودٍ زمانيّة أو مكانيّة، وهو ما يوسّع من دائرة الاستفادة من الأفكار الإبداعية، ويخلق إطاراً منهجياً وفكرياً تتعزّز فيه الشراكات النوعية، وتتكامل فيه الأدوارُ بين مختلف الجهات المهتمّة بالابتكار وفق استراتيجيات أكثر انفتاحاً ومرونة، مستعرضاً اهتمام دول الخليج العربي بالاستثمار في مختلف مجالات الابتكار والتقنية حتى أمسى الابتكار منهجيةً راسخةً لمجتمعات الخليج، مشيراً إلى حرص الجامعة على تحقيق التحوّل الرقمي في كل القطاعات التعليمية.

وخلال كلمة له في افتتاح المؤتمر، بَيَّنَ الأستاذ الدكتور وليد زباري عميد الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي أن موضوع الابتكار المفتوح والتحول الرقمي لم يعد في وقتنا الحالي مجرد اتجاهات عابرة، بل أصبح قوى لا يمكن كبحها لمساهمته الأكيدة في تشكيل مستقبل الأعمال والصناعة والمجتمع بأكمله، حيث تتجلى أهمية الترابط بين تسخير قوة التعاون والتكنولوجيا والأفكار التطلعية لتعزيز التقدم والازدهار.

وقال زباري: "تواجه دول مجلس التعاون الخليجي اليوم لحظة محورية، إذ تتمتع دولنا بثروة من الإمكانات البشرية ورأس المال الفكري والاندفاع السياسي الثابت للنهوض بقيادة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون حفظهم الله، ويقدم "الابتكار المفتوح" إطارًا لتجاوز الحدود التقليدية، والاستفادة من ينبوع عالمي من المعرفة والخبرة، ومن خلال تبني التعاون الشفاف عبر التخصصات والقطاعات والحدود، يمكننا تسريع سعينا لإيجاد حلول لتحدياتنا الأكثر إلحاحًا، ورسم مسار نحو مستقبل يُحدده النجاح المشترك"، لافتاً إلى أن "التحول الرقمي" يقدم في الوقت الراهن فرصًا وتحديات غير مسبوقة.

وأضاف بأن التطور السريع للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء يحدث ثورة في طريقة عيشنا وعملنا وتفاعلنا، وتمتلك هذه الأدوات القدرة على تحسين العمليات وفتح مجالات جديدة للكفاءة وخلق أسواق وخدمات جديدة تمامًا. ومع ذلك، يتطلب دمجها في مجتمعاتنا نهجًا مدروسًا ومنسقًا، يضمن إدارة فوائد التحول الرقمي بمسؤولية وتوزيعها بشكل عادل".

وأعرب عن أمله في أن يخرج المؤتمر بالعديد من الأفكار والخبرات التشاركية في الأوساط الأكاديمية والحكومية والصناعية بمشاركة المفكرين والقادة والمبتكرين والمعلمين من دول منطقة مجلس التعاون الخليجي وخارجها الذين سيجتهدون في صوغ توصيات هامة منها إنشاء منصة ديناميكية للتعاون، تمهد الطريق للشراكات المستقبلية والمشاريع الملموسة، إلى جانب استعراض نتائج أحدث الأبحاث المحددة لأفضل الممارسات لرعاية الجيل القادم من المبتكرين قادة المستقبل.

يشار إلى أن المؤتمر يضم ثلاثة متحدثين رئيسيين، هم الدكتور فردريك كايلود خبير في نقل التكنولوجيا، وإدارة الابتكار واستراتيجيات البحث والتطوير في فرنسا، والبروفيسور ميلان بالتوڤ، جامعة ريكتور في بولغاريا عضو لجنة الابتكار في الاتحاد الاوربي، والدكتور جاسم حاجي، رئيس الفريق الدولي الذكاء الاصطناعي، مستشار تنفيذي في مركز الشيخ ناصر الذكاء الاصطناعي والبحث والتطوير، كما يشتمل المؤتمر على ست جلسات تتكون من 60 عرضًا تقديميًا بالإضافة إلى عشرين عرضًا للملصقات البحثية لطلبة الدراسات العليا، وسيناقش المشاركين في المؤتمر عدداً من القضايا التي تتعلق بالتقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي والابتكار في التعليم والقطاع العام والابتكار الاجتماعي، و الابتكار في التمويل والمصارف الرقمية، والابتكار المفتوح والتنمية المستدامة، الرقمنة وأداء المنظمات.

وفي سياق المؤتمر، تنعقد أربع ورش عمل حول بناء النماذج المسارية باستخدام برنامج SmartPLS، والبصيرة الاستراتيجية والابتكار، ووسائل التواصل الاجتماعي والابتكار، وقوة الذكاء الاصطناعي للقيادات.