أعدتها جامعة الخليج العربي بدعم من المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي لدعم أهداف مملكة البحرين لبلوغ "الحياد الصفري" أصدرت جامعة الخليج العربي تقريراً ملخصاً حول نتائج الدراسة الوطنية التي أعدتها بدعم من المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي حول مساهمة زراعة الأشجار الحضرية في عزل الكربون وتخزينه في مملكة البحرين. ركزت الدراسة على مراجعة دور الأشجار الحضرية الطبيعية في التخفيف من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، من خلال احتجاز الكربون وتخزينه والتي قد تلعب دورًا مهمًا في اتفاقيات تعويض الكربون، مع وسائل العزل الأخرى، وتحسين فهم تدفقات الكربون والتحكم فيها في مملكة البحرين كخطوة أساسية نحو تحقيق الالتزامات العالمية مثل اتفاقية باريس وأهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة والتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري. واستعرضت الدراسة بشكل شامل الدراسات والبحوث العالمية والإقليمية التي تناولت تقدير مخزون الكربون في الكتلة الحية للأشجار فوق سطح الأرض لـ 18 نوع من الأشجار المقترحة في خطة التشجير التي أطلقت في شهر ابريل من العام 2022م، حيث لا يزال تقدير مخزون الكربون من الأشجار الحضرية الطبيعية في جميع مناطق المملكة غير مدروس بشكل متكامل، وهو الذي يعتبر أداة مهمة من أدوات التخفيف من تغير المناخ.أظهرت نتائج الدراسة أن متوسط محتوى الكربون المحتجز في شجرة الكازورينا هو الأعلى منذ فترة زراعتها إلى 2023، ويصل إلى 46.91 كجم كربون، و 172.12 كجم ثاني أكسيد الكربون، وتليها أشجار النخيل التي يصل محتوى عزلها للكربون إلى 41.1 كجم، و150.7 كجم من ثاني أكسيد الكربون، و تعزل أشجار النيم ما مقداره 22 كجم من الكربون و 80.6 كجم من ثاني أكسيد الكربون، أما أشجار الكوناكاربس فتعزل 19.9 كجم كربون، و72.9 كجم ثاني أكسيد الكربون، وتقاربها في متوسطات العزل أشجار التين رول والتي يصل متوسط عزلها للكربون 19.7 كجم كربون و 72.3 كجم من ثاني أكسيد الكربون. وتتفاوت الكميات المحتجزة من الكربون والمعزولة من غاز ثاني أكسيد الكربون في بقية الأشجار بين18.7 كجم كربون و68.4 كجم ثاني أكسيد الكربون لشجرة الكافور، لتصل إلى 1.3 كجم كربون، و4.6 كجم ثاني أكسيد الكربون لشجرة الهبسكس بحسب حجم الأشجار وعددها.أعدت جامعة الخليج العربي هذه الدراسة بدعم من المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي ، و قام فريق متعدد التخصصات ضم الدكتورة صباح صالح الجنيد، والأستاذ الدكتور محمد سليمان عبيدو، والدكتور مناف الخزاعي، والأستاذة غدير كاظم؛ بتحليل إمكانات الحلول القائمة على الطبيعة المساهمة في توجهات مملكة البحرين لتحييد الكربون والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، من خلال توظيف منهجيات متعددة تمثلت في مسح الدراسات السابقة وإجراء مسح حقلي بالتعاون مع 140 مدرسة حكومية لجمع بيانات الأشجار المطلوبة، وتوظيف تقانات حديثة كالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات باستخدام منصة محرك غوغل إرث في تحليل المعطيات المختلفة.إلى ذلك، ساهمت المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي ضمن المرحلة الأولى والثانية من حملة التشجير (دُمتِ خضراء) بزراعة 99,690 ألف شجرة وشجيرة منذ إطلاق الحملة في عام 2021م. وفي هذه الدراسة تم اختيار عينة عشوائية من البيانات بلغ مجموعها 58,162 شجرة بنسبة تزيد عن 58% من العدد الكلي للأشجار المزروعة، منها 17,807 شجرة تقع ضمن الأشجار الثمانية عشر (18) المقترحة في خطة التشجيرساهم مدرسي ومدرسات المدارس الحكومية في مسح وجمع البيانات الأولية لـــ 3390 شجرة وشجيرة من المدارس كعينة للدراسة استخدمت لحساب متوسطات كميات الكربون وثاني أكسيد الكربون التي يمكن أن تعزلها كل شجرة من الـ 18 نوع من الأشجار المقترحة في خطة التشجير.تمثلت أهم نتائج الدراسة في مجموعة نقاط تبين أهمية النباتات في تخزين الكربون بما فيها الأشجار والشجيرات في عالم يواجه تغير المناخ بفعل النشاطات البشرية. حيث أظهرت الدراسات في الكثير من دول العالم أن المناطق الحضرية فيها مخزون كبير من الكربون، إلا أن هذه المناطق غالبًا ما يتم تجاهلها في ميزانيات الكربون. ويمكن أن يكون غرس أشجار الأنواع سريعة النمو جزء من الخطط الإستراتيجية للحكومات لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.وقدرت الدراسة النتائج النهائية لمتوسط احتجاز الأشجار للكربون وعزلها لثاني أكسيد الكربون في أشجار مدارس وزارة التربية والتعليم، حيث بلغ 6.3 كجم للشجرة الواحدة منذ زراعتها ولغاية 2023 كما بلغ متوسط عزل غاز ثاني أكسيد الكربون 23.12 كجم للشجرة الواحدة منذ زراعتها ولغاية 2023. وبلغ مجموع الكربون المحتجز في أشجار مدارس وزارة التربية والتعليم 11 طن منذ زراعتها ولغاية 2023 كما بلغ مجموع ما عزل من غاز ثاني أكسيد الكربون 39 طن. وتفاوتت الكميات المحتجزة منه بحسب حجم الأشجار وعددها وأنواعها.وعليه قدرت الدراسة أنه من المتوقع أن تحتجز أشجار المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بحلول عام 2060 كمية من الكربون قدرها 156 طن وكمية من غاز ثنائي أكسيد الكربون بما يعادل 570 طن.لقد بينت الدراسة أن الأشجار الحضـرية المزروعة على طول الشوارع وفي المتنزهات تشكل إضافة يمكن احتسابها في موازنة المساهمات الوطنية لمملكة البحرين سعيا لتحقيق أهداف التخفيف وفقًا لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ وتحييد انبعاثات غازات الكربون بحلول عام 2060. وأكدت كذلك على أن الأشجار تتباين في مقدرتها على عزل الكربون إذ يعتمد معدل عزل الكربون فيها على خصائص نمو أنواع الأشجار، وكثافة خشبها، وظروف الموقع للنمو، ومرحلة نمو الشجرة؛ فالأشجار كبيرة الحجم تحتجز كربون أكثر حيث إن كمية الكربون المحتجزة مرتبطة بالكتلة الحية للأشجار، فالكتلة الكبيرة تعني كربون أكثر. ويعد اختيار الأشجار المناسبة لعزل الكربون أمر حاسم في تعظيم معدل عزل الكربون، خاصة في البيئات القاحلة، مع مراعاة قدرة التربة وندرة المياه التي تعد السمة السائدة في المناطق الجافة وشبه الجافة.