قصة البداية
في السادس عشر من شهر فبراير عام 1968م تخرجت من الكلية العسكرية ، وعدت إلى أرض الوطن . لم يكن الجهاز الدفاعي في ذلك الوقت سوى فكرة يحتاج تنفيذها إلى الكثير من الدراسة والخبرة والمعرفة،ويتطلب التمهيد لتطبيقها وضع الأسس المتينة وإيجاد الاسلوب الأفضل لبدء المسيرة الخيرة،كما أن من طبيعة هذه المهمة تفرض علينا أن نبدأ من حيث إنتهى الأخرون ذلك إن الأعتماد على الكيف وليس الكم ،ويجب ان يكون أساس البناء لقوتنا العسكرية،فكفاءة القوات المسلحة في عصرنا الحاضر لم تعد تقاس بقوتها البشرية،بل تقاس بعلمها وقدرتها على استيعاب الأسلحة الحديثة المتطورة،واستخدامها بفعالية عالية،ذلك كان تصورنا لتحقيق ما نصبو إليه، وتلك كانت “البداية”..
حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه
على تلك الجزر المتلألأه وسط الخليج العربي،الصغيرة في حجمها،الكبيرة في صنيع أهلها وتاريخها العريق،تلك هي البحرين،التي تزخر سيرتها بالكثير من الوقائع والمعارك الحربية التي قام بها إسطولها على مر العصور،والذي يعد آنذاك واحداً من أكبر الأساطيل في المنطقة،و تميز بالقدرة والمقدرة والقوة والفاعلية إلى الحد الذي إستطاع معه تأمين الحماية للبلاد والتصدي لأعدائها والطامعين بها .
مع المراحل المحورية التي مرت بها البحرين منذ فجر التاريخ حتى عصرنا الحديث المعاصر،تأتي مرحلة الإستقلال وبناء الدولة الحديثة أحدى المراحل الفاصلة في التاريخ،ففي ستينيات القرن الماضي أعلنت بريطانيا عن نيتها الإنسحاب من الخليج العربي،تاركةً المخاوف حول إستقرار المنطقة وأمنها،والفراغ الذي سيتركه هذا الإنسحاب،مما ولد تحدٍ جديد للبحرين للعمل بجد،والتسريع من الخطى وبأقصى ما يمكن من السرعة في مختلف المجالات،إذ عليها وفي فترة قصيرة من الزمن أن تعد نفسها،وتتهيأ لتحمل المسؤوليات الكبيرة التي باتت تنتظرها،و التسريع في بناء المؤسسات الحكومية العاملة في ذلك الوقت،وتهيئة الكوادر الوظيفية اللازمة لأجهزة الدولة،هذا البناء الذي كان أساسه البحرينين أنفسهم،وجوهره إخلاصهم والثقة الكبيرة بكفاءتهم .
إقترب يوم الإستقلال و صدرت الأوامر السامية من صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة - طيب الله ثراه - بالإسراع بتشكيل قوة عسكرية تتولى حماية البحرين،وصيانة أمنها وإستقرارها والإسهام مع الدول الشقيقة لحماية المنطقة ضد ما يهددها من اخطار .
وعلى الفور تم العمل بوضع تصاميم لشعار تلك القوة ولباسها،فلم يكن الجهاز الدفاعي سوى فكرة يحتاج تنفيذها إلى الكثير من الدراسة والخبرة والمعرفة،ويتطلب التمهيد لتطبيقها ووضع الأسس المتينة وبإيجاد الأسلوب الأفضل لبدء مسيرة الخير.
بالفعل .. فقد صدر الأمر الأميري السامي من سمو الأمير الراحل - طيب الله ثراه - بإنشاء “ الحرس الوطني “،وذلك في أغسطس 1968م،و كلف سموه رحمه الله حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى - ولي العهد آنذاك - بتأسيس الجهاز الدفاعي في الدولة،وعُين جلالته حفظه الله ورعاه رئيساً لذلك الجهاز .
«الحرس الوطني» .. تلك القوة الرديفة للقوة العسكرية الرئيسه كما تعرف في المصطلحات العسكرية ،والتي كان الهدف من تسميتها في البداية كتسمية مرحلية، نعم .. إن الفترة السائدة آنذاك كانت إنتقالية والأمر يتطلب حينها قياس مدى تجاوب والإقبال من أبناء البحرين الأوفياء للإلتحاق في صفوفه وبعد الإعلان عن فتح باب التجنيد للدفعة العسكرية الأولى في تاريخ البحرين الحديث في نهاية عام 1968م،والتي جاءت نتيجته إيجابية وفاقت جميع التوقعات،فتقدم الشباب البحريني بأعدادٍ غفيرة للتجنيد الطوعي،حينها كان لابد من تغيير التسمية إلى “ قوة دفاع البحرين “،وكان ذلك في الأول من نوفمبر 1969م،وتعين جلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه - عندما كان ولياً للعهد - قائداً عاماً لقوة دفاع البحرين .
في مكتب بإحدى زوايا الديوان الخاص بسمو الأمير الراحل بالرفاع كانت قوة دفاع البحرين،فيه إمتزج الأمل بالحماس،وتضافرت الجهود لتحقيق رسالة وطنية نبيلة نحو بناء القوة العسكرية اللازمة،مستفيدين بتجارب الدول الشقيقة في هذا المجال .
إجريت مجموعة من الدراسات اللازمة في فترة لا تتجاوز الثلاثة شهور،وكانت حصيلتها وضع خطة متكاملة لإنشاء القوة اللازمة للدفاع عن الوطن ومنجزاته، والتي توفر للمواطنين الأمن والرخاء،وشملت تلك الدراسات التفاصيل والأولويات.
بدأ العمل .. فكان مركز التدريب مقراً للقيادة العامة،وبدعم معنوي ومادي من سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه ذللت المصاعب والعقبات،وتم بناء مركز تدريب قوة الدفاع الملكي،وإعداده للعمل،وكما تم توفير الأسلحة الخفيفة،وأصبح المركز جاهزاً لإستقبال الدفعة الأولى .
أصدر جلالته أيده الله آنذاك التعليمات والإرشادات،وإتخذ جلالته القرارات للتهيئة والإستعداد،وخلال ثلاثة أشهر تم إعداد مركز التدريب بكل ما يتطلبه من تجهيزات ومعدات وميادين تدريبية ومستودعات،وخلال هذه الفترة تم وضع أنظمة التجنيد والمال واللوازم وغير ذلك من اللوائح العسكرية التي شكلت نواة للقوانين والأنظمة العسكرية الخاصة بقوة دفاع البحرين التي إكتملت بعد ثلاث سنوات من التأسيس.
في السادس والعشرين من اكتوبر 1968م أللتحقت الدفعة الأولى من المجندين،و دبت الحياة أخيراً في مركز التدريب،حيث تركت التجربة الأولى بصماتها على ممرات المركز ،وسمعت في أروقته وميادينه صدى أصواتهم التي نشدت نشيد الوطن والشجاعة والإقدام.
باشرت مجموعة من رجال الوطن الأوفياء مهمة التنفيذ،رجال صدقو العهد فأحبو وطنهم،وضحوا بالغالي والنفيس لسيادته وحمايته،رجال وقفوا صفاً واحداً خلف قائدهم جلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى،لأجل إزدهار البحرين،هم النواة الأولى لهذا الصرح المنيع،القائم على قاعدة من الوفاء والتضحية والبسالة لهذه الأرض الطيبة.
كان النجاح الكامل لا غير هو الهدف المرسوم لهذه الدفعة،وخصوصاً بعد توفير كافة عوامل النجاح فيها ، فهي نواة القوة وعمدها،ونموذج وقدورةً لمن سيتبعها من دفعات متلاحقة ،فحرص حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه حينما كان قائداً عاماً لقوة دفاع البحرين وآمراً لمركز تدريب قوة الدفاع الملكي على متابعتها الشخصية لجميع مراحل تدريب الدفعة الأولى،وحلم جلالته أيده الله بأن يرى في القريب العاجل أول سرية عسكرية على أرض البحرين الحبيبة.
روح التعاون والإخلاص كان مصدر سعادة الجميع وإرتياحهم،والحماس في العمل، وكانت الازيج البحر التي كانوا يرددونها أثناء قيامهم بواجبانهم تثير في الأعماق معاني التمسك بالتراث البحريني الأصيل والقيم،فكانوا يقتدون بأجدادهم الذين ركبو البحر، وتغلبو على صعابه،مع جرعات من التدريب البري لكي تكون الدفعة جاهزة لتحمل أقسى الظروف في البر والبحر .
حان موعد الحصاد .. الدفعة الأولى أنهت للتو جميع التدريبات التأسيسية العسكرية، المجندين ها قد تحولت صبغتهم للصبغة العسكرية، ودخل طابور الدفعة الأولى من المجندين الميدان ،بخطوات ثابته،يجمعهم حب الوطن،والعسكرية الحقة،والأخلاق النبيلة ،كان يوماً تاريخياً خالداً،شعاره الإعتزاز والفرح وجاء يوم التخريج الذي إقيم برعاية سامية من سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه،وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ، في صبيحة الخامس من فبراير 1969م،وعلى ميدان مركز تدريب قوة الدفاع الملكي،إللتم الشمل،وتوافد الحضور، فيه نفذ خريجوا الدفعة الأولى تطبيقاتهم بكل إتقان،وبمستوى رفيع يضاهي أرقى المؤسسات العسكرية حينها،و شارك في الطابور صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين حالياً.
بعد أداء التحية العسكرية لصاحب السمو الأمير الراحل – طيب الله ثراه – تفقد سموه رحمه الله طابور الخريجين،ثم قدم الخريجون عرضاً للمشاة مروراً بالمنصة الرئيسية ، ثم شاهد الحضور عرضاً لفك السلاح وغيرها من المهارات العسكرية التي إكتسبوها خلال فترة التأسيس العسكرية الأولى،وكما جرى خلال الاحتفال تسليم أول راية لوحدة من وحدات قوة دفاع البحرين وهي راية مركز تدريب قوة الدفاع الملكي ،فكان هذا اليوم يوماً تحتفي فيه البحرين بقوتها الباسلة،في كل عام .
في السادس عشر من شهر فبراير عام 1968م تخرجت من الكلية العسكرية ، وعدت إلى أرض الوطن . لم يكن الجهاز الدفاعي في ذلك الوقت سوى فكرة يحتاج تنفيذها إلى الكثير من الدراسة والخبرة والمعرفة،ويتطلب التمهيد لتطبيقها وضع الأسس المتينة وإيجاد الاسلوب الأفضل لبدء المسيرة الخيرة،كما أن من طبيعة هذه المهمة تفرض علينا أن نبدأ من حيث إنتهى الأخرون ذلك إن الأعتماد على الكيف وليس الكم ،ويجب ان يكون أساس البناء لقوتنا العسكرية،فكفاءة القوات المسلحة في عصرنا الحاضر لم تعد تقاس بقوتها البشرية،بل تقاس بعلمها وقدرتها على استيعاب الأسلحة الحديثة المتطورة،واستخدامها بفعالية عالية،ذلك كان تصورنا لتحقيق ما نصبو إليه، وتلك كانت “البداية”..
حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه
على تلك الجزر المتلألأه وسط الخليج العربي،الصغيرة في حجمها،الكبيرة في صنيع أهلها وتاريخها العريق،تلك هي البحرين،التي تزخر سيرتها بالكثير من الوقائع والمعارك الحربية التي قام بها إسطولها على مر العصور،والذي يعد آنذاك واحداً من أكبر الأساطيل في المنطقة،و تميز بالقدرة والمقدرة والقوة والفاعلية إلى الحد الذي إستطاع معه تأمين الحماية للبلاد والتصدي لأعدائها والطامعين بها .
مع المراحل المحورية التي مرت بها البحرين منذ فجر التاريخ حتى عصرنا الحديث المعاصر،تأتي مرحلة الإستقلال وبناء الدولة الحديثة أحدى المراحل الفاصلة في التاريخ،ففي ستينيات القرن الماضي أعلنت بريطانيا عن نيتها الإنسحاب من الخليج العربي،تاركةً المخاوف حول إستقرار المنطقة وأمنها،والفراغ الذي سيتركه هذا الإنسحاب،مما ولد تحدٍ جديد للبحرين للعمل بجد،والتسريع من الخطى وبأقصى ما يمكن من السرعة في مختلف المجالات،إذ عليها وفي فترة قصيرة من الزمن أن تعد نفسها،وتتهيأ لتحمل المسؤوليات الكبيرة التي باتت تنتظرها،و التسريع في بناء المؤسسات الحكومية العاملة في ذلك الوقت،وتهيئة الكوادر الوظيفية اللازمة لأجهزة الدولة،هذا البناء الذي كان أساسه البحرينين أنفسهم،وجوهره إخلاصهم والثقة الكبيرة بكفاءتهم .
إقترب يوم الإستقلال و صدرت الأوامر السامية من صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة - طيب الله ثراه - بالإسراع بتشكيل قوة عسكرية تتولى حماية البحرين،وصيانة أمنها وإستقرارها والإسهام مع الدول الشقيقة لحماية المنطقة ضد ما يهددها من اخطار .
وعلى الفور تم العمل بوضع تصاميم لشعار تلك القوة ولباسها،فلم يكن الجهاز الدفاعي سوى فكرة يحتاج تنفيذها إلى الكثير من الدراسة والخبرة والمعرفة،ويتطلب التمهيد لتطبيقها ووضع الأسس المتينة وبإيجاد الأسلوب الأفضل لبدء مسيرة الخير.
بالفعل .. فقد صدر الأمر الأميري السامي من سمو الأمير الراحل - طيب الله ثراه - بإنشاء “ الحرس الوطني “،وذلك في أغسطس 1968م،و كلف سموه رحمه الله حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى - ولي العهد آنذاك - بتأسيس الجهاز الدفاعي في الدولة،وعُين جلالته حفظه الله ورعاه رئيساً لذلك الجهاز .
«الحرس الوطني» .. تلك القوة الرديفة للقوة العسكرية الرئيسه كما تعرف في المصطلحات العسكرية ،والتي كان الهدف من تسميتها في البداية كتسمية مرحلية، نعم .. إن الفترة السائدة آنذاك كانت إنتقالية والأمر يتطلب حينها قياس مدى تجاوب والإقبال من أبناء البحرين الأوفياء للإلتحاق في صفوفه وبعد الإعلان عن فتح باب التجنيد للدفعة العسكرية الأولى في تاريخ البحرين الحديث في نهاية عام 1968م،والتي جاءت نتيجته إيجابية وفاقت جميع التوقعات،فتقدم الشباب البحريني بأعدادٍ غفيرة للتجنيد الطوعي،حينها كان لابد من تغيير التسمية إلى “ قوة دفاع البحرين “،وكان ذلك في الأول من نوفمبر 1969م،وتعين جلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه - عندما كان ولياً للعهد - قائداً عاماً لقوة دفاع البحرين .
في مكتب بإحدى زوايا الديوان الخاص بسمو الأمير الراحل بالرفاع كانت قوة دفاع البحرين،فيه إمتزج الأمل بالحماس،وتضافرت الجهود لتحقيق رسالة وطنية نبيلة نحو بناء القوة العسكرية اللازمة،مستفيدين بتجارب الدول الشقيقة في هذا المجال .
إجريت مجموعة من الدراسات اللازمة في فترة لا تتجاوز الثلاثة شهور،وكانت حصيلتها وضع خطة متكاملة لإنشاء القوة اللازمة للدفاع عن الوطن ومنجزاته، والتي توفر للمواطنين الأمن والرخاء،وشملت تلك الدراسات التفاصيل والأولويات.
بدأ العمل .. فكان مركز التدريب مقراً للقيادة العامة،وبدعم معنوي ومادي من سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه ذللت المصاعب والعقبات،وتم بناء مركز تدريب قوة الدفاع الملكي،وإعداده للعمل،وكما تم توفير الأسلحة الخفيفة،وأصبح المركز جاهزاً لإستقبال الدفعة الأولى .
أصدر جلالته أيده الله آنذاك التعليمات والإرشادات،وإتخذ جلالته القرارات للتهيئة والإستعداد،وخلال ثلاثة أشهر تم إعداد مركز التدريب بكل ما يتطلبه من تجهيزات ومعدات وميادين تدريبية ومستودعات،وخلال هذه الفترة تم وضع أنظمة التجنيد والمال واللوازم وغير ذلك من اللوائح العسكرية التي شكلت نواة للقوانين والأنظمة العسكرية الخاصة بقوة دفاع البحرين التي إكتملت بعد ثلاث سنوات من التأسيس.
في السادس والعشرين من اكتوبر 1968م أللتحقت الدفعة الأولى من المجندين،و دبت الحياة أخيراً في مركز التدريب،حيث تركت التجربة الأولى بصماتها على ممرات المركز ،وسمعت في أروقته وميادينه صدى أصواتهم التي نشدت نشيد الوطن والشجاعة والإقدام.
باشرت مجموعة من رجال الوطن الأوفياء مهمة التنفيذ،رجال صدقو العهد فأحبو وطنهم،وضحوا بالغالي والنفيس لسيادته وحمايته،رجال وقفوا صفاً واحداً خلف قائدهم جلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى،لأجل إزدهار البحرين،هم النواة الأولى لهذا الصرح المنيع،القائم على قاعدة من الوفاء والتضحية والبسالة لهذه الأرض الطيبة.
كان النجاح الكامل لا غير هو الهدف المرسوم لهذه الدفعة،وخصوصاً بعد توفير كافة عوامل النجاح فيها ، فهي نواة القوة وعمدها،ونموذج وقدورةً لمن سيتبعها من دفعات متلاحقة ،فحرص حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه حينما كان قائداً عاماً لقوة دفاع البحرين وآمراً لمركز تدريب قوة الدفاع الملكي على متابعتها الشخصية لجميع مراحل تدريب الدفعة الأولى،وحلم جلالته أيده الله بأن يرى في القريب العاجل أول سرية عسكرية على أرض البحرين الحبيبة.
روح التعاون والإخلاص كان مصدر سعادة الجميع وإرتياحهم،والحماس في العمل، وكانت الازيج البحر التي كانوا يرددونها أثناء قيامهم بواجبانهم تثير في الأعماق معاني التمسك بالتراث البحريني الأصيل والقيم،فكانوا يقتدون بأجدادهم الذين ركبو البحر، وتغلبو على صعابه،مع جرعات من التدريب البري لكي تكون الدفعة جاهزة لتحمل أقسى الظروف في البر والبحر .
حان موعد الحصاد .. الدفعة الأولى أنهت للتو جميع التدريبات التأسيسية العسكرية، المجندين ها قد تحولت صبغتهم للصبغة العسكرية، ودخل طابور الدفعة الأولى من المجندين الميدان ،بخطوات ثابته،يجمعهم حب الوطن،والعسكرية الحقة،والأخلاق النبيلة ،كان يوماً تاريخياً خالداً،شعاره الإعتزاز والفرح وجاء يوم التخريج الذي إقيم برعاية سامية من سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه،وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ، في صبيحة الخامس من فبراير 1969م،وعلى ميدان مركز تدريب قوة الدفاع الملكي،إللتم الشمل،وتوافد الحضور، فيه نفذ خريجوا الدفعة الأولى تطبيقاتهم بكل إتقان،وبمستوى رفيع يضاهي أرقى المؤسسات العسكرية حينها،و شارك في الطابور صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين حالياً.
بعد أداء التحية العسكرية لصاحب السمو الأمير الراحل – طيب الله ثراه – تفقد سموه رحمه الله طابور الخريجين،ثم قدم الخريجون عرضاً للمشاة مروراً بالمنصة الرئيسية ، ثم شاهد الحضور عرضاً لفك السلاح وغيرها من المهارات العسكرية التي إكتسبوها خلال فترة التأسيس العسكرية الأولى،وكما جرى خلال الاحتفال تسليم أول راية لوحدة من وحدات قوة دفاع البحرين وهي راية مركز تدريب قوة الدفاع الملكي ،فكان هذا اليوم يوماً تحتفي فيه البحرين بقوتها الباسلة،في كل عام .