بحث الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية مع رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.

واستقبل الرئيس المصري صباح الثلاثاء، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في مقر إقامته، في قصر الشيخ حمد بالقضيبية.

وتطرق الحديث خلال اللقاء إلى التعاون الثقافي بشكل عام، إضافة إلى مناقشة دور المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المرحلة المقبلة وعمله على انتداب خبراء لمعاينة التراث العالمي المهدد بالخطر، ومنه إرسال المركز لمهمة خاصة يقوم بها خبير فرنسي لمتابعة حفظ وصون الكنسية البطرسية بالكاتدرائية المرقسية، والتي كانت تعرضت لتفجير العام الماضي.

وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "نرحّب بفخامة برئيس الجمهورية المصرية في البحرين التي تحرص على اللقاء الحضاري والإنساني مع الشقيقة مصر"، مشيرة إلى أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تعمل على تعزيز التبادل الثقافي ما بين البلدين عبر استخدام كافة الوسائل وفي مختلف مجالات الآثار والتراث والفنون وغيرها، مؤكدة أن "الثقافة هي خط الأول للدفاع عن منجزات الأوطان وهي الوسيلة الأنجح لبناء مجتمعات إيجابية تستطيع تجاوز الأحداث والأزمات الراهنة في بعض البلدان العربية".

وتشهد العلاقات الثقافية ما بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية ازدهاراً مطرداً على مدى السنوات الماضية من خلال حضور الحضارة المصرية العريقة في الحراك الثقافي البحريني وعبر جهود سفارة جمهورية مصر العربية التي تحرص على إثراء المشهد الثقافي عبر مشاركات وتعاون مستمر مع هيئة البحرين للثقافة والآثار في مواسم ثقافية مختلفة.

وكان آخر ملامح الحضور المصري في الحراك الثقافي البحريني، مشاركة دار الأوبرا المصرية، من خلال دعم السفارة المصرية، في مهرجان ربيع الثقافة الحادي عشر عبر حفل "الليلة الكبيرة" الذي أحيا أجمل وأشهر أعمال الشاعر المصري القدير صلاح جاهين، وحفل الفنان المصري محمد محسن في الصالة الثقافية والأمسية الشعرية التي شهدها متحف البحرين الوطني للشاعر المصري جمال بخيت. وكان الموسيقار المصري عمر خيرت قدّم حفله ضمن مهرجان ربيع الثقافة العاشر لعام 2015م في مسرح البحرين الوطني.

وفي سعيها إلى المشاركة في الحراك الثقافي المصري، حلت مملكة البحرين خلال فبراير 2016م ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 47، حيث قدم البرنامج الثقافي لمملكة البحرين مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تنوعت ما بين محاضرات لكتاب ومثقفين بحرينيين، وحفلات موسيقية تحمل روح الإبداع الموسيقي البحريني، وعروض أفلام بحرينية وأمسيات شعرية ، ألقى خلالها رواد الشعر البحريني أجمل ما لديهم من كلمات في مواضيع مختلفة.

وكانت جمهورية مصر العربية حلت عام 2014 ضيف شرف معرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته السادسة عشرة وقدمت العديد من الفعاليات التي أثرت تجربة المعرض الذي يعد من أضخم الفعاليات الثقافية في المملكة.

وإضافة إلى مشاركتها في مهرجان ربيع الثقافة، فإن مصر تحضر كذلك العديد من المواسم الثقافية في البحرين، كمهرجان صيف البحرين ومهرجان البحرين الدولي للموسيقى عبر فعاليات متنوعة، وكانت فرقة عبد الحليم نويرة افتتحت مهرجان صيف البحرين عام 2015م بحفل أحيا أجمل إبداعات الفنانة الراحلة أم كلثوم. وشهد عام 2014 إقامة الأيام الثقافية البحرينية في القاهرة، والتي تضمنت الإعلان عن الفائز بجائزة الكتاب لذلك العام ، فاز بها كتاب "الفن بناء"، لتستمر بعد ذلك الأيام الثقافية في فعل التبادل الثقافي الذي شمل معرضا للفنون التشكيلية جمع سبعة فنانين والعديد من الحفلات الفنية التي قدمتها فرق بحرينية. وفي إطار التعاون الثقافي، عملت كل من البحرين ومصر على إثراء العلاقات الثقافية عبر فعاليات مشتركة كحفل فرقة الموسيقى العربية التي أحيت روائع الفنان الراحل محمد عبدالوهاب وحفل "البحرين بعيون مصرية"، والذي جاء في سياق الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد لمملكة البحرين.