أكد خبير العلم الجنائي حسن النافع أن النباتات دخلت العلوم الجنائية كأحد الفروع الحديثة لعلم الأحياء الجنائي، واستطاعت أن تكشف غموض العديد من الجرائم الجنائية، منوهاً إلى أهمية اعتماد فحص العوالق النباتية "الدياتومات Diatomes" التي يستفاد منها في التحقيق بقضايا الغرق، في البحرين كونها أرخبيلاً يمكن أن تتكرر فيه حوادث الغرق من وقت إلى آخر.

وأشار في محاضرة نظمتها النيابة العامة بعنوان "علم النبات الجنائي" إلى أن النبات أو أي من أجزائه كالبذور، وحبوب اللقاح، والأوراق والثمار، والأخشاب تستخدم اليوم في التحقيق في الجرائم ومن الممكن أن تسهم في تحديد سبب الوفاة، وكذلك التعرف على الموقع السابق للجثة.

وأكد النافع أن علم "حبوب اللقاح الجنائي" يعتبر تقنية ذات مصداقية لربط شخص ما أو شيء بمسرح جريمة أو بقعة جغرافية معينة، حيث تمثل حبوب اللقاح أحد الأجزاء النباتية التي تسهم في كشف غموض القضايا، ويمكن أن تعمل عمل البصمة لجريمة معينة، مشيراً إلى وجود أكثر من نصف مليون نوع منها، وأوضح مميزات حبوب اللقاح التي تجعلها صالحة للاستدلال، وهي توافرها بكثرة في البيئات البرية عامة والزراعية بشكل خاص، وصغر حجمها، وقدرتها على الاستدامة لأن جدارها مقاوم للتحلل، ويمكن أن تحافظ على العديد من الوسائط سنوات عديدة، كما أن بالإمكان العثور عليها في المواد المحطمة أو المحروقة، لافتاً إلى أن لكل نوع نبات حبوب لقاح تختلف عن الأخرى.

وأشار إلى أن حبوب اللقاح يمكنها التدليل على منطقة أو إقليم معين يمثل مكان وقوع الجريمة، حيث يمكن لحبوب اللقاح أن تحدد بشكل غير متوقع من أين أتى الشخص المتوفى، ويمكن رفع عينات حبوب اللقاح من التجويف الأنفي للضحية أو من على ملابس المتهم، إذ لا يمكن للمتهم أن يراها بالعين المجردة وتفحص فقط تحت المجهر.

ونوه بالجرائم التي تدخل فيها تقنية حبوب اللقاح مثل الأوراق النقدية المزورة، واللوحات الفنية أو الأسلحة والمسدسات، وفي العينات المأخوذة من الجهاز التنفسي، أو محتوى المعدة، وآثار الأقدام المغبرة، وقال إنها تستخدم عادة في جرائم القتل، والاعتداءات الجنسية والجسمية بأنواعها، والتهريب، والاصطدام والهروب، والسرقة والمخدرات.

واستعرض الخبير الأدلة النباتية في البيئات المائية ومنها أصناف من العوالق النباتية تدعى "الدياتومات Diatomes" يستفاد منها في التحقيق في قضايا الغرق باستخلاصها من الجهاز التنفسي للضحية الغريق للتحديد التقريبي لفترة مكوث جثة الضحية في المياه وعما إذا كانت جرفتها التيارات من منطقة أخرى.