"ذكرى" فنانة أضاءت عالم الموسيقى بصوتها العذب، وجسدت في أغانيها خليطًا من الحزن والرومانسية، حيث كانت تحكي قصص الحب والفقد والآلام.

بدأت "ذكرى" مسيرتها الفنية في وقت مبكر، وسرعان ما أصبحت من أبرز نجوم الساحة العربية، محققة نجاحا كبيرا بألبوماتها التي كانت أكثر من مجرد كلمات وألحان، بل رسائل عاطفية تعكس تجاربها الإنسانية.

إلا أنه وراء هذا النجاح، كانت هناك قصة مأساوية، حيث لقيت ذكرى حتفها في حادث مأساوي، على يد زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، بسبب الغيرة والشك، حيث أطلق عليها 30 طلقة رصاص، في عام 2003.

محطات في حياة ذكرى التي انتهت نهاية مأساوية

ولدت ذكرى في مدينة المرسى بتونس، يوم 16 سبتمبر 1966، وكانت السابعة بين ثمانية أشقاء (خمس أخوات وثلاثة إخوة)، وبدأ شغفها بالغناء منذ الصغر.

وكان والدها يشجعها، بينما لم تتقبل والدتها الفكرة في البداية، لكن بعد وفاة الأب تحولت الأم إلى دعم ابنتها، وهو ما فعله أشقاؤها.

وأوضحت ذكرى في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي مصطفى ياسين في برنامج "نجوم لا يعرفها أحد" عام 2001، أن اسمها الحقيقي هو "ذكرى محمد عبد الله"، وأن والدها اختار هذا الاسم تزامنا مع ذكرى تأسيس الحرس الوطني التونسي، الذي كان يعمل فيه، حيث ولدت في نفس الشهر.

بداية مسيرة ذكرى الغنائية

بدأت مسيرتها الغنائية في ليبيا ثم انتقلت إلى تونس، ومن هناك هاجرت إلى مصر، حيث بدأت شهرتها تتسع في الوطن العربي. بفضل صوتها القوي، تعاونت مع كبار الملحنين المصريين، مثل: صلاح الشرنوبي، وحلمي بكر.

ومن أشهر أعمالها باللهجة المصرية: "وحياتي عندك"، "مش كل حب"، "الأسامي"، "الله غالب"، "يا عزيز عيني"، "كل اللي لاموني"، "يوم عليك"، و"بحلم بلقاك".

كما برزت ذكرى في الغناء الخليجي، وحققت أغانيها شهرة واسعة، إذ تعاونت مع فنانين خليجيين كبار مثل طلال مداح في "ابتعد عني"، أبو بكر سالم في "يا مشغل التفكير"، ومحمد عبده في "حلمنا الوردي".

ومن أشهر أغانيها الخليجية: "يا مشغل التفكير"، "إلين اليوم"، "فزيت"، "ما فيني شي"، "شهر"، "ألف عمر"، "هذا أنا"، "غايب"، "أحبك موت"، و"المسافر".

نهاية مأسوية

في 28 نوفمبر 2003 استيقظ الوسط الفني والوطن العربي عل خبر مقتل الفنانة ذكرى، إذ قتلها زوجها أيمن السويدي، بـ30 طلقة، ثم تخلص من حياته في الوقت ذاته.

وقالت الممثلة المصرية كوثر رمزي، صديقة ذكرى المقربة، هي الشاهد الوحيد على الحادث، حيث نشب خلاف بين الزوجين، أثناء وجودها، وطلب أيمن السويدي، من كوثير مغادرة الغرفة بحجة مناقشة أمور شخصية مع ذكرى زوجته، في حين طلبت ذكرى منها ألا تغادر لأنها خاءفة من زوجها، الذي وصل إلى مرحلة من الغيرة المرضية، إلا أن كوثر استجابت له وغادرت، رغم طلب ذكرى، لتفاجأ بعدها بخبر مصرع صديقتها على يد زوجها.