ومضت رسالة بالأبيض والأسود عبر شاشات الكمبيوتر في شركة (نايتس أولد) وهي شركة توصيل بريطانية تعمل منذ 158 عاماً وكان نصها " إذا كنت تقرأ هذه الرسالة فهذا معناه أن البنية التحتية لشركتك قد توقفت كلياً أو جزئياً"... الرسالة التي اثارت الذعر في جنبات الشركة بأكملها.

وقام بالهجمة الإلكترونية عصابة روسية تُدعى (أكيرا) وتبعد عن مركز الهجمة بإنجلترا نحو 2000 ميل واسفرت الهجمة عن تخريب أجهزة الكمبيوتر بالشركة إلى جانب شركتين للشحن تابعتين لها، ما أسفر عن انقطاع شبكة إدارة الشاحنات الخاصة بالشركة إضافةً إلى أنظمة حجز المدفوعات.

ولإجبار الشركة على التفاوض، نشر المحتالون في شهر يونيو من العام الماضي برامج خبيثة قامت بتشفير ملفات نايتس ثم هددوا بنشر بياناتها الداخلية السرية على الإنترنت.

واشارت العصابة إلى أن دفع الفدية من شأنه أن يمنح الشركة مفتاح فك التشفير الذي يمكن استخدامه لفتح أجهزة الكمبيوتر والخوادم المخترقة.

واستهدفت أكيرا عدد من كبرى الكيانات حول العالم منها نيسان موتورز وياماها موتورز بخلاف جامعة ستانفورد.

واكتشف الباحثون أن حوالي 80 في المئة من ضحايا أكيرا من الشركات الصغيرة أو متوسطة الحجم ومعظمها في أميركا الشمالية وأوروبا.

زيادة في عدد الهجمات الإلكترونية في 2023

وبحسب معهد (سانس) المتخصص في برامج الأمن السيبراني فان عدد هجمات الفدية الإلكترونية قد ارتفع بنحو 70 في المئة عن العام الماضي ليصل عددها إلى 4611 هجمة , بينما اشارت تحليلات مكتب المباحث الفيدرالية الأميكري ان عصابة أكيرا وحدها مسؤولة عن 350 هجمة وابتزت ما يقدر بنحو 42 مليون دولار أميركي.

وبحسب شركة التأمين الرقمية (إمبروكر) فإن معظم الشركات الصغيرة تحدد حدود سياساتها لأضرار الأمن السيبراني عند مليون دولار أمريكي وهو ما يقترب من نفس القيمة التي وضعتها شركة (نايت فرانك) وتستخدم تلك الأموال في إعادة بناء أجهزة الكمبيوتر المصابة بفيروسات الفدية الإلكترونية لكنها عادةً تكون غير كافية.

ووجدت شركة التأمين (مارش أند ماكلينان) أن متوسط ​​​​مدفوعات الفدية قد ارتفع إلى 6.5 مليون دولار أمريكي في عام 2023 من 335 ألف دولار أميركي في عام 2022.