يقوم الجيش الإسرائيلي بالاجتياح الأكثر قساوة لمدينة جباليا شمالي غزة، وهو الثالث منذ بدء العدوان على القطاع، مصعّداً هذه المرة بشكل غير مسبوق، بتهجير 95% من سكان هذه المدينة، إلى جانب محاولته مسح جباليا من الخريطة بالكامل.
شهادات ممن تبقى من سكان جباليا، المحاصرين حالياً من آليات الجيش الإسرائيلي، مانعاً عنهم إدخال الدواء والطعام أو أي من مقومات الحياة منذ أكثر من 70 يوماً.
وأكد شهود عيان أن "القصف حولنا لا يتوقف، حتى أن أجزاء من المنزل تعرضت لشظايا صواريخ جراء قصف مجاور لنا"، مشيراً إلى أن "الحركة خارج المنزل صعبة للغاية؛ لأن الاحتلال يستهدف كل شيء متحرك في الشوارع والطرقات".
عن احتياجاتهم من الطعام، قال: "كل شيء لدينا يقترب من النفاد، والاحتلال يرفض إدخال أي مساعدات أو طعام ويواصل قصفه وحصاره، وكل ما نعتمد عليه حالياً هو قليل من المعلبات والمعكرونة والعدس والأرز، من المساعدات التي تسلمناها قبل بدء الهجوم الإسرائيلي في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024".
طغا على الهجوم الحالي مشهد نزوح السكان وتهجيرهم قسرياً عن بيوتهم وأحيائهم؛ إذ ينذر جيش الاحتلال من يبقى في شمال غزة بالقصف والقتل، طالباً منهم التوجه إلى مدن جنوب القطاع.
من أصل 450 ألف نسمة –هم مجموع سكان محافظة شمال قطاع غزة وفق إحصائيات رسمية- لم يتبقَ فيها حاليا سوى 15-20 ألف شخص، لا يدخل إليهم أي طعام أو مياه منذ 70 يوماً، وهم معرضون للموت في كل لحظة بسبب كثافة القصف، بحسب مراسل "عربي بوست" هناك.
أوضح أن القوات الإسرائيلية عمدت في هجومها على جباليا على أسلوب نسف الأحياء السكنية ببراميل تزن عدة أطنان من المتفجرات، ما أدى إلى تدمير ما يزيد عن 90% من الأبنية.
ويعرف عن جباليا أنها أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، وتبلغ مساحتها 1.4 كيلومتر مربع، واستقر فيها اللاجئون عقب تهجيرهم من ديارهم من العصابات الصهيونية عام 1948.