من المقرر أن نستمع فجر الاثنين بالتوقيت العربي، أو السابعة والنصف مساء الأحد بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، إلى عملاء متقاعدين من "الموساد" الإسرائيلي، استضافهم برنامج "60 دقيقة" الأميركي الشهير على شاشة CBSnews التلفزيونية، مشترطين عدم الكشف عن هويتهم وعلى الظهور ملثمين.

وسيتحدث الضيوف عن أسرار ما زالت وراء الكواليس، تتعلق بعملية تفجير أجهزة "البيجر" واللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في 17 و18 سبتمبر الماضي ضد حزب الله في لبنان وسوريا، وعن الاستعدادات التي استمرت لعقد من الزمان لإعدادها وتنفيذها.

إذا ضغطنا على الزر

في تلك العملية انفجرت آلاف أجهزة pagers المحمولة، بوقت واحد في لبنان وسوريا، وقتلت 42 شخصا على الأقل، وأصابت أكثر من 3000 بجروح متنوعة وتشوهات، وهو ما نشر "60 دقيقة" مقطعا دعائيا عن حلقته، مرفقا في منصة "" التواصلية بصورة للمذيعة الأميركية Lesley Stahl وهي تحمل واحدا من أجهزة "البيجر" التي أعدها الموساد، كما وصورة لعميل "موسادي" ملثم، شارك بإعداد العملية.

ونشر موقع Axios الإخباري الأميركي عن الحلقة، أن 60 Minutes وافق على أن يظهر العملاء بأقنعة تغطي وجوههم، وتغيير أصواتهم، لإبقائهم مجهولين. كما نقل "أكسيوس" عن أحد عملاء "الموساد" قوله إنهم اختبروا أجهزة "البيجر" مرات عدة، للتأكد من أن الضرر سيكون ضئيلا عند تفجيرها، وقال: "إذا ضغطنا على الزر، فالوحيد الذي سيصاب بأذى هو الإرهابي نفسه، حتى لو كانت زوجته أو ابنته بجواره مباشرة"، وفق تعبيره.

مذهول من تأثير الهجوم

وبرغم الدقة الشديدة للعمليات، فقد أدانت الأمم المتحدة هجوم إسرائيل باستخدام الأجهزة، وعقدت جلسة طارئة في مجلس الأمن بعد يومين من تفجيرها، أي في 20 سبتمبر الماضي، وبعد الجلسة شعر Volker Türk المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة وكأن ما حدث كان فيلما سينمائيا، وأبلغ السفراء بأنه "مذهول من اتساع وتأثير الهجوم" كما قال.

أيضا، حمل سفير سلوفينيا لدى الأمم المتحدة Samuel Žbogar المتولي رئاسة مجلس الأمن ذلك الوقت، إسرائيل مسؤولية خلق حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة، وبعده ظهرت نائبة رئيس الوزراء البلجيكية Petra De Sutter وقالت: "أدين بشدة الهجوم الإرهابي الضخم في لبنان، والذي أدى إلى إصابة آلاف الناس. هذا تصعيد وحشي للعنف، والصمت ليس خيارا. هناك حاجة إلى تحقيق دولي، ويجب إيقاف إراقة الدماء"، بحسب ما كتبت في منصة "" ذلك الوقت.

ومع أن حزب الله لم يكشف بعد عن حجم ما خلفته العملية الإسرائيلية من أضرار، إلا أن تقارير موثوقة أكدت أن انفجارات "البيجيرات" واللاسلكي الخاصة به، قتلت 59 منه في لبنان وسوريا، وأصابت 4500 بجروح خطيرة، وكان من لحقت به جروح وتشوهات سفير إيران لدى لبنان، مجتبى أماني.