متلازمة التوأم المختفي، هي ظاهرة طبية نادرة تحدث أثناء الحمل، حيث يختفي أحد الأجنة التوأم داخل رحم الأم نتيجة امتصاصه من قِبَل شقيقه أو شقيقته أو حتى من قبل جدار الرحم أو المشيمة.

وتُلاحظ هذه الحالة غالبًا في الأشهر الأولى من الحمل ويتم اكتشافها عادةً أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية.

كيف تحدث الظاهرة؟

يبدأ الحمل بوجود جنينين أو أكثر، ولكن بسبب عوامل مختلفة، يفقد أحد الأجنة القدرة على التطور. يتم امتصاص أنسجة الجنين المفقود إما بواسطة المشيمة أو التوأم الآخر، مما يؤدي إلى "اختفاء" الجنين.

ويمكن أن يحدث ذلك بسبب اضطرابات في المشيمة، خلل جيني في الجنين المفقود، أو محدودية الإمداد الغذائي بسبب ظروف بيئية أو وراثية.

الأعراض والعلامات

غالبًا ما تمر متلازمة التوأم المختفي دون أعراض واضحة، خاصة إذا حدثت في الأشهر الأولى من الحمل. ومع ذلك، قد تعاني الأم من بعض الأعراض مثل:

• نزيف طفيف في بداية الحمل.

• تقلصات خفيفة أو شعور بعدم الراحة.

• نتائج غير متوقعة في اختبارات الموجات فوق الصوتية، حيث يظهر جنين واحد فقط بعد أن تم رصد جنينين سابقًا.

التأثيرات النفسية والعاطفية على الأسرة

يمكن أن تكون متلازمة التوأم المختفي تجربة صعبة عاطفيًا على الوالدين، خاصة إذا كانا على علم بوجود توأمين، ففي البداية قد يشعران بالحزن لفقدان أحد الأجنة، حتى لو كان الجنين الآخر ينمو بشكل طبيعي وصحي.

التأثيرات الطبية على الجنين الباقي

في معظم الحالات، لا يتأثر الجنين الباقي، ويستمر الحمل بشكل طبيعي، ومع ذلك، في حالات نادرة قد يتسبب امتصاص الأنسجة المفقودة في مضاعفات، مثل الالتهابات أو مشاكل في المشيمة.

كيف يتم التشخيص؟

يتم تشخيص متلازمة التوأم المختفي عادةً من خلال الموجات فوق الصوتية، حيث يظهر جنين واحد بعد اختفاء الآخر. في بعض الحالات، قد تكشف اختبارات الحمض النووي أو الأنسجة بعد الولادة عن بقايا التوأم المفقود.

هل يمكن الوقاية من المتلازمة؟

لا توجد طريقة محددة للوقاية من متلازمة التوأم المختفي، حيث تعتمد الظاهرة على عوامل جينية وبيئية خارجة عن السيطرة، ومع ذلك، فإن الرعاية الطبية الجيدة خلال الحمل يمكن أن تساعد في تقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بها.

ظاهرة التوأم الطفيلي

أحيانًا، قد يتم الخلط بين متلازمة التوأم المختفي وظاهرة التوأم الطفيلي، حيث يتطور أحد الأجنة بشكل غير مكتمل ويصبح جزءًا من جسم الجنين الباقي، وهذه الظاهرة تختلف عن متلازمة التوأم المختفي لكنها تعكس تعقيد حالات الحمل المتعدد.

متلازمة التوأم المختفي تُظهر الجانب الغامض والمعقد لتطور الأجنة.

وعلى الرغم من صعوبة فقدان أحد التوأمين، فإن استمرار نمو الجنين الآخر بشكل صحي يعد أمرًا مطمئنًا للأسر. تظل هذه الظاهرة تذكيرًا بمدى تعقيد العمليات البيولوجية التي تحدث خلال الحمل.