الجاذبية هي القوة التي تُبقي الأجسام متصلة بالأرض وتتحكم في حركة الكواكب والأجرام السماوية.

ورغم أنها تعتبر من القوى الأساسية في الطبيعة، فإن هناك بعض الأماكن على كوكب الأرض التي تبدو فيها الجاذبية كما لو كانت تختفي أو تتغير بشكل غريب. هذه الظواهر تثير الحيرة وتدفع العلماء إلى محاولة فهمها.

ولعل أحد أبرز الأمثلة على هذا النوع من الظواهر هو "الأنماط الجاذبية السلبية" التي تحدث في بعض المواقع، فعلى سبيل المثال، هناك بعض المواقع التي يتميز سطحها بتضاريس خاصة أو خصائص جيولوجية غير عادية تجعل الجاذبية أقل من المعتاد.

وواحد من أشهر هذه المواقع هو "المنطقة الجاذبية السلبية" في الهند، والتي تُعرف أحيانًا بـ "منطقة سيفاك" في ولاية أوتارانتشال، وهناك، أشارت بعض القياسات إلى أن الجاذبية تظهر بشكل ضعيف بشكل غير متوقع.

ومن المناطق الغريبة الأخرى منطقة "وادي الموت" في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، بينما قد يظن البعض أن هذه المنطقة هي مجرد بيئة جافة وعقيمة، فقد لوحظ فيها تذبذب غير عادي في قياسات الجاذبية.

العلماء يعزون ذلك إلى عدة عوامل، من بينها كثافة الرمال والتضاريس المحيطة التي قد تؤثر على الجاذبية في تلك المنطقة بشكل غير تقليدي.

وأيضًا هناك ظاهرة غريبة أخرى تحدث في "الجزر الجنوبية" في القارة القطبية الجنوبية. هناك، تقارير متعددة من علماء الأرض تشير إلى اختلافات غريبة في قياسات الجاذبية. هذا الاختلاف قد يعود إلى تباين كثافة الجليد على سطح القارة أو إلى وجود مساحات كبيرة من الأرض السائلة تحت طبقة الجليد.

ومع ذلك، لا تزال هذه الظواهر غامضة ويعمل العلماء على المزيد من البحث لفهم أسباب هذه التغيرات الغريبة في الجاذبية.

إحدى الظواهر التي تثير الجدل في هذا الصدد هي ما يُسمى "نقاط العدم الجاذبي" أو ما يُشاع عنها بأنها مناطق يختفي فيها تأثير الجاذبية بشكل تام. هذه الفكرة، رغم كونها مثيرة للاهتمام، إلا أنها لا تملك تأكيدات علمية قطعية حتى الآن.

وربما يكون التأثير ناتجًا عن تداخل قوى أخرى أو تأثيرات خارجية مثل الحقول المغناطيسية أو غيرها من العوامل.

وما زالت هذه الظواهر تجذب اهتمام العلماء، وهناك العديد من الدراسات التي تهدف إلى تحديد الأسباب العلمية الدقيقة لهذه التغيرات في الجاذبية. هذه الألغاز ليست مجرد تحديات علمية، بل أيضًا فرصة لفهم أعمق للقوى الطبيعية التي تشكل عالمنا.