هل تعرف المياه التي تحول الكائنات إلى تماثيل حجرية؟ هذا ليس سؤالا قادما من عالم الخيال، وإنما حقيقية واقعية موجودة في تنزانيا بقارة إفريقيا.

حل هذا اللغز يكمن في سر علمي هو أن هذا النوع من المياه غني بالمعادن، خاصة كربونات الكالسيوم، والسيليكا، لذا فإنها تترسب على الأسطح عند ملامستها للكائنات الحية أو المواد العضوية فتؤدي إلى التحجر.

كيف تحدث عملية التحجر؟

عندما تحتوي المياه على نسبة عالية من المعادن الذائبة المذكورة سلفا، تبدأ هذه المعادن بالتبلور والترسب على سطح الكائن، أو المادة العضوية، عند ملامستها.

ومع مرور الوقت تتراكم الطبقات المعدنية حتى تغطي الجسم بالكامل، ويؤدي ذلك إلى تحويل الكائن أو الشيء الذي غمر بهذه المياه إلى ما يشبه التمثال الحجري، دون أن يتم تدمير هيكله الأصلي.

أشهر المواقع التي تحدث فيها الظاهرة

تحدث هذه الظاهر في بحيرة ناترون بتنزانيا، ويعتبر هذا المكان أحد أبرز المواقع التي تشتهر بهذه الظاهرة.

وتحتوي البحيرة هناك على مياه قلوية شديدة الغنى بالمعادن التي تؤدي إلى تحجر الكائنات التي تلامسها.

وهناك مواقع أخرى لكنها أقل شهرة، مثل: كهوف الحجارة المتحجرة، بالمملكة المتحدة، وتقع قرب مدينة كيتيرينج، حيث تتساقط المياه المشبعة بالمعادن على الكائنات فتتحول إلى تماثيل حجرية بمرور الزمن.

الينابيع الساخنة في الولايات المتحدة، أيضا من الينابيع الجوفية تُظهر هذه الظاهرة بشكل محدود، نتيجة التركيز العالي للمعادن في مياهها.

استخدامات هذه الظاهرة

وفي بعض الأماكن، يستغل هذا التحجر لصناعة أشكال فنية، حيث يتم وضع أشياء صغيرة مثل: الزهور، أو المنحوتات، في المياه الغنية بالمعادن لتحويلها، إلى قطع حجرية.

ويساعد العلماء على فهم العمليات الجيولوجية والكيميائية، التي تحدث في الطبيعة، بالإضافة إلى دراسة تأثير المياه الغنية بالمعادن على الكائنات الحية.

هل هناك خطورة؟

رغم جمال هذه الظاهرة وسحرها، إلا أن ملامسة المياه المتحجرة قد تكون خطيرة في بعض الحالات، خاصة إذا كانت المياه شديدة القلوية، كما أن بعض المواقع تُعتبر بيئات حساسة ويجب الحفاظ عليها وعدم التدخل فيها بشكل يؤثر على توازنها البيئي.

المياه التي تحول الكائنات إلى تماثيل حجرية تمثل واحدة من أعجب الظواهر الطبيعية، فهي ليست مجرد مشهد جمالي، بل تحمل أهمية علمية وثقافية، مما يجعلها موضع اهتمام الباحثين ومحبي الطبيعة حول العالم.