تتميز الكثير من المهن بارتداء ممثليها زي معين، فمثلا يرتدي الطبيب البالطو الأبيض، ويرتدي المهندس خوذة وجاكيت ويرتدي المحامي روبا أسود، ولكن ما هو السر في ارتداء كل المحامين على مستوى العالم روبا أسود طويل؟.

سبب ارتداء المحامين روب أسود

في الماضي كان اللون الأسود من الألوان الأساسية في الملابس، وكانت لا تتوفر الأصباغ على نطاق واسع، واستخدام الألوان في الملابس كان يحمل صاحبها تكاليف كثيرة لأنها كانت تأتي من مصادر طبيعية، وعند فرض زي معين علة المحامين، تم اختيار اللون الأسود لتوافره بكثرة ولأنه الأرخص ثمنا.

دلالات اللون

تم اختيار اللون الأسود لزي المحامين لأنه يمثل السلطة والقوة، وفي كل أنحاء العالم أصر المحامين على ارتداء اللون الأسود خضوعا للعدالة وللإشارة لأن القانون غير متحيز ويعتمد على الأدلة فقط ولا شئ غيره، فارتداء العباءة السوداء للمحاماة تشير إلى نظام العدالة وأنهم مؤيدين لمساواة القانون.

ويدل اللون الأسود على صفات كريمة مثل الشرف والحكمة والأمانة وهي ما يجب أن يتحلى بها أي محامي، مما يبني بينه وبين عملائه الاحترام والمصداقية.

ويعتبر ارتداء كل المحامين لنفس زي العباءة السوداء لإثبات أن كل المحامين ملزمون ومتساوين في واجبهم لدعم القانون والعدالة.

أصل الرواية

يحكى أن أصل ارتداء العباءة السوداء يرجع إلى فرنسا، عام 1791 حيث رأى قاضيًا من شرفة منزله جريمة قتل فعلها أحدهم وهرب الجاني وترك القتيل في الأرض ليمر أحد المارة ليأخذه إلى المستشفى لمعالجته، وتأتي الصدفة أن هذا القاضي هو الحاكم في هذه القضية وحكم على المار والمنقذ للقتيل بالإعدام بناء على الأدلة لأن القانون يعترف فقط بالأدلة.

وبعد فترة شعر القاضي بتأنيب الضمير لأنه حكم على مظلوم ولم يقول الحقيقة، وقرر قول الحقيقة أمام الناس جميعًا مما أثار الرأي العام وتم اتهامه بعدم الأمانة.

وبعد ذلك كان القاضي ينظر في إحدى القضايا إذ بمحامي المتهم يرتدي عباءة سوداء طويلة فسأله القاضي لماذا ترتدي الروب الأسود هذا، فرد عليه المحامي "لأذكرك بما فعلته من قبل وحكمت ظلمًا على متهم بريء بالإعدام".

ومنذ هذه اللحظة تم اعتماد الزي الأسود للمحاميين في فرنسا أمام القضاة للدلالة على الشرف والأمانة، ثم انتشر الزي في جميع أنحاء العالم.