المسجد الأقصى الحقيقي.. بين القداسة التاريخية والخلافات الحديثة ما الذي يجب أن تعرفه؟

المسجد الأقصى هو واحد من أقدس المواقع في الإسلام، وله مكانة روحية وتاريخية عميقة في قلوب المسلمين حول العالم، ومع ذلك هناك بعض الخلافات والالتباسات حول ما يشكل المسجد الأقصى الحقيقي، خاصة في ظل الاختلافات في الفهم بين العامة وبعض التيارات الفكرية.

في هذا المقال، سنستعرض تاريخ المسجد الأقصى الحقيقي، ومكانته الدينية، والخلافات المحيطة به.

تاريخ المسجد الأقصى

يعود تاريخ المسجد الأقصى إلى آلاف السنين، حيث يُعتقد أنه بُني بعد المسجد الحرام في مكة بأربعين عامًا، وفقًا لحديث نبوي شريف ويقع المسجد الأقصى في مدينة القدس، داخل الحرم القدسي الشريف، وهو منطقة مقدسة تضم أيضًا قبة الصخرة والعديد من المعالم الإسلامية الأخرى.

العهد الإسلامي:

بعد الفتح الإسلامي للقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، تم بناء المسجد الأقصى في موقعه الحالي وقد تم توسيعه وتجديده في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وابنه الوليد بن عبد الملك.

الاحتلالات المتتالية

تعرض المسجد الأقصى للعديد من الاعتداءات والاحتلالات عبر التاريخ، بما في ذلك الاحتلال الصليبي في القرن الحادي عشر، والذي انتهى باستعادة صلاح الدين الأيوبي للقدس عام 1187.

مكانة المسجد الأقصى في الإسلام

للمسجد الأقصى مكانة عظيمة في الإسلام، حيث يُعتبر ثالث أقدس موقع بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة كما ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة الإسراء:

"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الإسراء: 1).

كما أن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين، حيث كانوا يتوجهون إليه في الصلاة قبل أن يتم تغيير القبلة إلى الكعبة المشرفة في مكة.

الخلافات حول المسجد الأقصى الحقيقي

هناك بعض الالتباسات والخلافات حول ما يشكل "المسجد الأقصى الحقيقي"، خاصة في ظل وجود قبة الصخرة داخل الحرم القدسي الشريف وهذه الخلافات تنقسم إلى عدة نقاط:

التمييز بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة

يعتقد بعض الناس أن قبة الصخرة هي المسجد الأقصى، لكن هذا غير صحيح فالمسجد الأقصى هو المسجد القبلي، ذو المبنى الكبير والسقف الرمادي الموجود في الجهة الجنوبية من الحرم القدسي، أما قبة الصخرة، فهي المبنى الذهبي الشهير الذي يقع في وسط الحرم.

المسجد الأقصى يشير إلى المساحة الكلية للحرم القدسي، بما في ذلك المسجد القبلي وقبة الصخرة والساحات المحيطة.

الخلافات التاريخية والسياسية

يدعي بعض اليهود أن المسجد الأقصى بُني على أنقاض الهيكل اليهودي المزعوم، مما أدى إلى توترات سياسية ودينية حول المكان.

الخلافات الفكرية

بعض التيارات الفكرية تبالغ في تفسير الأحاديث النبوية المتعلقة بالمسجد الأقصى، مما يؤدي إلى انتشار معلومات غير دقيقة حول مكانته وحدوده.

المسجد الأقصى في الوقت الحاضر

اليوم، يواجه المسجد الأقصى العديد من التحديات، بما في ذلك المحاولات المتكررة لتهويد القدس والاعتداءات على الحرم القدسي كما يعتبر المسلمون حول العالم الدفاع عن المسجد الأقصى قضية مركزية، حيث يُنظر إليه كرمز للهوية الإسلامية والسيادة على الأراضي المقدسة.