970x90

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على كيمياء المخ

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على كيمياء المخ
play icon
  • facebook share
  • x share
  • whatsapp share
  • telegram share
  • plus iconfont iconminus icon
  • read mode icon

باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، إذ يستخدمها الملايين للتفاعل مع الآخرين ومشاركة الأفكار والمحتوى، لكن ما قد لا يدركه الكثيرون هو تأثيرها العميق على كيمياء المخ، حيث تؤثر على إفراز الهرمونات والناقلات العصبية، مما يؤدي إلى تغيرات في العواطف والسلوكيات، وقد يكون لهذه التغيرات تأثيرات إيجابية وسلبية حسب كيفية استخدامها ومدى الاعتماد عليها.

تعرف على تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي

هناك العديد من التأثيرات لوسائل التواصل الاجتماعي، ومنها ما يلي:

دور الدوبامين في الإدمان على وسائل التواصل

أحد أهم التأثيرات التي تحدثها وسائل التواصل الاجتماعي على المخ هو تحفيز إفراز الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمكافأة والسعادة، عند تلقي إعجاب أو تعليق إيجابي.

يفرز المخ دفعة من الدوبامين، مما يخلق شعورًا بالمتعة، وهذا التأثير يجعل المستخدمين يعودون مرارًا للتحقق من إشعاراتهم، مما يؤدي إلى نمط يشبه الإدمان، حيث يصبح الدماغ مبرمجًا على البحث عن هذه المكافآت الصغيرة بشكل متكرر

ومع مرور الوقت قد يقل تأثير الدوبامين نتيجة الاستخدام المفرط، مما يجعل الأشخاص بحاجة إلى تفاعل أكبر للحصول على نفس الشعور بالسعادة، وهذا قد يؤدي إلى الإدمان الرقمي، حيث يصبح من الصعب تقليل وقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون الشعور بالقلق أو الملل.

تأثير الكورتيزول والتوتر الناتج عن الاستخدام المفرط

وسائل التواصل الاجتماعي ليست فقط مصدرًا للسعادة، بل قد تؤدي أيضًا إلى زيادة مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، حيث يؤدي التعرض المستمر للمحتوى السلبي أو المقارنات الاجتماعية إلى الشعور بالضغط النفسي والقلق، كما أن الخوف من فقدان المعلومات أو عدم التفاعل مع الآخرين قد يزيد من مستويات التوتر، مما يؤثر على صحة المخ والجهاز العصبي

ارتفاع مستويات الكورتيزول لفترات طويلة يؤثر سلبًا على وظائف الدماغ، حيث يمكن أن يضعف الذاكرة ويؤدي إلى صعوبة في التركيز، كما أنه قد يتسبب في اضطرابات النوم، حيث يجد المستخدمون صعوبة في الاسترخاء بعد قضاء ساعات طويلة في تصفح المحتوى

تأثير وسائل التواصل على الأوكسيتوسين والمشاعر الاجتماعية

الأوكسيتوسين هو هرمون يرتبط بالمشاعر الاجتماعية مثل الثقة والتواصل العاطفي، حيث يساعد في تعزيز العلاقات الاجتماعية الواقعية، لكن تأثيره في سياق وسائل التواصل الاجتماعي معقد، فقد يشعر بعض المستخدمين بالارتباط العاطفي من خلال التفاعل مع الآخرين عبر الإنترنت، لكن في المقابل قد يؤدي الاعتماد الزائد على التفاعل الافتراضي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية الحقيقية، حيث يصبح المستخدمون أقل قدرة على التواصل العاطفي المباشر.

في بعض الحالات يمكن أن يؤدي التفاعل السلبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التنمر الإلكتروني أو التجاهل، إلى خفض مستويات الأوكسيتوسين، مما قد يزيد من الشعور بالوحدة والاكتئاب، كما أن الاعتماد على التفاعل الافتراضي بدلًا من العلاقات الواقعية قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية بمرور الوقت.

التأثير على وظائف الدماغ والتركيز

الاستخدام المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي يؤثر على قدرة الدماغ على التركيز، حيث يؤدي التعرض المتكرر للمحتوى القصير والمتغير بسرعة إلى تقليل مدى الانتباه، مما يجعل من الصعب التركيز على المهام الطويلة والمعقدة.

كما أن التبديل المستمر بين التطبيقات والمحتويات المختلفة يؤدي إلى إجهاد الدماغ، مما قد يؤثر على قدرته على معالجة المعلومات بفعالية.

البحث المستمر عن التنبيهات والمحتوى الجديد يجعل الدماغ في حالة تحفيز مستمرة، مما قد يؤدي إلى اضطرابات النوم وصعوبة الاسترخاء، حيث يعاني بعض المستخدمين من الأرق بسبب استخدام الهواتف قبل النوم، إذ يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات على إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم.

170

الأكثر قراءة

970x90

فيديو