في زمنٍ أصبح الجميع يتدخل فيما لا يعنيه، وتطرح الأسئلة الشخصية في الطرقات بكل بساطة، وتنتزع الآراء بدون إذن أصحابها، في هذا الوقت بالتحديد لم تعد الخصوصية أمرًا مقدسًا ولا بديهيًا، بل هي رحلة مقاومة يخوضها الأشخاص كل يوم من أجل الحفاظ على سلامهم النفسي وحياتهم الخاصة.
ما المقصود بالخصوصية؟
تعتبر الخصوصية من المفاهيم التي تعطي براحًا للنفس، فهي القدرة على اختيار ما تشاركه، ومع من، ومتى، وتعرفها الجمعية الأميركية لعلم النفس بأنها: «الحق في الاحتفاظ بمساحات غير مكشوفة من حياتنا» سواء كانت هذه المساحات هي مشاعر، أو علاقات، أو قرارات، أو حتى تفاصيل يومية لا نرغب في الكشف عنها ولا نطلع عليها أي أحد.
حماية الخصوصية في الحياة اليومية
يمكن حماية خصوصيتك في حياتك اليومية عن طريق عدة خطوات، في البداية ضع حدودًا للتعامل مع الآخرين، وحدد الأشخاص الذين لا ترغب في التحدث إليهم أو التودد لهم، أما الخطوة الثانية فتعلم قول كلمة «لا» بدون شرح زائد ولا تبرير؛ حيث أنها اختياراتك الخاصة ورغبتك في الحديث ويجب أن يحترم من أمامك هذا.
بينما تتمثل الخطوة الثالثة في إنهاء مشاركة حياتك وأخبارك في الدوائر العامة أو القريبة منك، خاصة في تلك الأوقات التي تشعر فيها بالهشاشة النفسية أو أنك لست على ما يرام، وتأتي الخطوة الرابعة في تهيئة نفسك على تقبل كل الأمور؛ حيث لا تشارك أي أحد أسرارك ولا تفترض أن يكون الجميع على ولاء لك.
وهناك دراسة من جامعة هارفارد الأمريكية في العام 2021 أثبتت أن الأشخاص الذين يحتفظون بجوانب خاصة من حياتهم يعيشون بمستويات أقل من التوتر والقلق، ولديهم شعور أعلى بالسيطرة على الذات.
ماذا يحدث عند انتهاك خصوصيتك؟
عندما يتم انتهاك خصوصيتك قد تشعر بالكثير من المشاعر السلبية، منها: الغضب، الخيانة، الألم، ولكن هذه المشاعر طبيعية جدًا ولكنها تحتاج إلى إدارة واعية منك واحتواء لكيفية التعامل معها، ويمكنك تذكير نفسك بأن ما حدث لا ينقص من قيمتك، ولا تلك نفسك، بل لمنحها وقتًا أطول لاستعادة التوازن.
متى نطلب الدعم؟
يمكنك طلب الدعم من المتخصصين إذا أصبحت مشاعرك تجاه الموقف مرهقة ومتكررة، وإذا شعرت بفقدان الأمان أو الانعزال عن الناس، إذا لم تعد قادرًا على ضبط انفعالاتك في المواقف المشابهة.