كيف خلق آدم عليه السلام؟.. سؤال يراود الكثيرون لمعرفة كيف بدأ الخلق الذي يعتبر أساس الكيان الإنساني، فقصة آدم عليه السلام من القصص الملهمة التي تحمل في طياتها عبر وحكم من بداية الخلق وسجود الملائكة لآدم وعداوة إبليس له ومخالفته أمر الله تعالى، وحتى نزوله إلى الأرض.
كيف كان الكون قبل خلق آدم؟
قبل بداية الخلق، كان الله وحده في هذا الكون فلم يكن معه شيء إلى أن خلق العرش ومن بعده السماوات ثم الأرض، وبعدها خلق الله الجن الذين سكنوا الأرض قبل خلق آدم بـ200 عام، لكنهم أفسدوا فيها ونشروا الذنوب والمعاصي فيها ليرسل الله إليهم جيشًا من الملائكة ويطردهم من الأرض.
الله يأذن بخلق البشر
ذكر القرآن الكريم الحوار الذي دار بين الله والملائكة حينما أراد خلقًا جديدًا وهو آدم عليه السلام، حيث قال الله تعالى: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة"، لتتساءل الملائكة عن هذا الخلق خوفًا أن يكونوا مفسدين مثل الجن، حيث قالوا: "قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"، فتقول لله سبحانه وتعالى إذا كان الهدف من الخلق الجديد هو عبادتك فنحن هنا نعبدك ليلًا ونهارًا، لكن رد عليهم الله جل وعلا بأنه أعلم بالمصلحة العامة من خلق هؤلاء البشر، حيث قال: "قال إني أعلم ما لا تعلمون"، وأذن الله عز وجل بخلق البشر حيث قال: "إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرًا من طين".
كيف خلق الله آدم عليه السلام؟
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إن الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه السلام من قبضة قبضها من جميع أنحاء الأرض، لذا جاء بنو آدم على قدر الأرض حيث جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود، ومنهم الطيب والخبيث والسهل.
وأوضح النبي، أن الله سبحانه وتعالى أمر جبريل عليه السلام بأن يأتي بطين من الأرض لكنه رجع من غير إحضار الطين، فحينما أراد جبريل أن يأخذ قبضة من الطين قالت له أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني، لذا قال لله سبحانه وتعالى: "يا رب لقد أعاذت بك فأعذتها"، ليرسل من بعده ميكائيل فأعاذت منه فأعاذها ورجع قال لله: "يا رب لقد أعاذت بك فأعذتها"، ومن بعده أرسل الله ملك الموت وأعاذت منه أيضًا لكنه قال لها: "أنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ ما أمره" وبالفعل أخذ الطين من أماكن متفرقة من الأرض ولم يأخذه من مكان واحد، إذ جمع بين التربة الحمراء والبيضاء والسوداء وصعد بها إلى الله عز وجل.
الروح تدب في آدم
حينما صعد ملك الموت لله عز وجل بالتراب، جعل الله من هذا التراب طينًا ليتحول إلى طين متماسك، ثم حمأ مسنون وهو الطين الأسود المتغير وحينما أصبح صلصالًا كالفخار نفخ فيه الروح فعطس وقال الحمد لله، ليقول له الله: "رحمك الله يا آدم"، ثم أمره أن يذهب إلى الملائكة ويقول لهم السلام عليكم وفعل ذلك وردت عليه قائلة: وعليكم السلام، وحينما رجع إلى الله قال له: إن تلك الكلمات تحيتك وتحية ذريتك من بعدك فيما بينهم عند ملاقاتهم.
لماذا خلق الله آدم بيده؟
خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام في آخر ساعة من يوم الجمعة بين العصر والليل، وخلقه الله بيده لكي لا يتكبر عليه الشيطان حيث قال له الله: "تتكبر عما عملت بيدي ولم أتكبر أنا عنه".
وأمر الله الملائكة أن تسجد لآدم فامتثلوا لأمر الله سبحانه وتعالى ما عدا إبليس الذي امتنع عن السجود لآدم، وهذا سبب طرده من الجنة ومن رحمة الله عز وجل.
خلق حواء من ضلع آدم
أمر الله آدم أن يسكن في الجنة ويأكل من ثمارها ويستظل بشجرها فلما استوحش وحدته وهو في الجنة، خلق الله حواء من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائم، فلما استيقظ من نومه رآها تجلس عند رأسه فسألها من أنت قالت له: أنا امرأة، فسألها لماذا خلقك الله سبحانه وتعالى؟، فقالت له: لتسكن إلي فأعجبته وأنس إليها وأنست إليه، ولكي تتأكد الملائكة أن الله سبحانه وتعالى علم آدم كل شيء سألوه عن اسمها، فقال لهم اسمها حواء لأنها خلقت من شيء حي، وعاشا آدم وحواء سويًا في الجنة متنعمين بنعيمها وأكلوا منها ما لذ وطاب وشربوا من أنهارها ولبسوا أجمل الثياب إلى أن وسوس إليهما الشيطان بعصيان ربه ونزوله إلى الأرض.