تزخر سير الصحابة بالكثير من المواقف النبيلة مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ونزلت فيهم آيات القرآن الكريم، ولكن تميز واحد منهم ليذكر اسمه صريحًا في القرآن دونًا عن غيره، فهو الذي قال في حب رسول الله: «أنت مولاي، وأحب القوم إلي».

من هو الصحابي الذي ذكر اسمه في القرآن؟

ويعد زيد بن حارثة الصحابي الجليل الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً".

من هو الصحابي الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم؟
play icon

الصحابي الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم

يعتبر الصحابي الجليل زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب، أبو أسامة أول الموالي في الإسلام، حيث سُبي في الجاهلية فاشترته السيدة خديجة رضي الله عنها ووهبته للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لكن النبي أعتقه وتبناه قبل تحريم التبني لذا كان الناس يطلقون عليه زيد بن محمد.

زيد بن حارثة قائد لجيش المسلمين

ولد زيد بن حارثة قبل الهجرة بـ 47 سنة وشهد الكثير من الغزوات مع النبي محمد، وقيل إن رسول الله ما بعث زيد في سريّة إلا وأمّره عليهم، لكنه استشهد في غزوة مؤتة إذ كان قائدًا لجيش المسلمين أمام جيش الغساسنة والبيزنطيين.

من هو الصحابي الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم؟
play icon

حب رسول الله

احتل زيد بن حارثة مكانة كبيرة في قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان الصحابة يسمونه "حب رسول الله"، ولما وصل إلى النبي استشهاد زيد وعبد الله بن رواحة وجعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة حزن حزنًا شديدًا، وقال: «اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لجعفر ولعبد الله بن رواحة».

وآخر ما نختم به مقالنا موقف صار مع النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص أسامة بن زيد بن حارثة، ففي يوم من الأيام قرر أن يرسل بعثًا أمّر عليهم أسامة لكن بعض الناس طعنت في إمرته، فقال النبي محمد: «إن تطعنوا في إمرته، فقد كنتم طعنتم في إمرة أبيه من قبله، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده».