يعد سيدنا يونس- عليه السلام- من أكثر القصص المؤثرة التي ذكرت 4 مرات في القرآن الكريم، إذ بعثه الله- سبحانه وتعالى- بعد سيدنا سليمان وقبل سيدنا عيسى، عليهما السلام.
من النبي الذي ابتلعه الحوت؟
وأرسل الله- سبحانه وتعالى- سيدنا يونس إلى مدينة نينوى في العراق، حيث كانوا يعبدون الأصنام لذا نهاهم عن عبادتها ودعاهم إلى عبادة الله لكنهم رفضوا دعوته وقابلوه بالإعراض والجفاء، ولما علم يونس بكفرهم حذرهم من غضب الله وأخبرهم بحلول العذاب بهم بعد 3 أيام إن لم يتركوا عبادة الأصنام ويؤمنون بالله، وخرج غاضبًا من المدينة بعدما ظن أنه أدى ما عليه من تبليغ الرسالة وخرج متجهًا نحو البحر.
يونس يغضب ويهاجر قومه
وأوضحت آيات القرآن الكريم أن الله- سبحانه وتعالى- لم يأمر يونس بالخروج، فما كان لنبي أن يترك قومه ويهاجر من دون إذن من الله، لذا نهى النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- أن نكون كصاحب الحوت، حيث قال تعالى: «فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت».
قوم يونس ينفعهم إيمانهم
ولما رأى قوم يونس أمارات العذاب تابوا إلى الله- سبحانه وتعالى- وندموا على تكذيبهم للرسول وخرجوا يدعون الله- سبحانه وتعالى- ويتوسلون ويتضرعون إليه ليرحمهم من العذاب، فلما علم الله بصدق إيمانهم وندمهم أزال عنهم العذاب، قال الله تعالى: «فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين».
يونس في بطن الحوت
ولما خرج يونس من قومه غاضبًا بسبب تكذيبهم ورفضهم الدعوة ركب سفينة في البحر فاضطربت بالركاب حتى كادوا يغرقون، لذا قرروا إلقاء واحد منهم لينجو الآخرون، واتفقوا على أن يقترع الركاب ومن خرجت قرعته ألقي في البحر ولما اقترعوا وقعت القرعة على سيدنا يونس، ولأنهم كانوا يعرفونه رفضوا أن يرموه في البحر وأعادوا القرعة للمرة الثانية والثالثة وفي كل مرة تقع على سيدنا يونس فلم يجدوا مفرًا من إلقائه وحينها بعث الله حوتًا التقمه وغاص به في أعماق البحار حتى أصبح في 3 ظلمات وهي ظلمة الليل وظلمة الحوت وظلمة البحر، وأمر الله الحوت أن يحافظ على يونس ولا يهلكه.
كلمات فرّجت همّ يونس
ولما كان يونس في بطن الحوت سمع تسبيح الدواب في البحر والحصى فأدرك خطأه وفعلته فندم ورجع إلى الله- عز وجل- الذي ألهمه بكلمات تبدد الهم والظلمات، إذ قال الله تعالى: «وذا النون إذ ذهب مغاضبًا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين».
فوائد شجرة اليقطين
ولما ردد يونس تلك الكلمات فرّج الله همه وأمر الحوت بإلقائه على البر، وكان يونس يشعر بالجوع والسقم الشديدين لذا أنبت الله شجرة اليقطين حتى يستظل بها ويأكل منها، حيث إنها مقوية للبدن وتؤكل نيئة ومطبوخة كما أن بذور اليقطين لها فوائد لا تعد ولا تحصى، ولما تعافى تمامًا أمره الله تعالى بالرجوع إلى قومه حتى وجدهم مؤمنين منتظرين رجوعه ليتبعوه وحينها ظل معهم يونس ليرشدهم ويعلمهم مما أتاه الله.