تمتلئ حياة الصحابة بالبطولات التي دوّنها التاريخ بماء الذهب، وهي تدل على ثبات يقينهم وقوة إيمانهم، ومنهم الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر، الذي غسّلته الملائكة بعد استشهاده في غزوة أحد.

الصحابي الذي غسلته الملائكة

كان يعرف حنظلة بن أبي عامر بكثرة مرافقته للنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- كما أنه شارك الرسول في قتال المشركين، فكان من كبار المسلمين وأسلم مع قومه من الأنصار حينما أتى الرسول إلى المدينة، وكان من أول المصدقين له.

غسيل الملائكة

وفي يوم من الأيام، طلب حنظلة أن يتزوج من جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، وبالفعل تزوج منها في اليوم السابع من غزوة أحد، فحينما انطلق نداء الجهاد في سبيل الله قام من فراشه وأسرع تلبية للنداء من دون أن يغتسل وشارك في القتال، لكنه استشهد في الغزوة على يد أبي سفيان بن حرب بمساعدة الأسود بن شعوب، إذ إنه طعن من الخلف فسقط شهيدًا.

ما سبب تسميته بغسّيل الملائكة؟

أما عن سبب تسمية حنظلة بن أبي عامر بغسيل الملائكة فلأن الملائكة قد غسلته بعد استشهاده في غزوة أحد، لأنه لم يغتسل قبل الانضمام إلى ساحة القتال، فلما ذهب الصحابة لإخبار زوجته بخبر استشهاده أخبرتهم بأنه لم يغتسل وخرج مسرعًا ليجاهد في سبيل الله، ولما علم الرسول بالأمر أخبر الصحابة بأنه رأى الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن، وهو ماء نقي يمنحه الله للأشخاص الذين يرغب في تكريمهم، وهذا يدل على علو منزلة غسّيل الملائكة عند الله.