يعتبر ذو القرنين واحدًا من الشخصيات الأسطورية التي سطرها التاريخ، حيث وردت قصته بالتفصيل في القرآن الكريم في سورة الكهف، فهو كان ملكًا عظيمًا مكنه الله في الأرض وهيأ له الأسباب ليفتح البلاد وينشر الخير والعدل بين الناس.

الإفتاء توضح من هو ذو القرنين

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الله تعالى ذكر قصة ذو القرنين في سورة الكهف، قال تعالى: "ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرًا".

ويقول المفسرون، إن سبب ذكر ذي القرنين في القرآن الكريم أن المشركين تحدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذكر لهم قصة ذو القرنين حيث إنها لم تكن معروفة في عهد النبي، حتى أنزل الله تعالى تلك الآيات التي تبين أنه يوجد رجل أتاه الله ملكًا عظيمًا وكان حاكمًا عادلًا يكافئ الصالح ويعاقب الظالم جاب مشارق الأرض ومغاربها، قال تعالى: "قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابًا نكرًا * وأما من آمن وعمل صالحًا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرًا".

قصة ذو القرنين عند مغرب الشمس

ويحكي القرآن الكريم قصة ذو القرنين مع أمة في مغرب الشمس وهي من أعظم الأمم في الأرض، وكان قد مكنه الله فيهم وحكمه فيهم وخيره بين أن يمن ويفدي أو أن يقتل ويسبي فاختار ذو القرنين الدعوة بالحسنى، وإذا لم يستجب أحد فسيكون مصيره القتل لا محالة، وهذا إن دل فيدل على أن ذي القرنين كان ملكًا صالحًا عادلًا لا يخاف في الله لومة لائم، مؤمنًا بالله واليوم الآخر والبعث والحساب، ويعرف أن النهاية ستكون إما نعيم أو عذاب.

قصة ذو القرنين عند مطلع الشمس

أما قصة ذو القرنين مع أمة في مطلع الشمس فهم قوم بسيطون وبدائيون جدًا لا يملكون ملابس فهم عراة ولا يملكون بيوتًا تقيهم من الحر، فلا يعرفون التمدن ولا البيوت ولا صناعة الملابس، وقد أطلع الله ذو القرنين بأحوال هؤلاء الناس حتى يعلم أنه لا يخفى عليه خافية وأنه أعلم بأحوال الناس وجميع أنواع البشر.

قصة ذو القرنين مع قوم يأجوج ومأجوج

أكمل ذو القرنين رحلته حتى وجد قوم يعيشون بين سدين أو جبلين وبينهما فجوة وكانوا يتكلمون بلغة غير مفهومة، ولما وصل إليهم علموا أنه حاكمًا مكنه الله في الأرض وأعطاه القوة، فطلبوا منه أن يجعل لهم سدًا يحميهم من يأجوج ومأجوج مقابل مبلغًا مالي، فوافق أن يقيم لهم سدًا ورفض المال، وبالفعل بدأ ذو القرنين في بناء السد باستخدام هندسة رائعة فجمع الحديد ووضعه في الفتحة حتى تساوت مع قمة السدين أو الجبلين وأوقد عليها النار ثم ألقى عليها النحاس المذاب ليكون أكثر صلابة ومتانة، وبذلك سد الفجوة ومنع يأجوج ومأجوج عن الناس.

ما هي شخصية ذو القرنين؟

اختلف العلماء في تحديد هوية ذو القرنين، وأرجح الأقوال أنه كورش الكبير ملك فارس، ومنهم من قال إنه الإسكندر الأكبر، ومنهم من قال إنه إخناتون الملك العظيم، وهناك رأي آخر بأنه سيدنا سليمان عليه السلام.

لماذا سمي ذو القرنين بهذا الاسم؟

اختلف المفسرون أيضًا في تسمية ذو القرنين بهذا الاسم فمنهم من قال إنه ليس اسمًا أو وصف لتشويه خلقي لكنه وصف لضربتين في رأسه واحدة في اليمين والأخرى في اليسار لكن ليس لديه قرنان كما يعتقد البعض، ومنهم من قال لأنه ملك فارس والروم، وقيل لأنه دخل الظلمة والنور، ويوجد رأي آخر أنه سمي بذلك لأنه رأى في المنام كأنه أخذ بقرني الشمس.