بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل لدعوة البشر إلى عبادة الله تعالى وإصلاح نفوسهم وتهذيب أفعالهم، ويمتلئ القرآن الكريم بقصص الأنبياء والمرسلين، ولعل من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين من النبي الذي آمن به جميع قومه؟.
النبي الذي آمن به جميع قومه
يعتبر يونس عليه السلام هو النبي الذي آمن به جميع قومه، لما ورد في القرآن الكريم قال الله تعالى: "فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"، حيث أرسل الله تعالى نبيه يونس إلى مدينة نينوي في العراق التي كانت تتمتع بثقافة عالية وحضارة راقية وكثافة بشرية مرتفعة.
قال الله تعالى: "وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتعناهم إلى حين".
من النبي الذي آمن به جميع قومه؟
بعث الله عز وجل سيدنا يونس إلى مدينة نينوي في القرن الثامن قبل الميلاد ليدعوهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، لكنهم عارضوه ورفضوا دعوته فأخبرهم بأن العذاب سوف يحل بهم بعد ثلاثة أيام لكنهم لم يصدقوه وعاندوه، لذا خرج يونس من المدينة غاضبًا من قومه بدون أن يأذن له الله، ولما جاء اليوم الثالث بدأت أمارات العذاب تظهر في المكان حتى شعر الناس بالخوف وندموا على عدم تصديقهم لنبيهم، حتى خرجوا وسلوا الله المغفرة والسماح ودعوا الله بأن يذهب عنهم العذاب ولما علم الله بصدق إيمانهم وإخلاصهم وندمهم زال عنهم العذاب وظلوا ينتظرون عودة سيدنا يونس عليه السلام.
الحوت يلتقم يونس
ولما خرج يونس من قومه غاضبًا بسبب تكذيبهم ورفضهم الدعوة ركب سفينة في البحر فاضطربت بالركاب حتى كادوا يغرقون، لذا قرروا إلقاء واحد منهم لينجو الآخرون، واتفقوا على أن يقترعوا ومن خرجت قرعته ألقي في البحر ولما اقترعوا وقعت القرعة على سيدنا يونس وألقوه في البحر حتى التقمه حوتًا وغاص به في أعماق البحار، وظل يردد كلمات لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين حتى فرج الله همه وأمر الحوت بإلقائه في العراء ثم رجع إلى قومه وجدهم ينتظرونه، فظل معهم ليعلمهم أمور دينهم ويرشدهم إلى الصلاح.
